عبد الحليم سالم يكتب: فشل حكومى فى استغلال كنوز سيناء صناعيا على مدار 30 عاما.. إهدار 3 مليارات جنيه على مشروعى فحم المغارة والسكة الحديد وتوقف تطوير ميناء العريش

كيف تكون غنيا جدا ولا تستطيع الحياة أو توفير سبل المعيشة لنفسك وأسرتك أو بلدك؟ ولماذا تقبل الفقر وأكبر الكنوز تقبع أسفل قدميك؟

هذا هو حال سيناء، تمتلك أفضل الكنوز فى حين أهلها يعيشون أسوأ معيشة، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها مشكلة الملكية واشتراط حصول أى مواطن على شهادة جنسية من أجل التملك وهو أمر صعب للغاية لصعوبة الحصول على الشهادة بما يمثل إهانة أيضا له.

أيضا النظرة الأمنية الضيقة لسيناء ومنع الاستثمارات العربية أو الأجنبية فيها خوفا من دخول إسرائيل كطرف خفى فى الاستثمارات وهو أمر مردود عليه بأن اتفاقية السلام تسمح للإسرائيليين بدخول مصر وسيناء تحديدا لمدة أسبوعين بدون تأشيرة، والأخيرة أيضا تسرق المياه الجوفية المصرية بصورة مستمرة وأن الاستثمار العالمى كفيل بغل يد إسرائيل وشلها فى سيناء.

وتوجد بمحافظة شمال سيناء 3 مناطق صناعية، الأولى منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء التى تسمى بغداد مساحتها الإجمالية 4476 كيلو مترا مربعا المرحلة الأولى منها 30 كيلو مترا فقط بها 4 مصانع فقط للأسمنت يملكها الدكتور حسن راتب والقوات المسلحة ولا تزال مهملة، والثانية فى بئر العبد ومساحتها الكلية 238 فدانا وإجمالى المشروعات المخططة 212 مشروعا وجار عمل البنية الأساسية بها، والمنطقة الصناعية الثالثة هى منطقة الصناعات الحرفية بالعريش ومساحتها الكلية 238 فدانا وجار أعمال ترفيق المنطقة بالطرق والكهرباء والمياه، ويوجد بها 13 نوعا من الخامات المعدنية وبكميات كبيرة على سبيل المثال احتياطات الرخام 10 ملايين ومليون طن الحجر الجيرى 800 مليون الطفلة 19 مليون الجبس 2 مليون الكبريت 20 مليون الرمال السوداء 4 ملايين الرمال البيضاء 27 مليون طن احتياطى الفحم 27 مليون طن بمنطقة المغارة ويقدر الاحتياطى من الطفلة الكربونية بحوالى 75 مليون طن ولدينا إمكانيات لاستيعاب مصانع للحديد الخامات متوفرة والمياه والغاز والكبريت وأيضا صناعة الرمل الزجاجى والكريستال فسيناء تملك 56 محجرا بها 9 ملايين متر مكعب.

بل الأخطر هو إهدار مليارات على مشروعات غير قائمة منها مشروع منجم فحم المغارة الذى يقع بمنطقة المغارة بوسط سيناء مديون بـ1.8 مليار جنيه منذ تصفية الشركة عام 2005 بعد 17 سنة من تأسيسها.

ومن الجرائم أيضا تجاهل خيرات وكنوز سيناء مثلا الكبريت بمنطقة قرية الفراد شرق العريش حوالى 22 كم شرقاً وفى عام 1985 حصلت شركة فريبورت ماكموران الأمريكية عن حق امتياز التنقيب والكشف عن وجود خام الكبريت بشكل اقتصادى، وقد تم حفر عدد 74 بئرا بمنطقة الامتياز شرق العريش وحتى الحدود المصرية شرقا وقد تحقق كشف تجارى اقتصادى للشركة حيث قدر الاحتياطى الجيولوجى المبدئى بحوالى 20 مليون طن خام ولم يستغل.

أيضا إهمال تطوير ميناء العريش رغم اعتماد 250 مليون جنيه لذلك بعد تحويله إلى ميناء تجارى بتاريخ 12/8/1996 بقرار رئيس الجمهورية رقم 221 لسنة 96 باعتبار ميناء العريش ميناء تجاريا لتصدير خامات سيناء وتجاهل ملاحة سبيكة على بعد 23 كيلو مترا غرب مدينة العريش فى منطقة سبخة سبيكة بمحافظة شمال سيناء وتبلغ مساحة الملاحة 48 كيلو مترا مربعا، حيث صدر القرار الوزارى رقم «380» لسنة 1983 بتشكيل لجنة إدارية لمشروع المجمع الكيميائى لإنتاج 300 ألف طن ملح و150 ألف طن من كربونات الصوديوم، و30 ألف طن صودا كاوية و100 ألف طن من الزجاج الشفاف والملون والقوارير ولم ينفذ شىء.

لابد للحكومة أن تراعى فى التخطيط الشامل لتنمية سيناء أن يكون متكاملا كإقليم اقتصادى جغرافى متكامل، مع تنمية الشريط الحدودى الشرقى لسيناء بعمق «40 كم» فى اتجاه الغرب من الحدود الدولية مع إسرائيل وقطاع غزة من أجل تحويل سيناء لقلب صناعى للعالم العربى ينبض بالخير والمال.