أجمع خبراء روس على زيادة عدد مؤيدى الحركات الراديكالية الإسلامية داخل قارة أفريقيا، وأن الجماعات المتطرفة باتت تمثل مشكلة شديدة الخطورة غرب القارة، فضلاً عن وصول تأثيرهم تدريجياً إلى الشرق والجنوب، لافتين إلى أن انتشار تلك الجماعات تعتبر أداة لتجريد أفريقيا من مواردها الطبيعية.
وأضاف الخبراء، حسبما ذكر راديو (صوت روسيا) اليوم، الجمعة، أن اتساع رقعة الإسلام من شمال أفريقيا إلى جنوبها لا يمثل تهديدا فعليا، ما لم يتخذ توجهات متطرفة، فعلى سبيل المثال هناك جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، وهى إحدى التنظيمات الجهادية المسلحة، تقاتل ضد الحكومة النيجيرية وتطالب بالحكم بالشريعة الإسلامية داخل الدولة.
وقال ليونيد فيتيونى، نائب مدير معهد أفريقيا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، "فى الوقت الحالى، فإن القارة السمراء لا تتمتع بالاستقرار الكافى، وبالحديث عن المناطق غير المستقرة، فمنطقة جنوب الصحراء الكبرى هى الأخطر، حيث ينتشر بها القتال، ويجرى الترويج للإسلام السياسى المتطرف هناك بشكل نشط، بينما تأتى فى المرتبة الثانية منطقة القرن الأفريقى "الصومال وإثيوبيا".
وتابع فيتيونى، "أما المنطقة الثالثة فهى وسط أفريقيا، والتى تشمل شرق وجنوب شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن المحتمل أن تندلع حرب أخرى داخل أنجولا فى حال تغيير موازين القوى"، مرجحا استمرار توسع التوجهات المتطرفة فى جميع أنحاء القارة.
أما بافل سفياتينكوف، الخبير فى معهد الاستراتيجية القومية الروسى، فقد أكد أن أهداف الحركات الإسلامية المتطرفة تقوض أية محاولات لخلق دول إسلامية ديمقراطية متقدمة، فعلى سبيل المثال هناك بعض الدول فى منطقة الخليج العربى تعتبر عملية التحول الديمقراطى داخلها شديدة الخطورة للسلطة الحاكمة، الأمر الذى يصدر التطرف الإسلامى على أمل تقويض النزاعات الديمقراطية فى المجتمعات الإسلامية.
ويرى خبراء أن ثمة عوامل تساهم فى انتشار التطرف الإسلامى، وأولها صدى ثورات ما يسمى بـ"الربيع العربى" والتى تصدر بعضها ممثلو جماعات التطرف الإسلامى والتابعون لتنظيم القاعدة تحت شعارات الديمقراطية، فى الوقت الذى يربط فيه الخبراء الأحداث الدامية فى مالى بسقوط نظام الرئيس الليبى معمر القذافى.
خبراء روس: انتشار الجماعات الجهادية أداة لتجريد أفريقيا من مواردها
الجمعة، 25 أكتوبر 2013 04:36 م