ألتقت لجنة الحريات والشؤون السياسية بنقابة الصحفيين بالإسكندرية ,اليوم الإثنين , مع ممثلى الكنيسة المرقسية بالمحافظة لتقديم واجب العزاء فى أحداث كنيسة الوراق, التى راح ضحيتها أربعة قتلى وعشرات المصابين , فى هجوم إجرامى على عدد من المواطنين الأسبوع الماضي.
واستقبل عدد من الآباء الكهنة وفد لجنة الحريات والشؤون السياسية؛ بالمقر الباباوى بحضور القس "إبرام" راعى الكنيسة المرقسية والآباء الكهنة بكنائس (الأنبا تاكلا، وماكسيموس)، بالإضافة إلى الدكتور "كميل صديق" المتحدث باسم المجلس المللى بالإسكندرية وجوزيف ملاك محامى الكنيسة.
وعبر القس إبرام عن عمق مشاعره واستقباله لصحفيين وطنيين لدعم تواصل نسيج المجتمع المصرى، وأهمية تلك المبادرة فى ظل الحالة التى تمر بها البلاد من أجل إعادة البناء.
وقال القس إبرام أن البابا تواضروس الثانى – بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية – يدرس حاليا إقامة مركز إعلامى للكنيسة المرقسية بالإسكندرية بعد أن أعلن عن متحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يستهدف دعم التواصل الإعلامى للكنيسة والحد من الأخبار الكاذبة والمغلوطة التى قد تتداولها بعض وسائل الإعلام.
واعتبر القس إبرام أن التعليم السليم هو الركيزة الأولى للقضاء على المفهومات الخاطئة فى المجتمع وتشويه قيم المواطنة أو قبول الآخر، مبينا إلى أن التجربة الماليزية بتنمية التعليم خلال عشرين عاما ساعدت التجربة فى النجاح والترقى على مستوى العالم.
وبدوره. . أكد الدكتور كميل صديق – سكرتير المجلس المللى بالإسكندرية – أن بعض المشاكل الطائفية التى تقع خلال أعمال إجرامية مثل حرق الكنائس يرجع إلى مخططات أجنبية تهدف إلى التدخل فى الشأن الداخلى المصرى؛ وهو ما يدركه الأقباط ويتصدون له.
وفسر "صديق" تلك الرؤية لربطه بين تصريحات "البابا تواضروس" التى أعقبت عملية حرق الكنائس, وتوقف تلك العمليات؛ التى كانت تستهدف التدخل الأجنبى لحماية الأقليات غير القبطية, ولكن لتمكين جماعة الإخوان المسلمين بعد إجراءات الحكومة بفض اعتصام ميدانى رابعة والنهضة.
وأضاف أن الدور الوطنى للبابا تواضروس لم يكن الأول ولكن سبقه إلى ذلك بابا الأرثوذكس فى عهد محمد على برفضه حماية قيصر روسيا للأرثوذكس فى مصر، معتبرا ذلك تدخل فى الشأن الداخلي، مشددا بأن تلك المواقف الوطنية خلقت لديه حالة روحية بتساوى مكانة كل من شيخ الأزهر, وبابا الكنيسة لدورهما الوطنى وأهمية الدفاع عن تلك المكانة.
وأشار "صديق" إلى أن قوى من تيار الإسلام السياسى سترث تركة جماعة الإخوان المسلمين لاستكمال تطبيق الممارسات الطائفية والإقصائية، مستدلا على ذلك بدور حزب النور وجماعة الدعوة السلفية فى لجنة الخمسين , المسئولة عن صياغة الدستور الجديد ومحاولتهم لفرض الوصاية على بعض مواد الدستور فى مقابل رأى الأغلبية.
وأشار "جوزيف ملاك" محامى الكنيسة إلى أن القضايا التى ترتبط بأحداث طائفية لا يتم إنهاء التحقيقات فيها بالوصول إلى الجناة وأن عمليات إلقاء القبض على متهمين, أو مشتبه فيهم تنتهى بوجود شهود نفى، مدللاً على ذلك بأحداث كنيسة القديسين, التى وقعت عشية رأس السنة الميلادية من عام 2011 , ولم تصل فيها التحقيقات حتى الآن إلى متهمين أو محرضين.
وانتقد "جوزيف" بعض الممارسات الإعلامية الخاطئة التى قد تروج إلى مزيد من الطائفية، ومنها نشر أخبار ومعلومات غير دقيقة أو كاذبة تؤدى إلى احتقان, وتداعيات لا يحتاجها المجتمع فى الوقت الراهن.
وعلى الجانب الآخر, طرح مقرر لجنة الحريات والشؤون السياسية "تامر صلاح" عددا من المقومات التى تتبناها اللجنة ومنها إقامة جلسة للصالون الثقافى بنقابة الصحفيين بالإسكندرية لمناقشة تداعيات المشاكل الطائفية بعنوان "نحو السلام المجتمعي".
وتحدث "صلاح" عن تطلعات اللجنة بهدف الوصول بالمجتمع إلى القيم الإنسانية والدفاع عن الحريات وخاصة حرية العقيدة والتعبير عن الرأى، مشددا بأن تلك المكاسب التى تحققت عقب الموجات الثورية التى مرت بها البلاد لا يمكن التخلى عنها.
وأقترح أعضاء اللجنة دعم مزيد من التواصل مع الكنيسة عبر عقد لقاءات دورية بصفة شهرية تستهدف الاطلاع على مستجدات الأحداث، فضلا عن التأكيد على دور الكنيسة فى الشارع المصرى، إلى جانب التواصل بهدف ضبط أية مخالفات حول نشر أخبار غير دقيقة.
نقابة صحفيى الإسكندرية تقدم واجب العزاء فى ضحايا كنيسة الوراق
الإثنين، 28 أكتوبر 2013 03:22 م