انخفض سعر الدولار بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية ليصل إلى 6.90 مقابل 7.90 جنيه منذ شهرين، وتوقع المستهلك أن تنخفض معه الأسعار، إلا أن ذلك لم يحدث بالرغم من مساندة البنك المركزى للمستوردين وفتح الاعتمادات المستندية دون عوائق إلا إن الأسعار مازالت فى ارتفاع مستمر، حيث ارتفعت أسعار منتجات لألبان بنسبة تجاوزت 15%
وأكد خالد الدماطى، أحد مصنعى الأجبان أن ارتفاع الدولار، أو انخفاضه لا يؤثر على الأسعار، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار المواد الخام عالميا هى السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار، حيث ارتفعت خلال العام الماضى بنسبة تجاوزت 50% .
وقال الدماطى إن الأسعار كان من المفترض أن ترتفع بنسبة 25% إلا أن المصانع تحملت جزءاً من الأعباء ، وارتفعت أسعار منتجات الألبان بنسبة 15% لافتا إلى أن مصانع الأجبان تستورد 90% من مستلزمات الإنتاج من أوربا وأمريكا وبولندا.
وقال الدماطى، إن طن اللبن البودرة ارتفع من 2400 دولار للطن إلى 4300 دولار، مما أدى الى ارتفاع أسعار الأجبان بجميع أنواعها .
وكشف الدماطى عن تحمل المصانع الكثير من الأعباء حتى لا ترتفع الأسعار فى موسم المدارس، مشيرا إلى أن المصانع المصرية ستقوم بتخفيض الأسعار إذا انخفضت أسعار الخامات عالميا أو حدث زيادة فى الإنتاج المحلى للألبان.
فى حين أكد عمرو عصفور، وكيل شعبة السوبر ماركت بالغرفة التجارية، أن هناك ارتفاعات كبيرة فى أسعار الأجبان وكل منتجات الألبان بنسبة 15% وذلك نتيجة لارتفاع أسعار اللبن السائب ليصل الى 7 جنيهات للكيلو متوقعا زيادة كبيرة خلال الفترة القادمة، إذا لم تجد الحكومة متمثلة فى وزارة الزراعة والتجارة والصناعة حلاً لتعويض النقص الشديد فى إنتاج الألبان.
مشيرا إلى أن أصحاب مزارع تربية الماشية يفضلون التعامل مع المصانع التى تبيع الألبان لأنها تشترى الكيلوب3.50، بزيادة جنيه عن المعامل التى تصنع الألبان ولذلك حدث نقص شديد فى الجبن البراميلى، والاسطمبولى ليصل سعر الكيلو الى 32 جنيهاً من 26 جنيهاً .
وأضاف أن أسعار منتجات الألبان المصنعة قد زادت أيضا والتى بدأت في الارتفاع بعد زيادة أسعار لبن البودرة بالدول الأوروبية.
وقال عصفور إن سعر الجبن الرومى ارتفع بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية ليصل إلى 52 جنيهاً من 40 وفى بعض المحلات والمناطق الراقية وصل الى 60 جنيهاً، مشيرا أن كيلو الجبن الرومى يحتاج فى تصنيعه، إلى 5 كيلوات من اللبن، لافتا أن مصر تنتج 50 % فقط من الألبان.
وكشف عصفور عن ارتفاعات جديدة فى أسعار المسلى الطبيعى وذلك لنقص المعروض بينما هناك ثبات فى أسعار المسلى الصناعى.
أكدت الدكتورة زينب الأشوح، أستاذ الاقتصاد أن الأسعار لن تنخفض بانخفاض الدولار مشيرة إلى وجود العديد من العوامل تتحكم فى ارتفاع الأسعار , أهمها ارتفاع الجمارك والضرائب ووسائل النقل التى أصبحت ترتفع كل يوم نتيجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية إلى جانب الارتفاعات المستمرة لأسعار الخامات، وكلها تكلفة يتحملها المستهلك.
وأشارت إلى أن مصر ليس لديها قيمة مضافة وليس لديها إنتاج حقيقى إلى جانب خروج العديد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية من الأسواق وبالتا لى إغلاق العديد من المصانع، الأمر الذى أدى الى ارتفاع الطلب عن العرض وبالتالى حدوث ارتفاع للأسعار فى جميع القطاعات وليست للمواد الغذائية فقط .
وأكدت أن الدولار لن يؤثر على الأسعار كما يتصور البعض ولكنه أحد العوامل المؤثرة فى ارتفاع الأسعار، مطالبة الحكومة بالتحرك من أجل العمل وزيادة الإنتاج لإنقاذ الاقتصاد من حالة التدهور الشديدة، التى يعانى منها.
