عاهل البحرين: سنستمر على طريق التطوير والإصلاح

أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن بلاده ستستمر منطلقة على طريق التطوير والإصلاح وهو الطريق الذى آمن جلالته به والتزم بمحض إرادته، منذ تسلم شرف أمانة الحكم، تأكيداً على أحقية الشعب بالمشاركة فى إدارة شئونه، وممارسة حقوقه الدستورية.

جاء ذلك فى كلمة ألقاها جلالته، اليوم الأربعاء بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الرابع، من الفصل التشريعى الثالث للمجلس الوطنى.


وقال العاهل البحرينى فى كلمته، إن هذه المناسبة الوطنية العزيزة التى نحتفى بها كل عام، تعيد إلى أذهاننا ما أكدنا عليه قبل 12 عاماً، فى أول خطاب لنا أمام أول سلطة تشريعية فى عهدنا، بأن هذه التجربة البحرينية الأصيلة ستبقى منفتحة على العالم، مواكبة لتقدمه، لكنها لن تستوحى توجهاتها من أى مصدر غريب عنها، وستبقى متقبلة لكل رأى واجتهاد آخر مادامت الآراء مرتبطة بتراب هذه الأرض ومحافظه على نقائها الوطنى فى الروح والتوجّه والولاء الخالص للبحرين أولاً وأخيراً ونابعة من الداخل، حيث إن الإصلاح والتنمية وتحقيق الحياة الأفضل لكل فرد فى هذا الوطن يجب أن يبقى الهدف الأسمى الذى نعمل من أجله دائماً، ولا يغيب عن نظرنا فى أى وقت من الأوقات ومهما كانت الظروف.

وأضاف ملك البحرين قائلا، إنه لتحقيق ذلك، بدأنا بالتسامح وبالعفو الشامل عن من فى الداخل أو فى الخارج دون قيد أو شرط وبحسب الصلاحيات التى أقرها الدستور والقانون، لنبدأ صفحة جديدة سطرها الميثاق الوطنى، ودعونا المواطنين إلى أن يعبروا عن تطلعاتهم، وآرائهم بحرية وبجميع الوسائل القانونية، وأن يمارسوا حقوقهم السياسية علناً لا سراً ويشكلون مؤسساتهم وجمعياتهم، التى تعينهم على ذلك حسب الميثاق والدستور والقوانين.


وقال الملك حمد بن عيسى الله سخر لهذه الأرض الطيبة رجالاً ونساء مخلصين يقدرون التحولات الكبيرة الإيجابية فى بلادنا، مؤكدا أن راية البحرين ستبقى عربية مسلمة خفاقة جيلاً بعد جيل، نهجها التسامح والتعايش مع مختلف الطوائف منذ أمد بعيد وقد تأصل هذا النهج فى حياتنا اليومية، وتم التأكيد عليه فى دستورنا وقوانيننا، وسيبقى مبدأ الحوار من أجل التوافق الوطنى حاضراً بيننا بعون الله.


ونوه عاهل البحرين إلى تحمل المجلس الوطنى بكل أمانة وصدق تحويل مرئيات، حوار التوافق الوطنى إلى واقع ملموس من خلال تعديلات دستورية وأدوات تشريعية ساهمت فى تطوير التجربة الديمقراطية، وزيادة الصلاحية الرقابية للمجلس المنتخب وتفعيل مبدأ المساءلة السياسية ودعم الاستقلال المالى، والإدارى للسلطة القضائية، فلكم منا جميعاً الشكر والتقدير على إنجازاتكم الكبيرة.

واستذكر بكل تقدير وقفة المجلس الوطنى الوطنية المشرفة ضد الإرهاب والتطرف والمحرضين عليه، ورفض المجلس القاطع للتدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى، ووصف حفظه الله اجتماع المجلس الوطنى الأول الذى دعا إليه برغبة من المجلس الوطنى، بأنه كان اجتماعا تاريخيا وجاءت توصياته معبرة عن إستراتيجيتنا للدفاع والأمن الوطنى فى المرحلة المقبلة، من مسيرتنا الوطنية.


وأكد الملك حمد بن عيسى حرصه على استمرار الحوار الوطنى بين الجميع، وقال إنه فى هذا الوقت الذى تستمر فيه حواراتنا الوطنية، فإن مجلسكم التشريعى سيظل الركن الأساسى فى مسيرتنا الإصلاحية، وشدد جلالته أن البحرين للجميع، وقضايانا الوطنية لا تعالج إلا بالحوار المتزن، القائم على المسئولية الوطنية.