نمر عليهم كل يوم تعودنا على رؤيتهم بملابسهم الرثة الممزقة التى لا تحمى من برد ولا حر ولا مطر وأجسادهم النحيلة جوعًا وبؤسًا وعيونهم الزائغة بحثًا عن الأمان المفقود، وخوفًا ورعبًا من مستقبل مظلم مرعب.
جعان يا بيه, والنبى ادينى أشترى أكل , مناديل يا مدام, فل وورد يا آنسة.
قد نرى البعض منهم يبحث عن بقايا طعام فاسد كحياته الفاسدة فى صناديق القمامة أو مستغرقًا فى نومه على الرصيف.
نتأفف منهم ومن إلحاحهم أو نمصمص شفاهنا شفقة عليهم، ثم نمضى ونعود إلى منازلنا نأكل ونحتضن أبناءنا نسمع نشرات الأخبار، ونقرأ الصحف ونشاهد برامج التليفزيون.
أحاديث لا تنتهى عن مؤتمرات حماية أطفال الشوارع، وعقد حماية الطفل المصرى ورعاية الأطفال بلا مأوى.
أخبار الجمعيات والوزارات والمجلس القومى للأمومة والطفولة وشعارات لا للعنف ضد الأطفال، ثم ننام فى دفء وأمان لنرى نفس المشاهد فى اليوم.
هل أصبحنا عيون ترى وآذان تسمع، ولكننا بلا قلوب تشعر!
