يتمسك بعض الآباء والأمهات بتربية أبنائهم على روح الماضى وأصوله وعاداته وتقاليده، فمنهم من ينجح والبعض الآخر قد لا يوفق فى تربية أبنائه، وخصوصًا ونحن نعيش فى عصر تملؤه صخب الحركة، وسرعة اتخاذ القرارات، وتفكير متحرك قد يخيب الظن بتربية الأولاد.
فهل يهون الله على أولياء الأمور كى يربوا أبناءهم على أصول وعادات وتقاليد الماضى الجميل؟ إن التمسك بأصول الماضى وحضارته، يلهمنا بناء لجيل جديد ينفع وطنه ويتقدم به للأمام.
وإذا نظرنا إلى تربية الماضى، فتجد العالم المصرى هنا وهناك، الباحث والتكنولوجى، كل هؤلاء هم نتاج الماضى. إذًا لماذا لم نرَ هذه الصورة الآن التى تتمثل فى هذا الجيل الجديد؟
إن هذا العصر قد ظلم هذا الجيل. جيل قاعدته وأصوله ضعيفة، جرى وراء أفكار الغرب، وكل ذلك مقابل المال، ونرى الآن بعض من هذا الشباب الذى ينخرط فى أعمال ربما قد تخصه وتنفعه، ولكنه يجرى وراء فكر واكتشاف غير سليم.
إن هذا الجيل وجد نفسه أمام التفجيرات والإرهاب اللعين، والأحزمة الناسفة. بعض من هذا الشباب لا يدرك أهمية الوطن والمواطنة له ولأسرته، بل مجتمعه.
يتحرك هذا الجيل دون وعى فى هدم وطنه بفكره وسياسته الغير هادفة، يتخذ قراره دون محاكاة، دون استشارة الكبير والحكيم والأب والأم.
هل يعلم الجيل الجديد أن الإنسانية هى كل ما يؤثر فى الإنسان والوطن فى كل زمان ومكان، وما يدفع إلى السمو بنفسه وعمله وما يخطو بمجتمعه إلى مصير أفضل. إن صفات القدرة والتمكن والإتقان والطمع فى بناء وطن تعتبر من صفات الأثر القيم فى جيل يتحدى هذا العصر.
الجيل الجديد هم المسئولون عن مجتمعهم، أمام أنفسهم وأمام تاريخهم، لأنهم هم الذين سيؤثرون فيه بأعمالهم المشهودة والتى تثبت أن آثارهم الإيجابية تجاه وطنهم هى القدرة والمثال لجيل جديد يجب أن يكونوا حراسًا على قيم وأخلاق المجتمع، وأن يجددوا ما لهم وما عليهم فى بناء وطنهم. لابد لهذا الجيل أن يعى ويعرف تمامًا أن هدم الجيش أو محاربة الشرطة أو حرق المؤسسات أو المسيرات هذا كله لا يوحى بالوطنية وحب الوطن. فى الواقع إن الجيل الجديد يجب أن يحتذى بالأجيال القديمة التى احتضنت عصرها القديم، وعلى جيلنا الجديد أن يعالج سلبيات عصره الجديد، وأن يكون جيل يعى مصلحة وتنمية الوطن.
أيها الشباب القادم علينا اعلموا أن مصداقية الفعل والقول لابد أن ترسى قواعد بناء الوطن وتجعله يبقى مرفوع الرأس إلى الأبد.
أيها الشباب.. إن حركة التجديد الحقيقية يجب أن تدعو إلى الاحترام، وتقوم على العمل المضنى غير المتعجل وعلى الصبر الطويل والدرس العميق.
أيها الشباب.. اعلموا أن الصدق والصراحة وسعة الأفق وحسن الأخلاق والوطنية هى بواعث من ماض جميل وما تزال.
أيها الشباب.. ضخوا دماءً جديدة تصلح لإحياء عصر جديد يحتضن جيل جديد لبناء الوطن وليس لهدم الوطن.
حماك الله يا مصر
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة