حالة من الترقب تنتاب العالم أجمع تحسبا لنتائج الحوارات التى بدأت بين واشنطن وطهران، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمى والعالمى، خاصة تجاه الملف النووى الإيرانى.. وزادت حالة الترقب فى أعقاب مغازلة الولايات المتحدة لإيران والاتصال الهاتفى التاريخى بين الرئيسين باراك أوباما وحسن روحانى، وما تبع ذلك من تغير فى اللهجة الأمريكية تجاه إيران مما أثر إيجابيا على المسار التفاوضى الذى عقدت جولة منه فى جنيف الأسبوع الماضى.
وسط هذا الترقب بات الموقف المصرى غير واضح حتى الآن من هذا التقارب الأمريكى الإيرانى، ولم نسمع موقفا محددا أو رؤية مصرية لهذا التقارب وتأثير ذلك على أمننا القومى، فضلا عن أمن دول الخليج التى ترتبط معنا أمنيا واقتصاديا وسياسيا، ولم أسمع عن تنسيق مصرى خليجى على سبيل المثال لاستيضاح الموقف ووضع استراتيجية التعامل مع الموقف الجديد، خاصة إذا ما جاء هذا التقارب على حساب الدول العربية.
أتذكر أنه حينما زادت النبرة الأمريكية قبل عدة سنوات بتوجيه ضربة عسكرية ضد النووى الإيرانى أن رفضت مصر هذه الضربة وأعلنتها صراحة أنها لن تقبل بأن تكون بعيدة عن أى ترتيبات أمنية خاصة بالمنطقة، وجرت وقتها مشاورات مصرية أمريكية خليجية هدفها أن تكون القاهرة وباقى العواصم الخليجية على اطلاع كامل لكل ما تنتويه واشنطن ومن خلفها إسرائيل تجاه إيران، ورغم أن الولايات المتحدة لم تكن تحبذ هذا التواجد المصرى فى الملف الإيرانى إلا أن الدبلوماسية المصرية وقتها استعملت أسلوب الملاحقة لكى تجبر الولايات المتحدة وبقية الدول الكبرى على الاعتراف بحقيقة ثابتة أن مصر هى جزء أصيل من هذا الإقليم ولا يجوز الاتفاق على أية ترتيبات متعلقة بالإقليم دون علم مصر وموافقتها.. وحينما تحججت واشنطن وقتها بأن الأمر خاص بدول الخليج رفعت القاهرة وقتها شعار أن مصر دولة خليجية مما دفع القوى الكبرى لإشراك مصر وإعلامها بكلل تفاصيل الملف الإيرانى والتحركات الغربية تجاهه.
اليوم الوضع تغير.. وصرنا نُفاجأ مثل غيرنا بالتطورات التى حدثت وتحدث كل يوم فى العلاقات الإيرانية الغربية وتحديدا الولايات المتحدة، ولم نحاول أن نتفهم الوجه الإصلاحى الذى تحاول القيادة الإيرانية الجديدة الظهور به أمام الغرب، ولم نتوقع أن يتطور هذا الوجه للرضوخ للقوى الغربية، وبالتالى لم نتحسب لهذا اليوم.
اليوم وليس غدا أمام الدبلوماسية المصرية مهمة شاقة لإعادة الحضور المصرى بالملف الإيرانى حتى لا نفاجأ بأن إيران أضحت بوجهها الجديد يد الغرب فى المنطقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد السعوديه
بلاش تهريج وغباوه
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو علي عراقي من استراليا
كلام من القلب والله اتمنى حد يسمعه