أشرف مصطفى الزهوى يكتب: حساب النفس

الأحد، 27 أكتوبر 2013 08:48 ص
أشرف مصطفى الزهوى يكتب: حساب النفس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن أفضل ما نصون به حياتنا؛ أن نرسم لها منهاجا يستغرق أوقاتنا ولا يترك للفراغ ومن ورائه الشيطان فرصة للوسوسة أو الإضلال. وعلينا أن نكون أشد حرصا فى محاسبة النفس من هذا التاجر الذى يراجع حساباته التجارية يوميا من الأرباح والخسائر ليعرف رصيده.

إننا نضيع أوقاتا طويلة فى حياتنا فتشغلنا التوافه ويقودنا الجدال مع الناس إلى ما لا يحمد عقباه. قد نواجه مصاعب الحياة بل وكوارثها فى شجاعة نادرة ثم ندع التوافه بعد ذلك تغلبنا على أمرنا.

إن بمقدور الشجرة القوية التى تضرب بجذورها فى أعماق الأرض أن تقف شامخة فى مواجهة الرياح والأعاصير والصواعق لمئات السنين ولا تقوى على الصمود أمام جيوش الحشرات والهوام التى تنخرها وتقوضها حتى تسويها بالأرض ونحن مثل هذه الشجرة قد نستسلم للتوافه التى تؤرق مضاجعنا وتحيل حياتنا إلى جحيم؛ فتنهدم الأسر وتتشرد الأطفال وتنفصل عرى الصداقات. وأذكر ما قاله أحد القضاة فى شيكاغو بعد أن فصل فى أكثر من أربعين ألف قضية طلاق: إنك لتجدن التوافه دائما وراء كل شقاء يصيب الزواج.

علينا إذن أن نتنبه إلى التوافه التى تكاد تعصف بحياتنا وأن نحصى أفعالنا ونحفظها فى سجل ندون فيه أعمالنا فنجعل الصفحة اليمنى للحسنات واليسرى للسيئات ثم نراجع كل أمورنا فنتدارك الأخطاء ونسعى إلى تفاديها مستقبلا ونعزز من الأفعال السوية والطيبة.

إن النفس البشرية أشبه بالغابة الكثيفة المليئة بالأشجار الموحشة مثل شجرة الخوف والحقد والأنانية وغيرها من الصفات الذميمة وبين هذه الأشجار تنمو زهور رقيقة تسعى إلى الوصول إلى ضوء الشمس مثل زهرة الحب وزهرة العطاء وزهرة القناعة وعلينا أن نتعهد هذه الزهور الرقيقة بالعناية والرعاية حتى تشب ويسيطر أريجها وعطرها الفواح على كل أرجاء النفس البشرية فتتحول إلى الخير وتترك الأشجار الموحشة للهوام والحشرات لتفتك بها ولا يبقى إلا الخير.












مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة