اجتمع كل من الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة، والمهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، برئيس الوزراء الأوغندى أماما مبابازى، لبحث مجالات التعاون المشترك بين البلدين.
وفى بداية اللقاء طلب رئيس الوزراء الأوغندى شرحًا للموقف السياسى الحالى فى مصر، ولما حدث فى 30 يونيو، وأكد وزيرا الزراعة والإسكان أن ما حدث فى مصر ثورة شعبية أطاحت بنظام فرّق بين المصريين، والجيش انحاز لإرادة الجماهير الغفيرة التى نزلت بالملايين إلى الشوارع، لتطلب التغيير، ولتستعيد ثورة يناير التى سرقت منها على يد من يدعون الحكم باسم الدين.
وأكد رئيس الوزراء الأوغندى أنهم على علم بهذا الفكر المتطرف، وسبق أن عانوا منه، وكانت لهم فى بعض الأوقات علاقات مع تيارات دينية لم تؤد إلى أى نتيجة إيجابية.
وخلال اللقاء عرض وزيرا الزراعة والإسكان عددًا من مجالات التعاون المشترك بين مصر وأوغندا،
فيما أكد وزير الزراعة أنه تم الاتفاق على إنشاء مزرعة مشتركة بأوغندا لإنتاج التقاوى للمحاصيل المهمة، مثل الذرة وبعض أنواع الخضروات، إضافة إلى مزرعة أخرى للذرة الصفراء والقمح.
وأشار الدكتور أيمن أبوحديد إلى أن الوزارة تقوم حاليا بتدريب 10 مهندسين أوغنديين فى برامج ثابتة، من خلال المركز المصرى الدولى للزراعة، مضيفًا أن الوزارة على استعداد لتنظيم أى دورات تدريبية متخصصة للمهندسين الزراعيين الأوغنديين، مشيرًا إلى أنه وجه الدعوة لوزير الزراعة الأوغندى لزيارة المعاهد البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية، ليكون هناك تعاون مشترك بين البلدين.
فى الإطار نفسه، عرض المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على رئيس الوزراء الأوغندى استعداد الوزارة لتقديم الدورات التدريبية المتخصصة للعاملين فى قطاع التشييد والبناء، كما عرض مساعدتهم فنيًا فى مشروعات الإسكان الاجتماعى، واستعداد الوزارة لإرسال خبراء مركز بحوث البناء والإسكان لتقديم الاستشارات الفنية اللازمة، وإمكانية افتتاح فرع للمركز بأوغندا.
وعبر المهندس إبراهيم محلب عن تقديره لجميع الدول الأفريقية، قائلا: «أنا أحب أفريقيا، بل أعشقها، وزرت أوغندا أكثر من أربع مرات، وأتمنى أن يكون هناك تعاون سياحى بين مصر وأوغندا»، وهو ما أيده بشدة رئيس الوزراء الأوغندى، خاصة أن أوغندا بها بعض المناطق الطبيعية الساحرة، ومصر بها معالم سياحية كثيرة.
وأشار وزير الإسكان إلى إمكانية علاج كثير من الحالات الأوغندية فى المستشفيات المصرية، وعلى رأسها المركز الطبى بالمقاولين العرب، خاصة أن المركز يستقبل مرضى من عدة دول أفريقية مختلفة، مشيرًا إلى أن المرضى الأوغنديين سيلاقون رعاية واهتماما، بالإضافة إلى علاج وخدمة طبية على مستوى عال، وبتكلفة أقل من مثيلاتها فى دول أوروبا التى يسافر إليها الأوغنديون للعلاج.
وفى السياق نفسه، أكد نبيل فهمى، وزير الخارجية، أن الاحتياجات القادمة لكل دول حوض النيل، سواء من المياه أو التنمية والأراضى الزراعية أو الطاقة، كلها فى تزايد مستمر، ومن ثم علينا التعاون فيما بيننا. وقال «فهمى» فى تصريحات على هامش زيارته الحالية لبوروندى إنه لا يوجد حل لطرف على حساب طرف آخر، ولا يمكن أن تتحقق الأهداف لطرف من دول حوض النيل دون تحقيق أهداف الطرف الآخر.
وحول أهمية مثل هذه الزيارات لدول حوض النيل فى تأمين مصر من مياه النيل مستقبلا،، قال «فهمى»: «إنه من الطبيعى أن يتناول أى حوار مصرى مع دولة صديقة من دول حوض نهر النيل قضية مياه النيل، وقد تم ذلك مع الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى، ومع وزير خارجيته، وكلاهما تبنى موقفًا متطابقًا مع الموقف المصرى من حيث إن نهر النيل يجب أن يكون مصدرًا ومجالًا للتعاون، فلا يوجد بديل عن التعاون بين دول حوض النيل، فاحتياجات دول حوض النيل متنوعة، لكنها ليست متعارضة، والكل يحتاج نسبًا مختلفة من المياه، والكل يحتاج عناصر مختلفة من التنمية، والبعض يحتاج إلى مصادر إضافية من الطاقة».
وأكد أن «الحل بالتالى ليس فى التصارع فيما بيننا، ولكن فى إيجاد الحلول المبتكرة البناءة والنظرة المستقبلية». وأضاف أن التوجه الإيجابى التكاملى التعاونى الذى سمعناه خلال لقاءاتنا فى أوغندا وبوروندى هو نفس التوجه الذى نتبناه فى مصر حاليا، مع تمسك كل طرف - وهذا أمر طبيعى - بحقوقه التاريخية التى كانت قائمة نتيجة اعتبارات تاريخية مختلفة.
وزير الخارجية: النيل يجب أن يكون مصدراً للتعاون بين دول الحوض .. وفد الوزراء المصرى بعد زيارة أوغندا: دورات تدريبية للأوغنديين فى الزراعة والإسكان.. والاتفاق على مشروعات خدمية جديدة فى جميع المجالات
الأربعاء، 23 أكتوبر 2013 02:50 ص