حديث ثروات مصر وأموالها المنتهبة دون رد طوال السنوات الماضية يثير تساؤلات حائرة لا يوجد من يجيب عنها، وكلما تتناثر الأنباء عن رفض من البنك الدولى لأى قرض لمصر أو حصول مصر على مساعدات من الخارج يدور فى الذهن السؤال المؤرق ألهذا الحد مصر فقيرة، رغم أنها تمتلك كنوزًا وموارد تجعلها فى ثراء؟ ويبقى فى الخاطر دومًا آلام لا تفارق حول سرقة مصر وانتهابها وغفلة حراسها عن ديمومة قنص الثعالب للغالى والنفيس فى أرض الكنانة التى ابتليت بدوام الانتهاب، ويستمر التساؤل حول مصير اموال مصر المهربة للخارج فى معية لصوص وجدوا الحماية فى فلك السلطة التى سهلت لهم بصورة أو بأخرى الاستيلاء بغير وجه حق على ما لا يستحقون، وها هو مبارك قد فارق بعد ثورة 25 يناير 2011، ولا حديث عن استرداد الأموال المهربة أو الهاربين بالأموال فى ظل توالى الخطوب فى بر مصر، وتعذر الاستقرار المنشود، وقد قامت ثورة بعد ثورة ولا أثر للإصلاح إلا بعد الاستقرار وهو فى علم الغيب فى ظل التربص بمصر، وحتى لا تكون أموال مصر المهربة بمثابة بضاعة أتلفها الهوى، بحسب تعبير العملاق نجيب محفوظ فى الثلاثية الشهيرة، لابد من وضع آلية مقننة تُلزم القائمين على أمر البلاد باسترداد ما سُلب من أموال هى ملك للشعب البائس الباحث عن الحد الآمن للستر فى ظل تضاؤل سبل العيش الآمن على هامش ما يحدث فى المشهد السياسى، ويبقى حديث نهب وسلب ثروات مصر ومقدراتها مفتوحًا لحين إشعار آخر ويؤسف دومًا أن الانتهاب كان مقننًا وتحت بصر الدولة العميقة الموغلة فى القدم، وقد تواتر"رواج" نشاط "الثعالب "وذات زمان كتب الشاعر العملاق المتنبى قصيدة بها بيت هو الأصدق تعبيرًا عن حال مصر فى كل العصور، وقد قال "نامت نواطير مصر عن ثعالبها.... فقد بشمن وما تفنى العناقيد"......و ها هى مصر تنتظر من يحرس "الكَرم" دون أن يغفل " كسالف" النواطير.!
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس توفيق ميخائيل
الأستاذ المستشار أحمد محمود سلام