سيادة القائد عبد الفتاح السيسى
تحية طيبة من المواطن المصرى
اسمح لى أن أقدم نفسى أولا , اسمى المواطن المصرى, مسلمًا أو مسيحيًا, اعلم إنها لن تمثل فارقا فى خطابى الذى أرسله إليك, لكن الأهم إن جنسيتى مصرى.
ارسل إليك بخطابى وأنا فى لحظة تفكر وتأمل عميقة, ليس فى حالى أو حال أشقائى وليس فى حال الوطن وما ينتابه من حيرة وأمل وخوف, ولكنه متفائل, ولكنى ما يشغلنى هو أنت يا سيادة الفريق, نعم , لست مبالغًا أو قاصدًا افتعال مشاعر وكلمات, كما إننى لست طالبًا مصلحة أو راغبا فى أكون منحازًا إلى جانبك ومعاديًا جانبًا آخر, لكنها ويشهد الله, كلمة صدق حقًا....
لقد كنت هاويًا لمطالعة مذكرات وروايات القادة والزعماء سنينا طويلة, تاريخ الدول والصراعات وما تفرزه من شخصيات يكون لها بصمة وعلامة فى حياة الشعوب والأمم, ولكن وفى زمن قصير جدًا استطعت سيادتك أن تقنعنى أن كل ما قرأته وكل ما علمته لا شىء أمام شخصك الكريم.
مشفق عليك من حجم وثقل وخطر المسئولية, لكنى لا أملك إلا أن أدعو الله أن يحفظك ويسدد خطاك, تركت لخيالى العنان أن ينطلق ويضعنى فى نفس موقعك أكثر من مائة مرة, كيف سأتصرف و ماذا كنت سأفعل وما هو قرارى, وكل مرة كان خيالى لا يصل إلى ما قمت أنت به, سيدى العزيز إلى قلبى, كيف فعلتها؟
أنت سيدى لم تنقذ الشعب المصرى من الحرب الأهليه ومن الضياع فى ظلمات الفاشية والرجعية, لم تنقذ الوطن من أن يباع ويقسم وتستباح أراضيه, أنت فعلت ما هو أبعد من ذلك بكثير, لقد أنقذت تاريخ مصر, مصر التى هى محط أنظار العالم كله بحضارتها وتراثها وتاريخها المشرف وشعبها الحر, كل هذا وأكثر كان إلى زوال, لولا أن مددت أنت يدك وأنقذتها وفى اللحظات الأخيرة.
لم يكن الأمر يحتاج إلى شجاعة أو إلى تخطيط أو قوة, بل كان يحتاج ما هو أشبه بالمعجزة, فكنت أنت.
الأمر كله لا يجعلك متفاخرًا ومتباهيًا وعاليًا كما يتصور البعض, إنها مسئوليه جسيمة, وحقًا خطيرة, لقد وضعت حياتك وأسرتك وراحة بالك وأمنك فى كفة والوطن الغالى مصر فى كفه أخرى, ولم يتردد ميزان ضميرك لحظة واختار الوطن, والوطن فقط ...
كنت فزعًا فأصبحت مطمئنًا, حزينًا فأصبحت سعيدًا, كان اليأس قد وصل إلى درجة اللاعودة, فكانت إرادة الله, وكنت أنت, إننى و أتحدث عن نفسى واعلم أن الملايين الذين كانوا بجانبى فى الميدان يشاركوننى نفس الشعور, ندين لك بالفضل ولك فى رقابنا جميلا و عهدًا, جميلا إن أعدت إلينا الأمل والحياة والوطن, وعهدًا إن نفديك بأرواحنا, لقد قدمت روحك وحياتك من قبل فداء لنا, فعيب علينا أن نبخل عليك بأرواحنا ودمائنا إذا تطلب الأمر...
سيادة الفريق, الوطن لازال يحتاج منك الكثير, لست محرجًا أو مستشعرًا الخجل وأنا أطلب منك هذا, بعد كل ما قدمته لمصر, ولكنى أقول ذلك لأنى أعلم أنك أقوى من أى أعداء و من أى إرهاب, لا تتردد فى ان تكمل ما بدأته, لا تستمع لأعداء النجاح وأعداء مصر, لقد فوضك الشعب المصرى الحر الكريم, ورأى منك القوه والجرأة وطيبة القلب والوطنية وينتظر منك المزيد, فالمشوار لازال طويلا, ولن يكون إلا فى وجودك كقائد نتعلم منه الحكمة وزعيمًا يبعث فينا القوة.
ليتنا كنا جميعًا جنودًا فى القوات المسلحة فتكون كوزير للدفاع رئيسنا .. ولكننا مواطنون فى مصر, فليس أمامك إلا أن تكون أيضًا رئيسنا, سيدى الفاضل هذا ليس اختياًرا, بل أمر ...
من المواطن المصرى إلى الفريق السيسى, أريدك رئيسًا لمصر
فلا تبخل ....
