مصطفى إبراهيم يكتب: الطلاق الصامت !!

الإثنين، 28 أكتوبر 2013 06:18 م
مصطفى إبراهيم يكتب: الطلاق الصامت !! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجودك لا يختلف كثيرًا عن غيابك. . تلك الجملة التى انتشرت فى البيوت بين الزوجين حتى أصبحت ظاهرة، فالكثير من الأزواج يعيشون غرباء تحت سقف بيت واحد، لا يجمعهما شىء مشترك ولا عاطفة تساعدهما على مواجهة صعاب الحياة. ولا يجد كل منهما وسيلة إشباع فى الطرف الآخر على كافة المستويات. فهى علاقة أشبه بالأطعمة المعلبة الممزوجة بالكثير من الملح والمواد الحافظة حتى لا تفسد من أجل أسباب عديدة كالخوف على الأطفال أو الطلاق، وتكرار تجربة الزواج أو من لقب مطلقة أو من الخسارة المالية، لتستمر العلاقة سنوات وسنوات.

وفى إطار هذه العلاقة التى يطلق عليها الطلاق الصامت أو الطلاق النفسى. يحاول الطرفان الحصول على وسيلة للإشباع، فنجد الزوجة تضع كل همها فى تربية الأطفال، والزوج يقبل أكثر على العمل والخروج مع الأصحاب، ويصر كل منهما على إظهار عكس حقيقة علاقتهما للآخرين، وهو ما يحتاج إلى المزيد من الجهد التمثيلى يصاحبه المزيد من الألم نتيجة إقناع المحيطين بأن كل شىء طبيعى، والأصعب إقناع النفس بعكس ما يعيشه كل طرف منهما !.

إنها مسرحية هزلية قررا الزوجان أن يعيشا أحداثها. . فلا رابط مشترك بينهما يقربهما فى هدف واحد أو لقاء حميم أو حتى حلم يجمعهما سوى تربية الأطفال والحفاظ على الكيان الاجتماعى.. إنها علاقة محكوم عليها بالإعدام، ولا جدوى منها، ولا سبيل لإصلاحها أبدًا، ومن العبث أن تخلق أحلاماً بين غرباء جمعهما القدر فى حياة مشتركة.

وما يثير العجب بإن كل طرف سار لا يحتاج إلى الآخر أو يثور عليه أو حتى يعلن اختلافه معه، وهذا الآخر من المفترض إنه أقرب إنسان إليه، ومن سخرية القدر إن كل منهما يشتم أنفاس الآخر إذا جلس بجواره صدفة، لكنها أنفاس تخلو من الآمان.
وفكرة التقارب لا تأتى على خاطر كل من الزوجين، فهى أشبه بالمستحيل ونوع من خداع النفس والتناقض مع المنطق، لإن أبسط القواسم المشتركة مفقودة على جميع المستويات وكل منهما يعيش فى واد غير وادى الآخر، وتستمر الحياة بينهم على هذه الوتيرة ولكل منهما أسبابه لتستمر تلك المسرحية الهزلية التى انتشرت كالنار فى الهشيم فى الكثير من المجتمعات العربية. . والسؤال الذى يطرح نفسه، إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟ لا أحد يدرى؟ !.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

''k''h

عدد الردود 0

بواسطة:

noor

No Way

عدد الردود 0

بواسطة:

roro

مظبوط

عدد الردود 0

بواسطة:

يسرية اسماعيل

الطلاق الصامت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة