فوزى فهمى غنيم يكتب: فى معنى حب الوطن

الإثنين، 28 أكتوبر 2013 10:11 م
فوزى فهمى غنيم يكتب: فى معنى حب الوطن صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الانتماء للإسلام والوطن صنوان يتواكبان فى تنمية المجتمع وتوثيق عرا الولاء بين أبنائه، لو سئلت من أنت؟ كانت الإجابة أنا مسلم مصـرى عربى، فانتماؤك للإسلام يفرض عليك تدينا أن تنتمى لوطنك – لبلدك مصـر، الذى تعتبر نفسك أنت جزء منها.

وذلك لأن قضية الانتماء للوطن ليست شعارًا يرفع، ولا عبارات تردد. . بل هو واجب دينى، وضرورة وطنية حيث إن وطنك هو ذو التاريخ المجيد، والحاضر المشرق السعيد، والمستقبل الباسم الباهر. . هو المكان الذى فيه ولدت. وعلى أرضه درجت، وتحت سمائه نموت، وبخيراته تمتعت، هو بحق ذو الطبيعة الساحرة، والزروع الناضرة، والهواء العجب، وهو أرض الأمجاد من العرب – فاذا كانت كل هذه المعانى تدور فى خلدك، فإن حياتك ملك له، ومالك وقف عليه، وكيانك جزء من كيانه، كل هذه الدفقات الشعورية ليست واجبًا وطنيًا فقط. . بل أمر يفرضه الدين عليك.

ه هذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسول الإنسانية حين عبر عن حبه لوطنه الأول هذا الحب الذى كان يثور فى صدره ويموج فى خاطره، ويشتد به شيئًا فشيئًا إلى درجة أنه كان يتلفت وهو مهاجر من مكة، كأنه يتزود منها. وكأنه يحفر معالمها فى ذهنه خشية أن ينساها حتى وصل إلى قرية على الطريق اسمها الجحفة، ويبلغ به الشوق والحب مداه إلى وطنه.

وعلى رأى بعض المفسرين، أن الله تعالى أنزل عليه وهو فى هذه الحالة قوله سبحانه وتعالى: (إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربى أعلم من جاء بالهدى ومن هو فى ضلال مبين) أليس فى هذا تسلية لرسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم ومحافظة على هذا الانتماء للوطن الأول، وتقوية لروح الوطنية فى مشاعره عليه الصلاة والسلام.

أليس كل هذا تصديق عملى على أن حب الوطن من الإيمان؟ ولكن لك أن تسأل كيف يكون ذلك يعنى كيف يكون حب الوطن من الإيمان، نقول إن حب الوطن يؤدى إلى تحريره وإعزازه، وتقدير النعمة الجليلة التى أنعم الله بها فيه، وتقدير النعمة يؤدى إلى شكرها، والشكر عبادة والعبادة عنوان الإيمان، فكان حب الوطن جزء من هذا الإيمان، زيادة على ذلك أن حب الوطن بذرة تنبت فى نفس صاحبها مكارم هى من اثر الإيمان، ومن بين هذه المكارم الإنصاف والعدل وهما قادران لو صدقا على توفير الحرية لكل الأوطان، وتجنب الاعتداء عليها بصورة أو بأخرى، لأنها غالية على نفوس أهلها. إن الانتماء للوطن يقتضى منك أن تدفع عنه ظلم الظالمين، وبغى الباغين، وكيد المعتدين وحقد الرجعيين.

ح حبك وانتماؤك يفرض عليك أن تجاهد فى سبيل ذلك ما استطعت حتى تحمى حماه، واضرب على يد كل من يعبث بكيانه أو يحتكر موارده، أو يستعبد أبناءه أو يدنس أرضه، وارتفع به فوق الخلافات والمنازعات.

حاول أعداء الوطن فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، القضاء عليه ولكن لم يجدوا لذلك سبيلا، بسبب انتماء المسلمين لبلدهم وغيرتهم عليها، فكانت الاستماتة فى الدفاع عن البلاد، وتم حفر الخندق، وتفرق الأحزاب من حول مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق الله إذ يقول (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا) كانت غيرة المسلمين على أوطانهم ليس لها حدود.

أخذوا هذا من وحى دينهم ومن إيمانهم بالله، واعتقادهم أنهم مسئولون أمام المولى سبحانه وتعالى عن هذا الوطن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة