بالصور.."أبوظبى السينمائى" مهرجان الفن والحب وحياة لا تعرف الجغرافيا

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 12:26 م
بالصور.."أبوظبى السينمائى" مهرجان الفن والحب وحياة لا تعرف الجغرافيا جينيفر انستون
أبو ظبى: علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..

• بطل "فصل من حياة جامع خردة" يعشق وطنه رغم مأساة أسرته فى بلاده وجودى

• دينش تحلق بـ"فيلمونيا" الى سماء مفعمة بالحب والحياة

• جينيفر أنسيتون تقع فى غرام خاطفها فى "حياة الجريمة"..

• الكردى هشام زمان يقتل بطل فيلمه "قبل سقوط الثلج" دفاعا عن شرف حبيبته
سبع سنوات هي عمر مهرجان أبو ظبي السينمائي، استطاع خلالها أن يحقق سمعة عالمية طيبة بين المهرجانات، فقد حاول القائمون عليه التأكيد، علي الدور الفعلي في النهوض بصناعة السينما، بعيدا عن الأجواء الاحتفالية، وعاما بعد الأخرى تأكد للقائمين على المهرجان أن هناك دورا ثقافيا أهم بكثير من المشاهد الاحتفالية، أو عرض مجموعة من الأفلام من دول مختلفة.

وقد استطاع المهرجان أن يستفيد من المهرجانات من حوله سواء "العربية" التي سبقته، أو المهرجانات العالمية الكبرى ، وبات هناك جمهورا ينتظر أفلام أبو ظبي السينمائي عاما بعد عام.

من جانبها اهتمت إدارة المهرجان بدعم السينما في البلدان العربية عن طريق إطلاق مشروع "سند" الذي أصبح هدفا وملمحا رئيسيا للمهرجان، ورغم أن بداية انطلاق الدورة السابعة شهدت بعض الارتباك، الذى وضح جليا في حفل الافتتاح، الا أن تنوع المسابقات والاحتفالات، والحالة السينمائية التي عكستها الأفلام المشاركة في التظاهرات المختلفة، تجعلنا نغفر هذا الارتبا، حيث نجح المنظمون في انتقاء عدد كبير من الأفلام المهمة التي عرضت في كبرى المهرجانات العالمية، مثل "كان" و"فينيسيا" و"برلين" و"تورنتو", وهي الأفلام التي على الرغم من أنها نتاج مجتمعات وثقافات مختلفة إلا أنها عكست حالات إنسانية شديدة التقارب والعمق, يشكل الــــــــــــــــحب موضوعا ومحورا أساسيا في اغلبها.

"حياة الجريمة"
تجسدت هذه الحالة الفنية والإنسانية، بداية من فيلم الافتتاح "حياة جريمة" وهو الفيلم الذي شاركت في إنتاجه شركة "انميشن" الإماراتية، ولعبت دور بطولته النجمة "جينيفر أنستون"، وتدور أحداث الفيلم حول زوجة رجل ثري، فقدت الــــــــــــــــحب والتفاهم مع زوجها، الذى في المقابل لا يهتم سوى برياضته المفضلة "الجولف" بالإضافة الي جمع الأموال بكافة الطرق المشروع منها والغير مشروعة، كما أن لديه عشيقة مفضلة ويفكر في الانفصال عن زوجته وأم ولده بسببها، أما علي الجانب الآخر فهناك مجموعة من الأصدقاء الذين يعانون بشكل أو بآخر من حيوات فاشلة وباردة وخالية من الــــــــــــــــحب، يقررون خطف زوجة الثرى وابتزازه للحصول على المال، ومع تداخل العوالم، تتأكد الزوجة ان حياتها خربة، وخاوية، خصوصا مع رفض الزوج دفع الفدية بعدما تشجعه عشيقته علي ذلك، كما يكتشف احد الخاطفين، ان تلك المرأة تحولت الي حلم بالنسبة له, فيقرر أن يساعد في إنقاذها.

الفيلم ينتمي الي نوعية الدراما الكوميدية، حاول مخرجه أن يحاكى أجواء المخرج الشهير كوينتن تارانتينو، وتحديدا فيما يتعلق بتداخل العوالم والشكل الكاريكاتوري للخاطفين، ولكن في النهاية جاء الفيلم خفيفا وأقرب إلى التركيبة التجارية، والفيلم بطولة جينيفر أنستون وياسين بي، وإيلا فيش، ويل فورتى، وتيم روبن وإخراج دانييل شكتر.

"قبل سقوط الثلج"
تتأكد "تيمة" الحب أيضا في الكثير من الأفلام التي عرضت منذ اليوم الأول للمهرجان ، ومن هذه الأفلام "قبل سقوط الثلج" للمخرج هشام زمان والذي عرض في إطار مسابقة آفاق وهشام هو كردي الأصل نرويجي الجنسية، يمتلك موهبة مميزة في كيفية الحكي عن طريق الكاميرا، كما أن لديه عين إخراجية شديدة التميز، ويشكل الــــــــــــــــحب أيضا عنده محورا رئيسيا فى تركيبته الدرامية، فنحن أمام فتاة كردية يتيمة، تقرر عائلتها تزويجها، رغم رفضها، لارتباطها بقصة حب مع جار لها رفضه الأب قبل وفاته، مفضلا تزويجها لابن الأغا الأكثر ثراءا ونفوذا.

تستيقظ العائلة في يوم الفرح علي خبر هروب الفتاة من القرية، وتبدأ رحلة الأخ الذي يعول الأسرة، واسمه سيار فى البحث عن الفتاة الهاربة، لينتقم لشرفه، ويمول رحلته الأغا صاحب النفوذ.

فيلم هشام زمان كاشف لازدواجية الواقع والهيمنة الذكورية في المجتمعات الفقيرة والعشائرية، تبدأ رحلة الأخ اليافع والذي لا يزال في بداية مرحلة الشباب في 4 بلدان للبحث عن شقيقته، وهي تركيا، اليونان, ألمانيا والنرويج، والفيلم من اللقطة الأولي يملك وحدة غنية ورؤية بصرية شديدة الثراء، فنري مجموعة من العمال ناقلي البترول يلفون شابا ببلاستك من راسه حتى قدميه، ويفتحون له فتحة صغيرة، عند الفم ليتمكن من التنفس، ويتم وضعه داخل ناقلة البترول وفي قلب الزيت، في مشهد بديع، يجعلنا نستدعي مشهد الهروب في فيلم المبدع الراحل توفيق صالح "رجال تحت الشمس"، وتتواصل رحلة سيار ضمن عوالم جديدة، ونري معه كيف ان هؤلاء المتاجرون بالشرف هم أنفسهم تجار البشر، وذلك من خلال سطوة هذا الأغا والممتدة للدول الأربع، وفي إسطنبول يعرف سيار الــــــــــــــــحب مع فتاة كانت تتنكر في زي فتى وتعيش مع أطفال الشوارع، وكل حلمها ان تجمع قدرا من المال، لتذهب لي ألمانيا، للقاء والدها.

لا يعرف هشام الثرثرة الفنية، ولكنه بنفس القدرة المبدعة في الحكي وثراء الصورة بصريا يعرف تماماً ما تريده العين الغربية،لانه بعيدا عن هذه اللقطات يملك قصة إنسانية مليئة بالتفاصيل ،والوجع الإنساني، فالحب كان محرك أحداثها، والحب أيضاً بين الشاب والفتاة ،هو ما جعله يموت لخاطرها، بعد ان كشف مهربي الهجرة غير الشرعية للسلطات اليونانية في محاولة لإنقاذ حبيبته من خلع ملابسها أمام كل هذا العدد من الرجال عندما أمرهم الضابط بذلك.

"فصل من حياة جامع خردة"
رغم أن الفيلم يتناول أحداثا، يومية وحقيقية في "حياة بائع خردة" اختار المخرج البوسنى الشهير تانوفيتش، صاحب سيرك كولومبيا قصة هذا البائع البسيط، بعد أن قرأ عنها في احدي الجرائد، وذهب إليه في القرية النائية التي يسكنها، ليصنع واحد من أجمل الأفلام المعروضة في مهرجان أبوظبي، والذي حاز علي جائزة لجنة التحكيم من مهرجان برلين السينمائي، ومرشح لاوسكار أحسن فيلم أجنبي، وينتمى الفيلم لنوعية "الديكو-دراما"، فجميع مكوناته وثائقية مبنية علي تجربة إنسانية تحمل الكثير من الوجع، فتعطي شعورا بأنك أمام عمل روائي نابض بالحياة حيث استطاع المخرج أن يذيب الفروقات ببراعة بين ما هو روائي وما هو وثائقي، حيث لا توجد هناك حاجة لإعادة تقديم واقع ما أو تمثيله، وبما أن الفقراء هم ملح الارض فبطلنا الحقيقي كان يحارب، وتوفي شقيق له في أثناء حرب البوسنة والهرسك، وبعد الحرب لم يلتفت أحد لهما لدرجة أنه يقول أن الحياة أثناء الحرب كانت أفضل، ولكنه يحب بلده ومازال يملك القدرة علي التكيف مع واقعه المأساوي فهو يجمع الخردة ويعول أسرته من ذلك، وبرهافة شديدة نرى كم الحب والدف في تلك الأسرة البسيطة المكونة من الأب والأم وطفلتين، فالأم زوجة محبة، ترصد لنا الكاميرا حياتها العادية وتفاصيلها اليومية، إلا أن تمرض في يوم، ويصطحبها الزوج الي المستشفي، فنعرف انها حامل وان الجنين توفي داخلها، ومن المفترض أن تجري عملية اجهاض بأسرع وقت، كل ذلك يدور في اطار روائي شديد الفنية, ولكن نكتشف أن تلك الأسرة لا تملك تأمينا صحيا، ويرفض الأطباء ومدير المستشفي مساعدتيهما، ويعودان للمنزل خائبي الرجاء، ولكن حب البطل لأسرته وحرصه علي حياة امرأته يجعله، يحاول مرة ثانية إلى أن تغلق كل الأبواب في وجه، فيضطران للتحايل علي الظلم، بأن تحصل زوجته علي بطاقة زوجة شقيقها وتذهب إلي منطقتها لإجراء العملية، ولكن العقبات لا تتوقف فالمرأة حملت جنينا ميتا في بطنها 10 أيام وتحتاج لعلاج باهظ الثمن، وشركة الكهرباء قطعت الخدمة لأنه لم يسدد الفواتير، وفي لحظة مؤثرة ودون أن يتردد يقوم بتقطيع سيارته قطعة، قطعة ويذهب ليبعها خردة ، ويشتري الدواء، ويعيد الكهرباء لتعود الحياة علي الأقل كما كانت.

الملفت للنظر هو ذكاء المخرج في التقاط تلك الشخصيات التي اختارها تانوفيتش لرصد الظلم الاجتماعي الذي يتعرض له المهمشون حيث نكتشف أن أبطالنا من الغجر البوسنيين والذين كان لهم دورهم أيضا في الحرب وراح منهم الآلاف ولم يتخلوا عن الوطن ومازالوا يحبونه ويقبلونه كما هو رغم الظلم فتلك المرأة كانت معرضة للموت حيث بدأ دمها بالتسمم، وهناك الرجل الذي يبادرها بحبّ صامت، وهناك الجيران الذين يساعدونه كل علي حسب قدرته. أنها مغامرة العيش في الهامش، والصراع من اجل الصمود والبقاء، انه حب الحياة وحب من حولك، ولجأ المخرج إلي دائرية السرد حيث أن المشهد الافتتاحي لبطلنا كان وهو يقطع الخشب من اجل تدفئة أسرته، وانهي الفيلم والبطل يقوم أيضا بتقطيع الخشب وأخذه للداخل وإغلاق الباب، كأنه يؤكد علي حبه ورضاه بحياته رغم كل الصعوبات، وحب هذا المخرج لشخصياته والتي تحدث عنها بكل، دفئ في الندوة التي أعقبت الفيلم، حيث قال أن بطله حصل علي جائزة أحسن تمثيل، وصار مشهورا، الا أن علاقته بأسرته زادت قوة وتلك هي الحياة.

"فيلمونيا"
يعد فيلم "فيلمونيا" قصيدة شعرية بحد ذاته، وتدور كل أحداثه عن الحب والتسامح، والفيلم عرض في الدورة ال70 من مهرجان فينسيا السينمائي وحصل علي جائزة أحسن سيناريو ومن بطولة المبدعة جودي دنش، وستيف كوجن، وصوفيا كندي، وانا ماكسويل، وسيناريو ستيف كوجن وجيف بوب، وإخراج ستيفن فريزر، حيث تدور أحداثه حول سيدة ايرلندية تبحث طوال 50 عاما عن ابنها الذي أخذ منها عنوة، ويتطرق الفيلم لقصة أثارت جدلا في انجلترا منذ فترة حيث كانت الكنيسة الايرلندية تقوم ببيع أطفال الفتيات والشابات القاصرات والغير متزوجات، اللائي يرتكبن الخطيئة من وجهة نظرهم، ويقوم أهلهم بإيداعهم في الدير لفترة ليعاد تأهيلهن، ويركز المخرج علي تلك الحكاية الإنسانية، والتي تتأرجح بين المأساة، مع خطوط ميلودرامية.

أجمل ما في فيلم "فيلومنيا" هو أنه مفعم بالحب فبطلتنا التي تجسدها جودي دنش، لا تتوقف عن ارتياد الكنيسة وإشعال الشموع من اجل شخص عزيز عليها غائب منذ زمن، وفي اليوم الذي يبلغ عامه الخمسين تقرر البطلة أن تحكي لابنتها، عن من يكون هذا الغائب، انه ابنها الذي اخذ منها، في الكنيسة ولا تعرف مصيره، وتروي كيف صادفت أباه في لحظة شديدة الرومانسية، وحملت منه، وكيف أنها لم تراه ثانيا، بعد أن أودعها أهلها الدير كنوع من العقاب لها.

الفيلم لا يحمل أي فذلكة فنية، فهو بسيط، وسيناريو محكم ويتميز بمناطق كوميدية تنتج من المفارقات الدرامية في الفيلم واختلاف الشخصيتين البطلة المتدينة شديدة التسامح والتي لا تعرف سوي ان تمنح الحب، ودهشتها الدائمة من الحياة المعقدة، والبطل يجسده ستيف كوجان
الصحفي الذي أجبر علي تقديم استقالته من البى بي سي ، ويحاول أن يقوم بتأليف كتب ويقولها مازحا في كل مرة يتم سؤالها عما سيفعل في الفترة المقبلة يرد بثقة: أؤلف كتابا عن التاريخ الروسي "، إلى ان يتلقى نصيحة من ناشرة بضرورة أن يعمل علي القصص الإنسانية، ومن خلال صدفة في حفلة تجعله يلتقي بابنه جودي دنش والتي تخبرها عن قصة والدتها مع الكنيسة، وطوال رحلة البحث، وتضليل الكنيسة لهما، وإخفاء المعلومات عنها، يبدأ تحرياته، ويعرف أن ابنها اشترته أسرة أمريكية، حيث يصطحبها الي أمريكا في محاولة للوصول لابنها أنطونيو، وهناك ومن خلال رحلة البحث يعرف أن ابنها توفي، يبدأن معا في الوصول لأصدقائه، لتسمع عنه وتسأل هل فكر في الوطن يوما؟ هل فكر فيها ؟ لأنها لم تتوقف عن حبه والتفكير فيه لحظة، وهناك تكتشف أن ابنها كان يعمل في البيت الأبيض، وكان شخصية مرموقة، إلا أنها تكتشف أيضا أنه كان مثلي الجنسية.

كم المفارقات الدرامية في الفيلم هي ما تثير حالة الكوميديا والمليودراما بنفس القدر، وحقيقة الامر أن جودي دنش هي من أخذت الفيلم وحلقت به بعيدا ليكون تأثيره بهذا العمق الفكري والنفسي، كما أنه ينطلق من دراما تؤكد أن الحب هو الأساس في الحياة فتلك الأم غرست في طفلها حبها، وهو أيضا لم ينسها وظل يبحث عنها حتى لحظة وفاته رغم تجبر بعض الراهبات في الكنيسة ورفضهن تقريبهم من بعضهم البعض وحبها هو الذي جعله يعود ليدفن في نفس الدير، الذي أجبرت فيه علي التخلي عنه.

عروض المهرجان مستمرة، حتى الثاني من نوفمبر المقبل ، وهناك الكثير من الأفلام التي تدور، عن تيمة الحب وتستحق التوقف عندها، وأخرى تطرح قضايا حياتية هامة وشائكة.






















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة