لا أحد يستطيع أن ينكر التزايد المستمر لعدد سكان العالم بالعقود الماضية، حيث وصل عدد السكان إلى 7 مليارات وسوف يتعدى 9 مليارات فى عام 2050، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة الطلب على الغذاء، لذا كان من الضرورى على كل دولة أن تضع استراتيجيات مستقبلية لتوفير الغذاء لشعبها، لكى لا تعتمد على دولة أخرى لتوفيره والذى سيكون بأضعاف الأثمان.
إن مساحه جمهورية مصر العربية هى واحد مليون كم مربع، ولكن المساحة المخصصة للزراعية هى 3.7% من هذه المساحة الكلية، فى حين أن عدد السكان وصل إلى 84.5 مليون، الأمر الذى تزداد معه فجوة الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية، ودعنا نقارن مقارنة بسيطة بين أحد الدول الأوروبية وهى إسبانيا ومصر، حيث نجد أن مساحه إسبانيا هى تقريبًا نصف مليون كم مربع (أى نصف مساحة مصر) بينما نجد أن عدد سكانها 47.1 مليون، وبالعودة إلى سنوات الماضى نجد أنه فى عام 1960 كان عدد سكان إسبانيا أكثر من عدد سكان مصر، حيث كان 30.7 مليون فى حين أن عدد السكان فى مصر كان 28.6 مليون فى العام ذاته، بالإضافة إلى أن المساحة المخصصة للزراعة فى مصر فى ذات الوقت هى 2.6%، وبالتالى على الرغم من تزايد السكان فى مصر بطريق خيالية حيث تضاعف الآن 3 مرات عما كان فى 1960، إلا أن المساحة الزراعية لم تتغير كثيرًا، كما أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان مصر إلى 123.4 مليون فى عام 2050، فى حين أن عدد سكان إسبانيا من المزمع أن يصل إلى 51.3 مليون، مع الإشارة إلى أن المساحة المخصصة للزراعة الآن فى إسبانيا هى 55.2% من المساحة الكلية، ومنه فإن نصيب الفرد من المساحة الزراعية فى مصر هو 0.04 هيكتار، فى حين أن نصيب الفرد فى إسبانيا 0.60 هيكتار، أى أن نصيب الفرد الإسبانى من المساحة الزارعة 16 مرة نصيب الفرد المصرى، فمثلا نجد أن منطقه الأندلس فى إسبانيا وهى واحدة من 17 منطقة إدارية والتى تتكون من 8 محافظات إدارية والتى تصل مساحتها إلى 87 ألف كم مربع تقريبًا، ويعيش فيها 8.5 مليون مواطن، ونجد أن المساحة الزراعية فى الأندلس والمخصصة لهذا العدد من السكان هى أكثر مرة ونصف بالنسبة للمساحة المخصصة لـ 84.5 مليون مصرى.
ومنه يمكننا القول أن الاهتمام بالأراضى الزراعية والمحاصيل الزراعية فى مصر أصبح أمر حتمى ولا يقبل الجدل والنقاش، كما أنه قد آن الأوان لتوقف الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية، ولابد من الخروج من الوادى الضيق حول نهر النيل إلى الصحراء، ولا توجد حلول أخرى، وإما أننا ننتظر غذاءنا من دول أخرى وعنده سيكون بأضعاف الأثمان.
علم مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة