ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن ارتفاع معدلات التضخم، والذى صاحبه انخفاض سعر الريال الإيرانى دفعا الطبقة المتوسطة الإيرانية نحو هاوية الفقر.
وقالت – فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى - إن الاقتصاد الإيرانى تدهور بخطى سريعة بسبب العقوبات الغربية والأمريكية المفروضة على القطاعين النفطى والمصرفى بسبب البرنامج النووى الإيرانى، وبسبب السياسات الشعبوية التى انتهجها الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد، الذى قام بصرف مبالغ شهرية وقروض اسكان ميسرة للفقراء.
ورصدت الصحيفة ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية باستمرار وسط ركود الصناعة المحلية، فيما تقلص إجمالى الناتج المحلى بنسبة 4ر5% خلال العام الماضى وبلغت نسبة البطالة بين صفوف الشباب رسميا 30ر28%.
بدوره، أوضح الاقتصادى البارز حسين راغفار (حسبما نقلت الصحيفة) أن نسبة الأسر الإيرانية التى تعيش تحت خط الفقر، خلال فترة رئاسة نجاد والتى دامت ثمانية أعوام، زادت من 22% إلى أكثر من 40%.. وحذر من زيادة مشاعر الطبقة المتوسطة بعدم الأمان فى ظل تدهور مستويات معيشتهم.
ومع ذلك، كشفت (فاينانشيال تايمز) عن أن انتخاب الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحانى قبل أشهر قليلة قد منح أبناء هذه الطبقة المتوسطة من الإيرانيين بريقا من الأمل، لا سيما بعد أن تعهد بتخفيف معاناة الإيرانيين من خلال انتهاج مجموعة من السياسات الإصلاحية على الصعيد الاقتصادى، فضلا عن تعهده بتخفيف العقوبات عن طريق التفاوض حول البرنامج النووى لبلاده مع القوى الكبرى.
ورصدت الصحيفة إعراب أبناء الطبقة المتوسطة فى إيران عن أملهم فى أن يصب النهج المعتدل لروحانى فى صالح الاقتصاد الإيرانى وأن يحول دون تدنيه، مشيرة إلى استحسان هؤلاء لأداء رئيسهم الجديد فى التعامل مع الولايات المتحدة، مثل التحاور مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عبر الهاتف بالإضافة إلى أدائه على صعيد المفاوضات بشأن الملف النووى لبلاده.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالإشارة إلى تراكم الديون الإيرانية وارتفاع معدل عجز الميزانية الذى بلغ فى الحسابات غير الرسمية ما يقرب من 28 مليار دولار أمريكى مما دفع البرلمان إلى مراجعة الميزانية لاستيعاب النقص فى العائدات الذى سجل 30% خلال العام المالى الجارى، الذى انتهى فى شهر مارس الماضى.
التضخم وانخفاض سعر الريال يدفعان الطبقة المتوسطة فى إيران نحو الفقر
الأحد، 27 أكتوبر 2013 03:16 ص