ياناس ..اسمعونى أرجوكم، أنا أعرف ابنتى أكثر من أى واحد فيكم، استثمرت فرصة أنكم أصدقائى، لجأت إليكم، وراحت تشكونى، يغلق النوافذ، التليفون ممنوع، الهاتف المحمول ممنوع، الإنترنت لا يدخل البيت والدش كذلك، والوصلة غير قانونية، صورتنى كسجان متوحش يطبق في البيت قوانين عصر مضى.
أنا لست متوحشًا كما صورتنى لكم فهى ابنتى الوحيدة، وأنا أحبها وأخاف عليها، تحملت سخريتكم حين أجمعتم رأيكم على أننى رجل ظالم وأن أمثالى لم يعد لهم وجود وأننى أعيش فى القرن الحادى والعشرين بعقلية القرن الثامن عشر، حتى صديقنا الذى يحمل درجة الدكتوراه من أمريكا نعتنى بالمتحجر العقل وقال بثقة
- احمد ربك إنك لست فى أمريكا وإلا كانت قد أدخلتك السجن لأنك تصادر حريتها.
- ولكنها ابنتى، وهى تحمل بصمتى الوراثية ولابد أنها ستدرك يومًا حجم قلقى عليها حين تتجاوز عمر الطيش.
- هى ابنتك صحيح ولكنك لا تملكها، أنت سجلتها بوزارة الصحة وليس بالشهر العقارى.
ثم قلب شفته السفلى باشمئزاز ونعتنى بالمتخلف.
صار لقاء المقهى كل ليلة جلسات للجلد اليومى عن جرائم لم أرتكبها، هل هى جريمة أن أحمى ابنتى وأن أمنع عنها كل ما يهدد مقومات شخصيتها؟!
وأخيرًا ولأن الكثرة تغلب الشجاعة فقد بدأت أستجيب لنصائحكم واحدة بعد أخرى، سمحت بدخول الدش والإنترنت وصار لها حساب على الفيس بوك، وصارت تقضى وقتًا فى التحدث بالمحمول أطول من ذلك الذى تراجع فيه دروس الجامعة، وكلما حصلت على مكسب جديد سعت إليكم كى تقنعونى بالسماح لها بمكسب آخر، وهكذا خففت ملاحظاتى علي مكياجها وطريقة اختيار ملابسها، صرت رجلاً عصريًا بكل ما تطيقه الكلمة من معان.
فما النتيجة؟
ها هى تخرج وتدخل بلا استئذان، ثم ها هى تقف مع زملائها فى الجامعة بل وتتبادل معهم الضحكات والقفشات الساخرة، ولم أعد أضبط الساعة على مواعيد ذهابها وعودتها بل لم تعد لدى نسخة من جدول محاضراتها الذى صار كأنه سر من الأسرار الخاصة
اليوم غلبتني مشاعر الأب الذى يأكله الخوف على ابنته الوحيدة فقادتنى قدماى إلى جامعتها ورحت أتلصص من بعيد فرأيتها وهى توزع الضحكات والابتسامات على كل الواقفين بالساحة الواسعة وتتنقل بين مجموعات من الطلبة المرابطين بالساحة من الشباب الرقيع الذي لا يكف عن الرقص والغناء إلى المجموعة التى وقف وسطها شاب يصرخ فيهم بخطبه السياسية ولم تستثن من ذلك حتى ذوى اللحى الذين بدا مظهرهم متزمتًا يحاولون إبعاد أنظارهم عن تبرجها اللافت دون أن يتوقفوا عن مبادلتها الحديث.
أصابتنى الدهشة وأنا أشهد انهيار البناء الذى عكفت على تشييده السنوات الطوال.
أحقًا هذه هى ابنتى؟!
بهذا الانفلات وهذه الرخاوة، وهذا التردى بين أيدى المنفلتين دينيًا وسياسيًا وثقافيًا، تتردد بينهم جميعًا وتردد ما يقولون كالببغاوات حتي فقدت هويتها؟!
هل يعجبكم هذا الحال؟
أليس الأفضل أن تعاود سيرتها الأولى فأفرض عليها القوانين التي تربت عليها وحفظتها السنين الطوال من أيدى العابثين؟
ما رأيكم أنتم؟
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالطيف أحمد فؤاد
لا قول الا نورت صفحتنا يا دكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
مخاوي الليل
هيرحلا
عدد الردود 0
بواسطة:
عايدة السمنودى
بالتأكيد انت متحامل عليها
عدد الردود 0
بواسطة:
محـــمد احمـــد
طعن فى القلب الميت
عدد الردود 0
بواسطة:
dalia
أنا أم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
الحريه
عدد الردود 0
بواسطة:
Meriam
التعنت!!
عدد الردود 0
بواسطة:
sam
لا فض فوك أيها الفاضل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
افضل رأي
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي
اخطاء