للحرية أوجه كثيرة متعددة وأهمها حرية الاختيار وأن يكون لك رأى مستقل تطرحه عن قناعة، حريتك فى أن تختار كل شىء وتؤمن بأى شىء، من أول حرية العقيدة، وحرية الكلمة، أنت حر أذن فأنت حى، حر فى كل اختياراتك عدا اختيار الأب والأم ولحظة الموت، قد تكون مقيد الحرية نتيجة لسلطة غاشمة وحاكم ظالم لكن من حقك أن تثور، وكذلك الشعوب تختار طريق حريتها، والثورة أحد الطرق والأساليب التى تحقق لها ما ترجوه من حرية وعدل وإخاء ومساواة.. وقد تحققت الثورة كرد فعل لظلم ومظالم كثيرة تركت أثاراً عميقة فى وجدان الشعب على مدى سنوات طويلة تغيرت فيها المفاهيم وتغير مفهوم الوطن والدولة لدى قطاع كبير مغرر به من الشعب نتيجة لانصراف الدولة عن الثقافة وعدم الاهتمام بالقامات الفكرية وأعمدة التنوير فى تلك الحقبة من تاريخ الوطن.. وقد قامت ثورتين كرد فعل شعبى تلقائى، ولكن مازالت لحظة الاختيار ممتدة، بعد وضع دستور للبلاد ومناقشته وتأتى مرحلة طرحه للاستفتاء الشعبى، وعلى الشعب أن يختار وأن يكون طرفا فاعلا فى العقد الاجتماعى بينه وبين من يحكمه، مازالت لحظة الاختيار قائمة ممتدة، وعلى الشعب أن يختار من يمثله فى البرلمان فى ظل وجود من يتربص بنا ويقتنص اللحظة ويسلب منا اختيارنا، رؤوس الفساد مازالت تطل علينا من جديد راغبة فى العودة إلى الساحة السياسية بأى ثمن لتزييف إرادتنا مرة أخرى، وعلينا أن ننتبه ونقدم وقود الثورة للانتخابات البرلمانية القادمة ليعبروا عن الشعب وعن كل فكرة مات من أجلها شهيد، هم خير من يحققون أهداف الثورة ويعبرون عنها أصدق تعبير، لحظة الاختيار القادمة من أدق اللحظات فى تاريخ مصر أما التقهقر والعودة إلى الوراء وأما التقدم وتحقيق أهداف الثورة وعلينا أن نختار.
صورة أرشيفية