يخيل للمارة فى منطقة الموسكى وبالتحديد عند جراج العتبة وصولاً إلى موقف الأتوبيس والشوارع الواقعة فى محيطهما، أن حركة مبيعات سوق الساعات الشهيرة والرخيصة مازالت تلقى رواجاً، لكن الواقع غير مبشر بالمرة، فتراجع المبيعات مستمر.
وأكد عدد من تجار الساعات الجملة والقطاعى بمنطقة الموسكى منبع تجارة الساعات فى وسط القاهرة، أن تجارة الساعات تأثرت بشدة فى الفترة من عام 2005، وحتى الآن، بسبب اعتماد الناس فى حياتهم اليومية على استخدام الساعات الرقمية، الأكثر دقة ربما، فى حين تركوا ساعات اليد والحائط وأجهزة المنبه التقليدية لكثرة مشاكلها وصعوبة صيانتها وارتفاع أسعار الإصلاح وقطع الغيار، خاصة فى حالة العلامات التجارية الشهيرة.
وقال محمد جابر تاجر ساعات قطاعى فى منطقة الموسكي، إنه كان فى وقت سابق يحقق عشرات الآلاف من الجنيهات من مبيعاته للساعات لكنه الآن قد لا يحقق آلاف معدودة فى الشهر بسبب ظهور أجهزة الهاتف المحمول والكمبيوتر خاصة "لاب توب"، لأنها أصبحت تغنى عن حمل الساعات اليدوية، أو تعليق ساعات الحائط وكذلك الاستيقاظ صباحاً على صوت أجهزة المنبه، لأن المحمول به خصائص متطورة فمثلا ضبط نغمة معينة للاستيقاظ أو التذكير بميعاد معين أو مناسبة لشخص مقرب.
أما تاجر الجملة محمد الدسوقى، فقال إن سوق الساعات أصبح غير مربح كما كان من 10 سنوات، بسبب كميات ضخمة من الساعات الصينى الرخيصة، ما أضر بسمعة سوق الساعات الشهيرة خاصة وأن غالبية المستورد من الصين مزيف للأصلى، وهو ما يطلق عليه "Copy orginal" ويباع أقل من سعر الساعة الأصلية بـ50%، موضحاً أن سوق الساعات الشهيرة الأصلية لازال يحتفظ بزبائنه من القادرين على الشراء، إذ تبدأ الأسعار من 600 جنيه وحتى 15 ألف جنيه، غالباً من يشتريها يكونون من أصحاب التميز والذوق الرفيع.
المهندس رؤوف جمال أمين عام جمعية خبراء العلوم والتكنولوجيا، قال إن "الموبايل فيه العديد من المميزات من مكالمات والعمليات الحسابية والتصوير الفوتوغرافى والفيديو وغيرها الكثير أى أن صانعيه جمعوا المميزات فى معدة واحدة ليسهلوا على المستهلك"، مضيفاً أن الشخص العادى "بدل ما يبص فى الساعة يبص فى المحمول عشان يعرف الوقت".
وأرجع أمين عام جميعة خبراء التكنولوجيا لـ"اليوم السابع"، إنتشار أجهزة الهاتف المحمول وتغلبها على صناعة الساعات الموجودة من مئات السنين بسبب "شطارة صناع المحمول أنهم جمعوا فيه عدة استخدامات فى جهاز واحد". واستبعد أن تقضى صناعة المحمول على صناعة الساعات رغم تراجع مبيعات الأخيرة بشكل كبير فى مصر وكل أنحاء العالم ضارباً مثال بظهور الصحيفة الالكترونية وأنها لم تقضى على سابقتها المطبوعة بل إ كل منهما يكمل الأخر، وأن أى اختراع موجود على الارض يفيد ناس فلن يندثر طالما أن هناك فئة معينة تسخدمه وهو حال جميع الصناعات.
تجار الساعات: مبيعاتنا انخفضت 50% بسبب المحمول
الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 08:14 م