الإيكونوميست: الوضع السورى لا يبشر بتسوية سياسية قريبة

استبعدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إبرام اتفاق سياسى بين الرئيس السورى بشار الأسد ومعارضيه، قائلة إن الشواهد على الجانبين لا تبشر بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية قريبة.

ورصدت فى تعليق على موقعها الإلكترونى، الثلاثاء، فيما وصفته بسوء الحظ بالنسبة للسوريين، تفكير الأسد بصوت عال عما إذا كان سيرشح نفسه فى انتخابات 2014 أم لا من جهة، كما رصدت إعلان معظم مجموعات المعارضة القتالية مقاطعتها لمؤتمر "جنيف 2"، معتبرين ذلك خيانة.

وقالت المجلة إنه عندما يتعلق الأمر بمؤتمرات السلام فى الشرق الأوسط فإنه عادة ما يكون الكلام عن المحادثات أكثر من الانخراط فى مفاوضات فعلية.

منوهة عن أن الحديث عن مؤتمر "جنيف 2" المنعقد حوله الآمال لإنهاء الحرب السورية الطاحنة كان أول ما تم طرحه قبل نحو 6 أشهر على يد المبعوث الأممى المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، وأشارت إلى أنه بعد عدد من التأجيلات هناك أحاديث الآن حول التخطيط لانعقاده نهاية نوفمبر المقبل.

ولفتت "الإيكونوميست" إلى أن المحاولة الأخيرة الداعية إلى "جنيف 2" جاءت وسط ضغوط متجددة على المعارضة من حلفائها الغربيين وتحديدا أمريكا ومن السوريين الذين أنهكتهم الحرب.

وتساءلت المجلة البريطانية عن موقف كل من إيران والسعودية كظهيرين للجانبين على التوالى من المؤتمر؟، وإذا كانا سيحضرانه أم لا.

ولفتت المجلة إلى عقبة أخرى فى طريق هذه التسوية المأمولة، وهى افتقار الائتلاف الوطنى السورى المعارض إلى الشرعية على الأرض.

وقالت المجلة، إن زيادة التواجد المتطرف فى ساحة الحرب السورية قد حول الحديث من كون ما تشهده البلاد ثورة شعبية ضد نظام قمعى إلى وضع أمنى يهدد بالتوسع الجغرافى وتخطى الحدود.

وأشارت إلى زيادة التخوفات من أن سوريا فى أيدى هؤلاء المتطرفين، حال سقوط نظام الأسد، ستكون أسوأ بكثير.

وأشار "الإيكونوميست" إلى استغلال الأسد لهذا التحول فى الرؤية فى تلميع صورته، راصدة كيف بات يدلى بأحاديث صحفية كل أسبوعين بدلا من كل ستة أشهر كسابق عهده.

ورصدت المجلة البريطانية فى هذا السياق إبداء بعض الحكومات الأجنبية مثل ألمانيا استعدادها المؤقت فتح قنوات اتصال مع نظام الأسد ولو على سبيل مكافحة التهديد الذى يمثله المتطرفون، ولكن الأسد سيجد صعوبة فى إقناع حكومات أخرى بإعادة التعامل معه.