تمر اليوم 25 أكتوبر ذكرى الفنان والمعمارى والتشكيلى وعازف البيانو أبو بكر خيرت، الذى رحل عن عالمنا فى 25 أكتوبر 1963، ويعد أبو بكر من جيل الرواد فى التأليف الموسيقى واستخدام الألحان الشعبية المصرية فى التأليف الأوركسترالى، ويرجع له الفضل فى تطوير الحركة الموسيقية فى مصر، فهو أول من وضع الموسيقى المصرية فى إطار سيمفونى، وله عدة متتاليات شعبية شهيرة ومن أبرز من كتب أعمالا فى قالب الكونشرتو فقد كان أول من كتب مؤلفا مصريا أو عربيا للكونشيرتو عندما كتب كونشيرتو البيانو الأول عام (1944).
كان خيرت أول عميد لكونسيرفتوار القاهرة عند إنشائه عام1959، بالإضافة إلى أنه كمهندس معمارى قام بتصميم مبانى أكاديمية الفنون فى الهرم، والتى تضم معاهد( الكونسيرفتوار- الباليه- الفنون المسرحية- السينما) وكذلك قاعة سيد درويش للموسيقى التابعة لأكاديمية الفنون.
ويعد هو أول من كتب افتتاحية موسيقية تصويرية عندما كتب افتتاحية (إيزيس) عام 1956. وكان كذلك المؤلف الموسيقى المصرى الوحيد الذى قدم حفل موسيقى كاملا من مؤلفاته، وحضره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى دار أوبرا القاهرة القديمة. وحصل على جائزة الدولة التشجيعية فى التأليف الموسيقى سنة 1959.
حصل أبو بكر خيرت على بكالوريوس الهندسة المعمارية سنة 1930 بتقدير امتياز فأرسل فى بعثة للتخصص فى الهندسة المعمارية وتخطيط المدن بمدرسة الفنون الجميلة العليا فى باريس وانتهز فرصة وجوده هناك فى مواصلة دراسته للبيانو والتأليف الموسيقى وذلك فى دروس خاصة، وعاد إلى مصر عام 1935 وشعر برغبة فى استكمال دراسته فتعلم على يد بعض الموسيقيين الأجانب الذين كان وفى مصر حينذاك مثل الإيطالى كورتاكى وتيجرمان وكمبيزى.
زار أبو بكر خيرت الاتحاد السوفيتى سنة 1957 بدعوة من وزارة الثقافة السوفيتية التى أقامت حفلا موسيقيا رسميا عزفت فيه ثلاث من مؤلفاته السيمفونية.كما مثل الجمهورية العربية المتحدة سنة 1958 فى مهرجان الموسيقى العربية فى بوخارست حيث عزفت سيمفونيته الثانية المعروفة بالشعبية والتى كتبها سنة 1955.
قدم خيرت أول حفل موسيقى له فى 8 يونيو 1963 بدار سينما أوبرا القاهرة وقام بعزف البيانو المنفرد بمصاحبة اوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة "جوزيبى جاليانو" وبعد ذلك بأربعة أشهر ونصف، وفى 25 أكتوبر سنة 1963 توفى أبو بكر خيرت فجأة وهو يعمل فى مكتبه بكونسرفتوار القاهرة أثناء اجتماعه بخريجى الدفعة الأولى للمعهد.
ولد أبو بكر خيرت فى 27 أبريل 1910، فى بيت محب للفن والثقافة فوالده محامى يهوى الفنون التشكيلية والموسيقى ووالدته يونانية وكان بيت الأسرة فى شارع خيرت بحى السيدة زينب ملتقى لمشاهير رجال الفن أمثال: سيد درويش وعازف الكمان التركى أحمد دادة. بدأ خيرت وهو فى سن الخامسة دراسة الموسيقى حيث تعلم "الصولفيج" والنظريات ثم درس عزف الكمان على الطريقة الشرقية من أحمد دادة لمدة خمس سنوات، ولما بلغ العاشرة بدأ دراسة عزف البيانو على يد كورتاكى لمدة عشر سنوات.
