نشرت إحدى الجرائد فى عددها الصادر صباح الجمعة 18 أكتوبر 2013، مقالا بعنوان (فى مواجهة عجل العيد... جزار يلقى حتفه) ومع المقال صورة لجزار واقفا وبيده سكين شاهرها أمام العجل... وليست هذه هى الطريقة الإسلامية التى علمها لنا رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال (إن الله كتب الإحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته).
يستحب فى الذبح أمور منها:
أ - أن يكون بآلة حديد حادة كالسكين والسيف الحادين لا بغير الحديد; لأن ذلك مخالف للإراحة المطلوبة فى قوله صلى الله عليه وسلم: "وليرح ذبيحته".
ب - التذفيف فى القطع - وهو الإسراع - لأن فيه إراحة للذبيحة.
ج - أن يكون الذابح مستقبل القبلة, والذبيحة موجهة إلى القبلة بمذبحها لا بوجهها، إذ هى جهة الرغبة إلى طاعة الله عز شأنه; ولأن ابن عمر - رضى الله عنهما- كان يكره أن يأكل ذبيحة لغير القبلة.
د- إحداد الشفرة قبل إضجاع الشاة ونحوها, واتفقوا على كراهة أن يحد الذابح الشفرة بين يدى الذبيحة.
هـ - أن تضجع الذبيحة على شقها الأيسر برفق.
قال النووى: جاءت الأحاديث بالإضجاع وأجمع عليه المسلمون, واتفق العلماء على أن إضجاع الذبيحة يكون على جانبها الأيسر لأنه أسهل على الذابح فى أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار، وقاس الجمهور على الكبش جميع المذبوحات التى تحتاج فيها إلى الإضجاع.
و- سوق الذبيحة إلى المذبح برفق.
ز- عرض الماء على الذبيحة قبل ذبحها.
ح - وإذا كانت الذبيحة قربة من القربات كالأضحية فيسمى ويكبر , ثم يقول: اللهم هذا منك وإليك فتقبله منى.
ط - كون الذبح باليد اليمنى.
ى - عدم المبالغة فى القطع حتى يبلغ الذابح النخاع أو يُبِينَ (يفصل) رأس الذبيحة حال ذبحها، وكذا بعد الذبح قبل أن تبرد، وكذا سلخها قبل أن تبرد، لما فى كل ذلك من زيادة إيلام لا حاجة إليها. وكذا قطع عضو منها، أو إلقائها فى النار بعد تمام ذبحها، وقبل خروج روحها. أو تحريكها ونقلها قبل خروج روحها.
ولا تحرُم الذبيحة بترك شىء من مستحبات الذبح، أو فعل شىء من مكروهاته; لأن النهى المستفاد من الحديث ليس لمعنى فى المنهى عنه، بل لمعنى فى غيره, وهو ما يلحق الحيوان من زيادة ألم لا حاجة إليها , فلا يوجب الفساد.
وقال الله تعالى (وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون) 38 سورة الأنعام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ).
اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا.. واجعلنا من عبادك الراحمين بالإنسان، وكل دابة على الأرض وكل طائر يطير بجناحيه... اللهم اجعلنا راحمين بأنفسنا. .. آمين.
