فى الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1886 أهدت فرنسا تمثال الحرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى الذكرى المئوية للثورة الأمريكية، ومن وقتها يقف التمثال على خليج نيويورك، يستقبل السفن القادمة فى المحيط الأطلنطى ويكون ظهوره إيذانا بالوصول إلى السواحل الأمريكية، يعبر التمثال عن التوق إلى التحرر من الأغلال من خلال امرأة تحمل مشعل الحرية فى إحدى يديها وفى الأخرى كتابا منقوش عليه تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكى 4 يوليو 1776 يظهر التمثال محاولة المرأة أن تفلت من القيود التى ألقيت على إحدى قدميها بينما ترتدى فوق رأسها المرفوع فى شموخ تاجا مكونا من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة فى العالم.
كان التمثال جزءا من حصن وود الذى استخدم للدفاع عن مدينة نيويورك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865). قام بتصميم التمثال فريدريك بارتولدى وصمم هيكله الإنشائى غوستاف إيفل.
يرتكز التمثال على قاعدة أسمنتية-جرانيتية يبلغ عرضها 47 مترا (154 قدم)، ويبلغ طوله من القدم إلى أعلى المشعل 46 مترا (151 قدم)، بينما الكلى بالقاعدة 93 متراً (305 قدم). ويتكون من ألواح نحاسية بسمك 2.5 مم مثبتة إلى الهيكل الحديدى، ويزن إجمالياً 125 يبلغ الطول طنا.
من المعروف أنه فى عام 1869 قام فريدريك بارتولدى بتصميم نموذج مُصغر للتمثال وعرضه على الخديوى إسماعيل ليتم وضعه فى مدخل قناة السويس التى افتتحت فى نفس العام لكن الخديوى إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدى نظرا للتكاليف الباهظة التى يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها.
تولى الفرنسيون تصميم التمثال بينما تولى الأمريكيون تصميم القاعدة التى استقر عليها، وتم ذلك من خلال حملة ضخمة فى كل من البلدين لإيجاد التمويل اللازم له، ففى فرنسا كانت الضرائب ووسائل الترفيه التى يستخدمها المواطنون وكذلك اليانصيب هى الوسائل التى استطاعت من خلالها فرنسا توفير مبلغ 2,250,000 فرنك لتمويل التصميم والشحن إلى الولايات المتحدة. وفى الولايات المتحدة كانت المعارض الفنية والمسرحية وسيلة الأمريكيين لتوفير الأموال لبناء قاعدة التمثال، وقاد هذه الحملة السيناتور وعمدة نيويورك ويليام إيفارتز الذى أصبح وزير الخارجية الأمريكى فيما بعد - غير أن هذا لم يكن كافياً، مما حدى بـ جوزيف بوليتزر- صاحب جائزة بوليتزر- أن يقوم بحملة من خلال الجريدة التى كان يصدرها. ومن بين الجهود أيضاً ما قامت به الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، حيث قامت بتأليف قصيدة تسمى قصيدة التمثال الجديد فى 2 نوفمبر 1883، وأصبحت هذه القصيدة مشهورة بعد ذلك بسنوات.
جدير بالذكر أن هناك مئات من تماثيل الحرية تم نصبها فى أرجاء العالم، أشهرها تلك الموجودة فى باريس، النمسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الصين، وفيتنام.
وهكذا، توفرت الأموال الأزمة، وقام المعمارى الأميريكى ريتشارد موريس هنت بتصميم القاعدة وانتهى منها فى أغسطس من العام 1885 ليتم وضع حجر الأساس فى الخامس من نفس الشهر. وبعدها بعام اكتملت أعمال بنائها فى 22 إبريل 1886. أما عن الهيكل الإنشائى، فكان يعمل عليه المهندس الفرنسى يوجينى لو دوك، لكنه توفى قبل الانتهاء من التصميم، فتم تكليف غوستاف إيفل ليقوم بإكمال ذلك العمل، وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدنى بحيث يتكون من إطار رئيسى للتمثال يتم تثبيته فى إطار ثانى فى القاعدة لضمان ثبات التمثال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة