جمال أسعد

الأهم هو مناخ المصالحة

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013 10:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصالحة التى نقصدها هى تلك المصالحة الوطنية التى تتم على أرضية وطنية مصرية بعيداً عن المزايدات عالية الأسقف.. تلك المزايدات التى لا تشاهد غير المكاسب الصفرية التى تعنى إما كل المكاسب أو كل الخسائر.. فلا مصالحة فى مناخ يرفض الآخر كل الرفض.
ولا مصالحة على ضوء من يتصورون إمكانية عودة الساعة للوراء ورجوع ما لا يمكن رجوعه أو قبوله، لا مصالحة فى ظل من يتصور إمكانية القضاء على الآخر قضاء مبرحًا فغياب الأشخاص وتغييبهم لا يعنى تغييب الفكر مهما كانت صحة هذا الفكر أو خطأه.
لا مصالحة مع من يتصور أنه وصىّ على هذا الشعب أو أنه ورث هذا الوطن دون غيره من المصريين، لا مصالحة مع من يرى أنه يمتلك الحقيقة المطلقة باسم الدين أو باسم الوطنية، لا مصالحة مع من يرى غير مصلحته الذاتية ولا يثق فى غير رؤيته الحزبية بعيداً عن مصلحة البلاد والعباد، لا مصالحة مع من تخضبت يداه بدماء المصريين أو من حرض على قتل المصريين وحرق الوطن.. لا مصالحة مع من لا يحب هذا الوطن وينتمى إليه ويسعى إلى تقدمه، لا مصالحة مع من يقوم بمحاسبة الآخر الدينى، باعتبار أنه آخر مصرى ووطنى، مع العلم أن مبدأ المصالحة الوطنية قائم ومعلن رسميًا فى خارطة المستقبل وهو المشاركة فى هذه الخارطة، وبالطبع الكل يصبح من حقه المشاركة السياسية حسب القانون، بعيداً عن المتهمين فى قضايا حتى يتم الحكم وتبرئة من سيبرأون، وغير ذلك فهو إسقاط للقانون ودولته، ولذا نقول، بدون وجود مناخ صالح لهذه المصالحة فلا مصالحة، والمناخ يعنى توصيف الواقع توصيفًا سليمًا وصحيحًا وواقعيًا حتى يمكن أن ننطلق من أرضية وطنية تمد للمصالحة.. والتوصيف الصحيح يقول، إن إسقاط مبارك كان نتيجة لسيطرة أتباعه واستبدادهم، متجاهلين الشعب المصرى، فالشعب هو الذى أسقط مبارك، وجاء الإخوان وكان نفس الخطأ تم تجاهل الشعب وتم استبدال الجماعة به بهدف الأخونة التى كانت تتصور احتواء الوطن داخل تنظيم، فأسقط الشعب الإخوان ومن هذا المشهد يمكن أن نخرج بنتائج مهمة ومهمة، لا بد أن يضعها الجميع نصب أعينهم، من هم فى الحكم أو خارجه أو من هو قادم، وإلا نكن كمن يحرث فى البحر أو أن جميعنا يتكلم كلاما ساكتا، الأولى: أن الشعب قد أصبح هو السيد وبحق فقد تجاوزت قوته وعلا سقفه، وصمدت إرادته فوق كل القوى السياسية بجميع أشكالها، بما فى ذلك الإخوان والتيار الإسلامى الذى يتصور أنه يتحدث باسم الأغلبية العددية المسلمة، خالطين بين الانتماء الدينى والقناعة السياسية، الثانية: أن المشهد السياسى مجمله يؤكد أنه لا يمكن أن يحكم مصر فصيل سياسى واحد مهما تصور قوته أو تخيل قدرته على هذا، فمصر هى ملك لكل المصريين، ولا بد أن يشارك فى حكمها كل المصريين، الثالثة: أن الشعب المصرى متدين، بل هو الذى اخترع الدين والتدين قبل نزول الأديان.. ولا أحد يستطيع المزايدة على ذلك، وفى نفس الوقت هو شعب يستطيع أن يفصل بين الدين وبين من يحاولون المتاجرة به واستغلاله، فالشعب اختار الإخوان على أرضية دينية انطلاقًا من خلفيته الدينية التى تشكل أهم مكوناته، ولكن عندما فشل الإخوان أسقط نظامهم، هذه النتائج لا بد أن نعيها جيداً.
ونعلم أن مصر الدولة أكبر من الأحزاب والتنظيمات، ولذا فالمصالحة الوطنية الحقيقية المطلوبة لصالح الجميع بلا استثناء هى استيعاب هذا التوصيف، وإلا نكن سائرين فى الدخول فى تلك الدائرة المغلقة الجهنيمة التى تعيد نفسها وبنفس ذات المنهج، فالتوافق والتوحد على أرضية مصرية وطنية هما الحل حتى تظل مصر وطنًا لكل المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة