سيطرت حادثة كنيسة الوراق وقضية المصالحة الوطنية على خطب الجمعة، حيث استنكر الشيخ جمعة محمد على، خطيب التحرير وعضو جبهة أزهريون مع الدولة المدنية، إصرار الحكومة على تطبيق قانون التظاهر, مطالبا الحكومة بإرجاء القانون حتى انعقاد مجلس الشعب.
وهاجم جمعة حكومة الببلاوى قائلا "عيب يا حكومة الببلاوى" وذلك بسبب تباطؤ الحكومة فى الكشف عن الجناة فى الاعتداءات المتتالية، وآخرها الاعتداء على كنيسة الوراق, مطالبا إياها باتخاذ قرارات فورية قبل الأزمات الحالية، والكشف عن المتورطين فى هذا العمل الإرهابى والإجرامى.
كما وجه جمعة رسالة لجماعة الإخوان المسلمين"المحظورة" بأنه مهما تقوم بأعمال إرهابية فلن يتراجع المواطنون عن محاكمتهم، ولن يقبلون التصالح معهم.
وأدان جمعة العمل الإرهابى فى الاعتداء على المواطنين أمام كنيسة الوراق، مطالبا القوات المسلحة والشرطة بـ"محاكمات ثورية"، موضحا أن ما حدث فى كنيسة الوراق يعد رسالة إلى الشعب المصرى، أن القوات المسلحة والشرطة غير قادرين على حمايته.
من جانبه أكد الشيخ محمد عبد الظاهر، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، أن مصر مرت بعام نزفت فيه دماء وتحجر أناس بآرائهم وحدثت حالة انقسام إلى أن جاءت رياح الوحدة ونسائم الاتفاق التى هبت على مصر، مستغربا أن يكون معنا سنة النبى ولا نتوحد وصح فينا مقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض، متوقعاً أن يكون العام القادم عام الوحدة على منهج صحيح هو منهج القرآن والنبى.
وأضاف عبد الظاهر، من أعلى منبر الجامع الأزهر، أننا بيدنا سنة النبى التى تمسك بها الرعيل الأول، الذى لم ينحرف على هوى شخصى، داعياً أن يكون العام الهجرى الجديد هو عام وحدة، كما توحدت أوروبا باليورو ولم يتوحد حتى الآن العرب والمسلمون الذين أخرجوا دعوات المناهضة والتمزيق والاختلاف برغم أن الله أمر بالوحدة.
وأشار عبد الظاهر إلى أن العرب أصحاب لسان ودين وشكل ومبادئ واحدة، ومع ذلك فهى أمة متمزقة فى الوقت الذى اجتمعت فيه أوروبا على يد واحدة، مشيراً إلى أن مبادئ الإسلام وأركانه تدعو إلى الوحدة ونحن تفرقنا، متسائلا متى يتعلم المسلمون الوحدة.
وطالب عبد الظاهرة، المقريين بدعم عوامل الاستقرار فى مصر التى تقف على التوحيد الذى يجمعنا، الكل يعمل للكل الفرد يعمل للجماعة والجماعة تعمل للفرد والكل يعمل للكل.
وشدد عبد الظاهر على ضرورة محاسبة من اعتدى على كنيسة الوراق التى يذكر فيها اسم الله، وأن يسن قانون يجرم الاعتداء على دور العبادة، مطالباً بأن يتم توقيع حد الحرابة على من يعتدى على دار عبادة لأن الإسلام ما فرق بين المسجد والكنيسة، والمعبد فكلهم يذكر فيها اسم الله، مشيرا إلى أن الإسلام كفل لغير المسلمين كافة الحريات ومنها الحريات الإنسانية والثقافية والتعليمية، مؤكداً على أن أقباط مصر لهم فى القرآن حظ من العطف والحنان والخصوصية ونهى عن قتالهم بل أمر ببرهم والإقساط إليهم، مشيراً إلى أن أقباط لهم فى الإسلام حقوق ورحم إذا هربنا من أحدها حصرنا الحق الآخر والدم المصرى كله حرام مقدما تعازيه لأقباط مصر، مؤكداً لمن تخفى وصنع حالة الرعب والإيذاء فإن الله يراه.
وفى السياق ذاته طالب الدكتور سامى عبد الرحمن، إمام مسجد يوسف الصحابى بميدان الحجاز، المسلمين بالرجوع إلى الله، متسائلا:"أين حقيقة التوكل على الله فى كل شئون الحياة".
وأضاف عبد الرحمن أن المتوكل موصول القلب بالله عز وجل، مؤكدا أن التوكل لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب.
واختتم الخطيب قائلا:" إن الدولة الصحيحة هى التى تقوم على عنصر الحقائق والتوكل على الله فى كل شىء، والتكاتف وتقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وإعلاء قيم المسامحة لمن أخطأ".
بدوره انتقد إمام مسجد الخازندرا بحى شبرا مصر، المحاولات التى تقوم بها بعض الجماعات للربط بين الإسلام والعنف ومحاولة فرض الآراء بقوة واللجوء إلى الأعمال الإرهابية والتفجيرات، لافتا أن الشعب المصرى قام ثائراً عليها من أجل إسقاطها.
وحذر الخطيب من المحاولات التى تستهدف الجيش المصرى، من أجل تفكيكه أسوة بما حدث فى سوريا والعراق وغيرها من البلدان التى تشهد حروبا أهلية وفتنا بعد إسقاط جيوشها الوطنية.
حادث كنيسة الوراق والمصالحة الوطنية يسيطران على خطب الجمعة.. خطيب التحرير يطالب بالكشف عن المتورطين.. و"الخازندرا" بشبرا يحذر من محاولات استهداف الجيش..و"يوسف الصحابى": يجب إعلاء قيم المسامحة لمن أخطأ
الجمعة، 25 أكتوبر 2013 01:34 م