كانت منظمة «أيلول الأسود» قد نفذت عملية ميونيخ فى ألمانيا سنة 1972 وكان مطلبهم الإفراج عن 236 معتقلًا فى السجون الإسرائيلية، وانتهت العملية بمقتل 11 رياضيًا إسرائيليًا و5 من منفذى العملية الفلسطينيين، وقد خطط للعملية الشهيد «أبوإياد» ونائبه «فخرى العمرى / أبومحمد» الذى كان أول من فكر فى العملية واقترحها، وهو الذى كان يعرفه شباب «أيلول الأسود» باسمه الحركى «طلال»، كما أنه هو الذى اختار بنفسه كل الأفراد الذين نفذوا العملية بمعاونة كل من «عاطف بسيسو» و«على سلامة/ أبوحسن»، وقد اختار «فخرى العمرى / أبومحمد» كلا من «يوسف نزال/ تشى»، وعينه «فخرى» قائدا عسكريا لمجموعة تنفيذ العملية بالرغم من قصره الشديد، كما كان «محمد مصالحة» قائدا سياسيا للمجموعة وهو الوحيد المخول بالتفاوض مع الألمان لتنفيذ الشروط، واقترح «فخرى العمرى» على «أبوإياد» استدعاء صديقهما القديم «محمد داود عودة/ أبوداود» من «بلغاريا»، وتكليفه هو الآخر بجمع المعلومات عن القرية الأوليمبية، خاصة أنه موجود فى «بلغاريا» ويحمل جواز سفر أردنيا عليه تأشيرة «ألمانيا»، فوافق «أبوإياد»، وتم استدعاء «أبوداود» إلى روما، واقتصر الأمر بأن أعطاه «فخرى العمرى» التعليمات بخصوص صفقة الأسلحة المنوى شراؤها من «بلغاريا» ثم غادر إلى «لبنان» بعد ذلك لأن «أبوإياد» كان بحاجة إلى جواز سفره الأردنى من أجل تزوير التأشيرة الألمانية التى كانت على جواز سفره لمجموعة التنفيذ، وقد قام بتزوير التأشيرات «أبوالوليد العراقى» وهو يستحق الكتابة عنه وحده إذا سمحت الظروف، فهو الذى مكن كل مناضلى «فتح» و«الثورة الفلسطينية فى هذه الفترة» من الدخول إلى دول العالم بجوازات وتأشيرات على درجة عالية من الدقة والحرفية فى التزوير، ثم عاد «أبوداود» إلى ميونيخ فى انتظار مجموعة التنفيذ بعد أن قام «فخرى العمرى» بتدريبهم فى أحد المعسكرات فى ليبيا على كل تفاصيل تنفيذ العملية التى انتهت بمصرع ثلاثة أفراد من المجموعة، فيما نجا ثلاثة آخرون، وقتل جميع الرهائن على الفور كما لقى «يوسف نزال/ تشى» و«مصالحة» مصرعهما، وقد قامت المخابرات الإسرائيلية «الموساد» بالتصفية الجسدية لكل الذين اشتركوا، أو حامت حولهم الشبهات، فى التخطيط والتنفيذ لهذه العملية، ما عدا «محمد عودة / أبوداود» الذى توفى فى دمشق فى منتصف سنة 2010، حيث كان يعانى من عجز كلى، وفى سنة 1976 أنتجت السينما فيلما سينمائيا عن عملية ميونيخ باسم «21 ساعة فى ميونيخ» بطولة «وليم هولدن» و«فرانكو نيرو»، لكنه لم يصل «بيروت» إلا فى صيف سنة 1978، وأذكر أن إدارة سينما «بافيون» فى «بيروت» قد ذهبت إلى «أبوحسن سلامة» تدعوه لمشاهدة الفيلم فى عرض خاص قبل عرضه على الجمهور فإذا أذن بعرضه عرضوه، وحضرت العرض الخاص مع صديقى «عاطف بسيسو» وبعض الأصدقاء الذين دعاهم «أبوحسن» لمرافقته، وقبل بداية عرض شريط الفيلم قال لى «عاطف» أن «أبوحسن» سوف يوافق على عرض الفيلم، فسألته عن السبب فى موافقته، فقال لى «إبقى اسأل أبوحسن»، ووافق «أبوحسن» على عرضه وبعد يومين ذهبت لمكتب «أبوحسن» لتحيته، فاستقبلنى بابتسامته الجميلة وقال لى: «لما تحب تعرف حاجة اسألنى، أبوإياد كان موافقا على الفيلم قبل تصويره، مؤلف الفيلم اتكلم معاه من أمريكا قبل حتى ما يكتبه»، وضحك ضحكته الجميلة وقال: «شوف يا سوسلوف.. اللى كتب الفيلم واحد شيوعى، بس أمريكانى، واسمه هوارد فاس،ت وهو اللى كتب رواية سبارتاكوس وكان مسجونا لمدة ثلاثة أشهر بتهمة ازدراء الكونجرس، مع أنه حاصل على جائزة ستالين للسلام «من الاتحاد السوفيتى». بعد عدة أشهر نجحت «الموساد» فى قتل أبوحسن سلامة».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عنانى محمود
رد الجيل لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ثائر مصرى
عايز اعرف رد فعلك لو الموساد قتل فريق فلسطينى لكرة القدم مثلا
رد فعلك هيكون ايه يا فلسطينى