أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن أحدث الدراسات العلمية كشفت وجود علاقة طردية بين درجة حرارة الجو وكفاءة الجهاز المناعى وإفراز الإنزيمات فى الجسم حيث تنخفض مناعة الجسم، ويقل إفراز إنزيماته بانخفاض درجة الحرارة، مشيرا إلى أن كل انخفاض يعادل درجة واحدة مئوية يخفض كفاءة الجهاز المناعى بنسبة 40% .
وأوضح أن البرد يمكن أن يؤدى إلى انخفاض كفاءة العمل وزيادة معدلات الحوادث، ويضعف أداء المهام العقلية المعقدة، ويسبب البرد القارس ضعف المهام اليدوية وانخفاض قوة العضلات والمفاصل وحيوية أصابع اليد، مشيرا إلى أن النساء أكثر تأثرا بالبرد من الذكور حيث بينت الدراسات أن الاستجابة للبرد تختلف بين الإناث والذكور فبينما تنحفض درجة حرارة الإناث بصورة أبطأ من الذكور إلا أن قدرتهن على توليد الحرارة أقل مما يجعلهن أكثر شعورا بالبرد.
وقال - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم- إنه سيتحدث باستفاضة فى ندوة ينظمها مركز قصر ثقافة مصر الجديدة بمقره يوم الثلاثاء القادم عن "الشتاء والبرد والحساسية" حيث سيتطرق فيها إلى أنواع الفيروسات المسببة للبرد، والتى يصل عددها حوالى 200 نوع، والعلاقة بين الإنفلونزا والشتاء والمناعة والتوتر، ونزلات البرد فى المدارس، وبرد حديثى الولادة، والأغذية المضادة لبرد الشتاء.
وتابع بدران أن نزلات البرد من أكثر الأمراض شيوعا بين البشر وتصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى بفيروس من فيروسات البرد، مشيرا إلى أن نزلات البرد مسئولة عن ثلث أيام غياب الموظفين فى العالم عن أعمالهم وثلثى أيام غياب الطلاب عن مدارسهم.
ووصف نزلات البرد بأنها زائر ثقيل يحط رحاله على البشر لا يستثنى كبيرا أو صغيرا ولا يلبث أن يغادرهم إلى آخرين متسللا فى الخفاء مسببا صداع وأوجاع فى الجسم والعضلات والشعور بتكسير فى العظام فيجبر المرضى على التزام منازلهم والتغيب عن العمل والدراسة.
وأضاف أن أصابع الأطراف العليا والسفلى والأذنين والأنف هى من أكثر مناطق الجسم تأثرا بالبرد، حيث إنها خالية من العضلات الهيكيلة التى تنتج الحرارة، بالإضافة إلى قيام الجسم بتوفير الطاقة للأعضاء الداخلية عند تعرضه للبرد وبالتالى يتم الحد من تدفق الدم إلى الأطراف.
وذكر أن الجسم فى الجو البارد يحاول العمل على اتزانه حراريا وفى حالة فشله فى الاحتفاظ بدرجة حرارة الجسم الاعتيادية (37 درجة مئوية) تنخفض درجة حرارة الإنسان، لافتا إلى أن عدم تدفئة الجسم يسبب انخفاض درجة حرارة الإنسان إلى أقل من 35 درجة مئوية والتى ربما تهدد الحياة خاصة مع ضعف الجهاز المناعى وهو مايفسر وجود ضحايا لانخفاض الحرارة فى المناطق الباردة من العالم ووفاة العديد من سكانها تجمدا عند البرد القارس، حيث يفقد الجسم 30 ضعفا من حرارته عندما يصبح فى اتصال مباشر مع سطوح رطبة باردة "مثل الجليد".
وأوضح أنه لحكمة إلهية يحاول الجسم الاحتفاظ بتوازنه الحرارى وتحدى البرد عن طريق إنتاج الطاقة وتنشيط آليات الاحتفاظ بالحرارة من خلال ثلاثة عوامل هى درجة حرارة الجو، والرياح، والرطوبة حيث تفقد أجسام البشر الحرارة عن طريق الإشعاع، والتوصيل، والحمل الحرارى، والتبخر، والإشعاع وتزداد كمية الحرارة التى نفقدها بالإشعاع كلما زادت المساحة السطحية من الجسم التى تتعرض للبرد.
وأشار إلى أن أصحاب بعض المهن يتعرضون لمعاناة مشاكل البرد أكثر من الأشخاص العاديين خاصة الذين يعملون فى الهواء الطلق، كعمال الطرق، ومنتسبو الجيش والشرطة، وعمال النقل وسائقو وسائل النقل الصيادون، والغواصون والعاملون فى مستودعات التبريد.
ولفت إلى أن معدلات الإصابة بنزلات البرد خلال موجات البرد القارس تزيد فى المدارس والأماكن المغلقة حيث تنتشر العدوى بفيروسات البرد نتيجة الازدحام، مؤكدا أن هناك 10 أخطاء شائعة عن البرد ومنها عدم ارتداء الجوارب، وعدم تناول العدس والبيض والسمك والألبان، وتناول المضادات الحيوية، والأسبرين، والحرمان من الإجازة، والاستخدام العشوائى لعقاقير نزلات البرد.
وحدد بدران عشر نصائح للوقاية من فيروسات البرد فى مقدمتها النظافه الشخصية وتهوية الغرف وتجنب الأماكن المزدحمة سيئة التهوية، والتنفس عن طريق الفم، وعدم تناول المضادات الحيوية لأنها تقضى على البكتريا وليس الفيروسات، تجنب القلق والتوتر، شرب السوائل الدافئة، تناول الأغذية المنشطة للجهاز المناعى ورفع قدرته على مكافحة فيروسات البرد ومنها الثوم، والجزر، البطاطا والسبانخ، البقدونس، والجوافة والكيوى وغيرها.
وأكد أن السبانخ هدية ربانية للمناعة فى فصل الشتاء ويفضل عدم المغالاة فى تسخينها، مشيرا إلى أنها منجم من مضادات الأكسدة "10 مضادات للأكسدة " التى تحمى الخلايا من التهتك والسرطانات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة