قرأت فى بوابة إحدى الصحف اليومية خبرا يفيد أن طلاب كلية التجارة جامعة القاهرة قد قرروا الاعتصام داخل المبنى الرئيسى للكلية المتواجد فيه مكتب العميد بدءًا من اليوم الاثنين 30/9/2013 وحتى إقالة العميد...!
والمعروف أن بعض الأصوات، وخاصة الإخوان، قد تعالت عقب ثورة 25 يناير تطالب بأحداث التغيير فى كل المواقع على أرض المحروسة من أجل تسكين مريديهم..! وطبعا لم تستند تلك المطالبات إلى سند علمى أو تخطيط استراتيجى ولكن البعض تصور أو صور لهم أن تغيير النظام السياسى يتطلب تغيير كل شىء ومن أجل لاشىء..! لدرجة أننى تصورت فى وقت من الأوقات أن نصف الشعب ينشد تغيير النصف الآخر...!
وربما يكون ترحيب الناس او قبولهم بمبدأ التغيير يعود لعدم قناعة الجماهير بالقيادات الحالية فى كافة المؤسسات المدنية فى الدولة يأملون فى أن يكون القادم أفضل من الجالس والمتربع على كرسى السلطة فى كل موقع..! وقد يكون عندهم بعض الحق لأن السادة أصحاب السلطة فى الماضى وكذلك أصحاب الحناجر المسموعة لم يبثوا فيهم ثقافة التغيير وتداول السلطة ومما لاشك فيه أن الإعلام الحكومى ملوم لأنه كان عليه أن يوضح للناس أن التغيير يجب أن يتم وفق قواعد التخطيط الإستراتيجى بعيدا عن التخبط الذى يرتدى عبائة الثورة..! يجب على الذين يطالبون بالتغيير إبداء أسباب التغيير فى أى موقع ومبرراته وهدفه وكم أتمنى أن يكون ذلك من واقع تقييم الأداء بعيدا عن الأهواء الشخصية وعملية تصفية الحسابات، والأهم من هذا كله هو التطبيق العادل والصارم للمعايير عند اختيار القيادات الجديدة لأن مصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل إعتبار وكل من يحمل الجنسية المصرية له حقوق على المجتمع وعليه واجبات.
ومن هذا المنطلق فإننى أرى أنه لا يمكن أن نربط الجواد خلف العربة ونطلب منه دفعها للأمام..! لأن الوضع الصحيح أن يكون الجواد أمام العربة وليس خلفها كى يتمكن من جرها. وبالقياس يجب أن يتم اصدار التشريعات المناسبة والمتضمنة للمعايير التى بناء عليها سيتم تغيير القيادات.
ونحن شعب عرف أول حكومة فى تاريخ البشرية، وتعودنا على احترام الشرعية ولا نعبد الإ الله ولذلك ولم نقل أن القيادات الحالية فى الجامعات ملائكة، ولكننا نقول أنهم بشر، وهم مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وإذا كنا نريد تغيير تلك القيادات فيجب أن يتم ذلك وفق سياسة شاملة لتغيير القيادات فى كافة الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية بما فيها الهيئات القضائية لأنهم أيضا بشر فيهم من يخطىء ومن يصيب وتم تعيينهم وترقيتهم فى عهد النظام السابق..! وعلينا أيضا تغيير السفراء فى كافة بلدان العالم لأنهم عينوا فى ظل النظام السابق...
وأعتقد أننا لو استجبنا لكل طلبات الطلاب والمتضمنة تغيير القيادات داخل المؤسسات التعليمية فمن المتوقع أن يحدد الطلاب فى المستقبل القريب أسئلة امتحاناتهم بأنفسهم ويختارون درجاتهم ويكتبون تقديراتهم بأنفسهم وعليه العوض فى اللوائح والقوانين والجودة لأن كل القيادات الأكاديمية أو معظمها يعيش أيام عصيبة وليس بينهم من هو مطمئن على مستقبله وبالتالى صارت جميع الأيادى مرتعشة والأيادى المرتعشة لن تصيب الهدف ولكن تكون قادرة على المساهمة فى بناء المجتمع.!
ومرة أخرى أؤكد بأننى لست ضد مبدأ التغيير، لأن التغيير سنة الحياة لكنى أقول أن التغيير يجب أن يكون وفق قواعد ومعايير مقننة، وأؤكد أن انتخابات القيادات الجامعية ليست هى الوسيلة الفعالة ولا المعيار الوحيد للوصول إلى المناصب التنفيذية فى بلد تصل نسبة الفقر فيه إلى حوالى 42% ونسبة الأمية أكثر من 30% وكما قالوها فى الماضى فأنه لاحرية لجائع ولا كرامة لعريان...!، وإذا كان لامفر من التغيير فلابد أن يتم بالتعيين وفق معايير شفافة وليس بالإنتخابات من أجل المحافظة على مدنية الدولة وعلى فكر الشباب وحق المواطنة ومستقبل البحث العلمى فى مصر... حفظ الله مصر منارة للبشرية
د.محمد نبيه الغريب يكتب.. إلى أين تسير الجامعات؟
الخميس، 03 أكتوبر 2013 11:57 ص
جامعه القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة