"عائلة شتراوس" فى حفل السيمفونى بالأوبرا

تحت عنوان "فن عائلة شتراوس" يقدم أوركسترا القاهرة السيمفونى حفلا بقيادة المايسترو التشيكى توماس كوتنيك، ومشاركة عازف الكورنو عمرو أبو النجا، وذلك فى السابعة مساء السبت 26 أكتوبر على المسرح الكبير، يتضمن البرنامج نخبة من مؤلفات عائلة شتراوس النمساوية التى تركت بصمات واضحة فى تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، منها القصيد السيمفونى دون جوان لريتشارد شتراوس – "كونشيرتو الكونو" لشتراوس، إلى جانب السيمفونية السادسة لفرانز شوبرت.

الجدير بالذكر أن خمسة أشخاص من أسرة شتراوس النمساوية اشتهروا بالاهتمام بتأليف موسيقى الفالس منهم يوهان شتراوس الأب 1804 – 1849، ويعد الأشهر فى عائلة، وهو مؤلف موسيقى وقائد أوركسترا وعازف كمان، ويعد مؤسس "سلالة شتراوس" لمؤلفى الفالس، ويعرف بيوهان شتراوس الأول تمييزاً له عن ابنه البكر يوهان، وعُيِّن يوهان شتراوس رئيساً لفرقة موسيقى البلاط كتب 251 عملاً منها 152 فالساً، ويعد أشهر أعماله مارش راديتسكى، كما كتب أيضاً رقصات مختلفة نشرها ابنه يوهان عام 1889.

أما يوهان شتراوس الابن 1828 – 1899 الموسيقى الثانى فى العائلة، وهو أكبر أبناء يوهان الأول مؤلف موسيقى وقائد أوركسترا وعازف كمان لقب بملك الفالس، رفض أبوه احتراف الموسيقى فعمل فى أحد البنوك، ثم ظهرت موهبته، وكان يتعلم الموسيقى بمعاونة والدته ودون معرفة والده، فبرع فى العزف على آلة الكمان، وهو فى السادسة من عمره، وقاد أول حفل عام 1844، حيث قدم مجموعة من أعماله مع فرقته المكونة من 24 عازفاً، كما قدّم بعض مؤلفات أبيه، وتكمن أهمية شتراوس الرئيسة فى إعطائه الفالس النمساوى شكله الكلاسيكى، كما تظهر قوته الإبداعية فى مقدرته على ابتكار اللحن, وموهبته فى كتابة ألحان مرهفة, وتمتعه بأذن متمرسة فى الانسجام والتفاصيل الأوركسترالية، وكتب كثيراً من أعمال الفالس أشهرها "الدانوب الأزرق".

وتضم الأسرة أيضاً جوزيف شتراوس 1827- 1870، وهو الابن الثانى ليوهان شتراوس الأول، عمل مهندساً معمارياً ودرس التأليف الموسيقى وقيادة الأوركسترا والعزف على الكمان سراً، وكانت بداياته الفنية عام 1853، حين قاد أول مجموعة فالسات من تأليفه، ربطته علاقة قوية بكل من فاجنر، وليسْت وكتب نحو 283 عملاً موسيقياً من الفالس والبولكا والأوبريت، لكنها لم تحمل بريق أعمال أخيه يوهان وعفويتها، إلا أنها اتسمت بشاعرية ورومانسية خاصة، وتعد بعض أعماله ذات قيمة موسيقية مهمة، ويحمل بعضها تأثيرات عددًا من عظماء المؤلفين منهم شوبان وشوبرت وبرليوز وليسْت.