هدد الرئيس المالى، إبراهيم بوباكار كيتا، من أسماهم "ممارسى الابتزاز والعنف، ومنتهكى اتفاق واجادوجو" (الاتفاق التمهيدى لمفاوضات السلام فى مالي)، وذلك فى تعليقه على الأحداث الأمنية التى تشهدها بلاده، هذه الأيام.
وقال كيتا فى خطاب وجهه للشعب عبر التلفزيون الرسمى للبلاد، إن "السلطة القائمة لن تتهاون فى وجه الأحداث الأمنية التى شهدتها البلاد فى الأيام القليلة الماضية".
وأعرب كيتا عن استغرابه إزاء اندلاع تلك الأحداث أثناء غيابه، وقال: عندما كنت أعلن أمام الأمم المتحدة أن مالى استخلصت العبر من أزمتها، وأصبحت تتطلع إلى أن تكون شريكاً هاما للعالم، قامت الجماعات الانفصالية بتعليق حوارها مع النظام المالي".
وأضاف "عندما كنت فى فرنسا فى إطار مهمة تحسيس دولية بشأن الجهود المبذولة من أجل المصالحة والسلام، وتنمية مالى، فوجئت أيضاً بالمواجهات التى حصلت فى ثكنة "كاتي" العسكرية"، وذلك فى إشارة إلى مواجهات اندلعت بين فصيلين بالجيش أحدهما مؤيد لزعيم الانقلاب العسكرى الأخير، مامادو صانوجو، والثانى مناهض له.
و استهجن كيتا هذه المواجهات قائلاً: "كيف يأتى جنود غيرنا لحمايتنا، وبعض أفراد جيشنا يواجهون بعضهم البعض"، معلناً عن فتح تحقيق لمعرفة أسباب الأحداث، والجهة التى تقف خلفها.
وفيما يتعلق بالتوتر الأمنى الذى تشهده مدينة كيدال (شمال) منذ أيام بين الجيش وعناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، هدد كيتا بلغة حازمة من أسماهم "ممارسو الابتزاز والعنف، ومنتهكى اتفاق واجادوجو" (الاتفاق التمهيدى لمفاوضات السلام فى مالي).
و"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" تنظيم يتبنى مطلب الحكم الذاتى كحل لمشكلة الشمال، وهو مشروع ترفضه حكومة باماكو.
وأكد الرئيس المالى على أن إرادته فى تحقيق السلام ستبقى راسخة، إلا أنه شدد فى الوقت ذاته على أنه "لن يقبل بإهانة أى جندى مالى ولا بالاعتداء عليه".
و شهدت مدينة كيدال شمال شرقى مالى، الأحد الماضى، توتراً أمنياً حيث وقعت اشتباكات وإطلاق نار بين الجيش ومقاتلين من الطوارق، كما تعرض قيادى عسكرى بـ"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" للإصابة بجروح وصفت بالخطيرة، إثر إطلاق نار من قبل وحدة عسكرية تابعة للجيش.
كما شهدت فى اليوم ذاته، انفجاراً استهدف مبنى تابعاً لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، لم يسفر عن وقوع ضحايا، بحسب وسائل إعلام مالية.
و تأتى هذه التطورات بعد إعلان ثلاث حركات تمثل المتمردين الطوارق، تعليق مشاركتها فى لجان تنفيذ اتفاق السلام الموقع مع الحكومة المالية (بواجادوجو) فى بوركينافاسو فى 18 يونيو الماضى "لعدم احترام سلطات باماكو لبنوده".
وقال بيان مشترك لكل من الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية الأزوادية: "نعلن للرأى الوطنى والدولى أنه نتيجة للصعوبات العديدة لتنفيذ اتفاق وجادوجو، والتى نجمت أساساً عن عدم احترام الحكومة المالية لالتزاماتها، قررت المنسقية تعليق مشاركتها فى لجان تنفيذ هذا الاتفاق".
واتفاق "واجادوجو" الذى سمى "اتفاق تمهيدى للانتخابات الرئاسية ولمفاوضات السلام فى مالي" وقعه عن الحكومة وزير الإدارة المحلية، الكولونيل موسى سينكو كوليبالى، وعن المتمردين الطوارق كل من بلال اج الشريف، والعباس اج انتاله، باسم حركتى التمرد الرئيسيتين لدى الطوارق، وذلك بحضور رئيس بوركينا فاسو، بليز كومباوريه، الذى يقوم بوساطة فى الأزمة المالية.
ولن يتم نزع سلاح المتمردين الطوارق إلا بعد توقيع اتفاق "شامل ونهائى للسلام" بين السلطات الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة من جهة والمجموعات المسلحة فى الشمال من جهة أخرى.بحسب نصوص الاتفاق نفسه.
الرئيس المالى: لن نتهاون فى مواجهة الأحداث الأمنية التى شهدتها البلاد
الخميس، 03 أكتوبر 2013 02:48 م