المجلس الصوفى العالمى يصدر أول وثيقة له حول تنقية التصوف من المخالفات.. الوثيقة تطالب مشايخ الطرق بالعمل على منع تقبيل الأيادى بقصد التبرك.. وتحرم اختلاط النساء بالرجال فى حلقات الذكر والموالد

الإثنين، 28 أكتوبر 2013 01:12 ص
المجلس الصوفى العالمى يصدر أول وثيقة له حول تنقية التصوف من المخالفات.. الوثيقة تطالب مشايخ الطرق بالعمل على منع تقبيل الأيادى بقصد التبرك.. وتحرم اختلاط النساء بالرجال فى حلقات الذكر والموالد صورة أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلقت منظمة المجلس الصوفى العالمى، برئاسة الشيخ محمد عبد المجيد الشهاوى، شيخ الطريقة البرهامية الشهاوية، وثيقة تحت عنوان "الصوفية والتصوف ودستورها"، موجهة إلى مشايخ وقادة الطرق الصوفية وعلماء الإسلام بجميع دول العالم العربى والإسلامى، وذلك بهدف تنقية التصوف من الشوائب التى تسبب فيها بعض المتصوفة، وتعد الوثيقة الأولى.

وقال الشيخ محمد عبد المجيد الشهاوى، رئيس منظمة المجلس الصوفى العالمى، فى تصريحات لــ"اليوم السابع"، إن الهدف من تلك الوثيقة، التى أشرف عليها كبار علماء الإسلام والصوفية، هو نبذ الخلافات ووقف الفتن ووأدها، وأشار إلى أن الصوفية وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هى أحد أركان الدين الثلاثة "الإسلام، الإيمان، والإحسان"، موضحاً أنه مثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان "وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أى الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الاجتهاد فى العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة.

وأكد رئيس منظمة المجلس الصوفى العالمى، أن لرجال الطرق الصوفية وعلماء الصوفية دور أساسى فى نشر الإسلام فى معظم دول العالم، وذلك لأن الصوفية تمثل وسطية الإسلام، لافتاً إلى أن كل دعوة ورسالة بحاجة إلى العاطفة الإنسانية الناجمة عن أجواء الاضطهاد، عندما يرى الناس أعداء الدعوة وهم يضطهدون أتباعها ودعاتها، تماماً كما هى بحاجة إلى أجواء التأييد فى موقع الحركة التى تواجه التحدى المضاد بقوة وصلابة وثبات، فتلتقى بالفكر الذى يستجيب لها لينضم إليها، وهذا هو الذى ينطلق فيه الرسل ليستفيدوا منه على مستوى حاضر الدعوة ومستقبلها فى وعى النّاس وحركة الحياة بين أسلوب الرفق ومنطق المواجهة.

وتابع: لذا فإن الصوفية وجميع طرقها مغروسة بقوة فى التربة الدينية وفى وجدان الشعب المصرى، ولعل هذا المضمون السمح والمعدن الأصيل الذى اكتسبته الصوفية منذ أزمان بعيدة ربما بعد ظهور الإسلام بسنوات لم تكن طويلة، كل هذا أضفى على الصوفية ورجالها مصداقية الدعوة والقدوة الصالحة، لذا ألتف حولها ولاة الأمور قديماً وحديثاً، فقديماً كان خلفاء المسلمين يستشيرون الصوفية ورعاياها الأوائل من أمثال الحسن البصرى وذا النون المصرى وعباد الطالقانى وسفيان الثورى ورابعة العدوية وأبو زيد البسطامى وأبو السعود الجارحى وابن عطاء السكندرى والطرطوشى والشعرانى والبدوى والدسوقى وغيرهم كثير.

وعن الوثيقة قال الشهاوى، إن أساسها الخلق الحسن الذى نربى عليه النفس من فضيلة وحق وحب للمعروف وحب للجميل وكراهية للقبيح والرغبة فى الخير حتى يصبح ذلك طبعاً فيها، فتصدر عنها الأفعال الجميلة بسهولة دون تكلف فنكون بها عنواناً للحباء والحلم والأناة والصبر والإيثار والكرم والشجاعة والعدل والإحسان وغيرها من هو صاحب الخلق الحسن أى علامته.

وأشار إلى أن الوثيقة تضمنت عدداً من المحظورات والممنوعات وآداب مجالس الذكر وشروطها، حيث نصت الوثيقة على أنه ممنوع منعاً باتاً تقبيل يد أى إنسان "بقصد التبرك" أياً كان درجته، وعلى مشايخ الطرق الصوفية تطبيق هذا المبدأ، كما أنه لا يجوز مطلقاً وبأى شكل من الأشكال اختلاط النساء بالرجال فى حلقات الذكر أو فى احتفالات الموالد، فهى محرمة شرعاً ومحظورة كمبدأ من مبادئ الصوفية.

وعن زيارة الأضرحة، شددت الوثيقة أنه لا يجوز تلمس الأضرحة ومشتملاتها تحت دعوة التبرك فهو محرم شرعاً، ولفتت إلى أن قراءة الفاتحة أو بعض آيات من القرآن الكريم جائز تلاوتها وإهدائها إلى صاحب الضريح للانتفاع بها.

وعن آداب وأخلاق مجالس الذكر والدين التى يتحلى بها الجالس، نصت الوثيقة على أن حلقات الذكر لا يجوز بها التراقص ولا التمايل وعدم استخدام الآلات الموسيقية كالمزمار بما فيها من جميع الآلات الموسيقية، والذاكر يؤدى الذكر بصوت خاشع وبأدب جم مثل تأدية الصلاة.

وشملت شروط الذكر؛ الاهتمام بالنظافة وإزالة الرائحة الكريهة، وأشارت الوثيقة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا"، وذلك إضافة إلى القلب، والتفرد فى الخلاء، والوضوء، والإخلاص، واستقبال البيت.

وأشارت الوثيقة إلى أن مجالس الذكر والدين لها آداب وأخلاق يجب أن يتحلى بها الجالس، منها إفساح المكان للداخل إن كان بالمجلس ضيف لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ"، وألا يُقيم الداخل أحداً من مجلسه ليجلس فيه، فعن ابن عمر رضى الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا" رواه البخارى، وإذا قام الجالس لغرض ثم أراد الرجوع لمكانه فينبغى أن يترك له، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به." رواه مسلم، وأن يجلس الداخل حيث انتهى به المجلس، فيجلس الداخل فى المكان الخالى وليس له أن يزاحم الجالسين فى أماكنهم، وألا يفرق بين اثنين متجاورين لا فرجة إلا بإذنهما، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما" رواه أبو داود والترمذى، وألا يجلس وسط الحلقة إذا كان المجلس على شكل حلقة، فقد قعد رجل وسط حلقة فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم أو لعن الله (هذا الشك من الراوى) على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة. رواه الترمذى، وقال حديث حسن صحيح.

وشددت الوثيقة على ضرورة مراعاة آداب الحديث بأن ينصت إذا تكلم أخوه، وأن ينتقى الكلام الطيب، وألا يظهر أخيه فى صورة الجاهل البليد، وألا يجادل جدالاً منهياً عنه، ونحو ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: والكلمة الطيبة صدقة، رواه مسلم.

كما نصت الوثيقة فى آداب مجالس الذكر، أن يذكروا اسم الله تعالى فى مجلسهم ويصلوا على نبيهم فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة، رواه أبو داود، وقال أيضاً: ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم فيه إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم، رواه الترمذى وقال: حديث حسن، ومعنى ترة أى نقص أو تبعة من الله عليهم.. ونصت الوثيقة أيضاً أن يذكروا كفارة المجلس عند الانصراف، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه -أى لغوه وكلامه- فيما لا يعنيه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان فى مجلسه ذلك، رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح.

وطالبت الوثيقة مشايخ الطرق الصوفية بالعمل على تنقية الصوفية من الشوائب العالقة بالتصوف كتصوف وليس كمتصوفة لأن المتصوفة أدخلوا بعض الشوائب التى تخالف أحكام الشريعة الإسلامية، كما طالبتهم بالعمل بجدية وفوراً بمنع الممارسات المخالفة بأى شكل من الأشكال، حتى لا يساء إلى الصوفية، والإسلام منهم براء، بالإضافة إلى الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية بكل دقة وعمق.

يذكر أن منظمة المجلس الصوفى العالمى منظمة مستقلة لا تتبع حكومة من الحكومات وتتمتع بالشخصية المعنوية المستقلة، ولها ذمة مالية مستقلة ومركزها الإدارى الرئيسى بلندن، وهى منظمة لا تهدف للربح، وهدفها الأساسى نشر السلم والسلام على مستوى العالم وللمنظمة فروع فى معظم دول العالم، وتعمل على نشر الوعى الدينى والثقافى، والدعوة إلى السلام ونبذ العنف والتشدد والتعصب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة