انتقد الشيخ عصام حسنين القيادى بالدعوة السلفية، جماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" بأمر القضاء، واصفا إياها بأنها أباحت لنفسها الاجتهاد رغم أنها حرمته على المخالف لها.
وقال "حسنين" فى رسالة لجماعة الإخوان المسلمين حصل الـ"اليوم السابع" على نسخة منها، نصها:"فلماذا أبحتم لأنفسكم الاجتهاد بما توفر لديكم من معلومات، وحرمتم علينا الاجتهاد بنفس المبررات والمعطيات التى ذكرتموها؟! ولماذا الحرب على المخالف وهو اجتهاد كما ذكرتم -خاصة من السلفيين وحزب النور-؟!.
وأضاف:"من أعظم أخلاق الإسلام "خلق الإنصاف" الذى هو العدل قولاً وفعلاً مع الموافق والمخالف، ومع العدو والحبيب، ولا شك أن التجمُّل بهذا الخلق يجمل به العبد عند الله وعند الناس, فالناس يحبون المنصف ذا الأخلاق العالية، ويذمون الظالم المتجاوز فى أعراض الآخرين، ويحسن الإنصاف أكثر إذا كان مع المخالف أو المعادى، ولا شك أيضًا أن هذا خلق كل صالح من المسلمين بخلاف الخوارج بطوائفهم الذين يستحلون دماء وأعراض وأموال المسلمين، مضيفا:"وإن العجب ليطول ممن ينتسب إلى العلم والدعوة وهو يستبيح عرض إخوانه المسلمين سبًّا وغِيبة ونميمة، وتشويهًا وصدًّا للناس عنه, وتربصًا للساقطة واللاقطة, وتناسوا الوعيد الشديد الذى ورد فى ذلك! أو أن يكون من أهل البدع التكفيريين! وإن من أكثر الناس الذين استبيحت أعراضهم هم علماء وشيوخ "الدعوة السلفية" القائمين على إدارتها، وإدارة حزبها السياسى "حزب النور".
وتابع:"لكل حزب رؤية سياسية فى الإصلاح تختلف عن رؤى الأحزاب الأخرى، حتى وإن قلنا بجوازها فى الدولة الإسلامية التى يعلو أنظمتها شرع الله -تعالى- بتقديم برامج إصلاحية، والجميع يصب فى مصلحة البلاد والعباد، أما منطق "مَن لم يكن معنا فنحن عليه!": فليس بمنطق أهل العدل والإنصاف، فضلاً عن أهل الإسلام أصحاب السياسة الشرعية, وهو فى رؤيته يسعى للتوافق مع مَن يوافقه فى الرؤية، وهذا الذى ذكرتُه، ذكره أمين عام جماعة الإخوان المسلمين فى بيانه الأخير الذى رد على بيان الدكتور "صلاح سلطان"، حيث قال: "لكل جماعة وحزب سياسى اجتهاداته بناءً على ما توفر لديه من معلومات!".
وذكر "حسنين" قصة محمود عبد الحليم عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين، وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة مع جمال عبد الناصر، قائلا:"وأنا أذكر لكم مواقف إنصاف من أقوالكم فى حق "عبد الناصر" الذى قال "محمود عبد الحليم" ما يلى: "كراهيتنا لجمال عبد الناصر أمر مقرر ومفروغ منه وأسباب ذلك كلها تتصل بالله، وجمال عبد الناصر بلونا منه النفاق والكذب، والغدر والخديعة، والتجرد من الشرف والأخلاق!"، ولم يمنعهم ذلك من الإنصاف معه، والتعامل معه بما فيه مصلحة البلاد والعباد، فمن ذلك ما ذكره "محمود عبد الحليم" من قول عبد الناصر للمرشد بعد (ثورة 52): "قد يقال لك: إن إحنا اتفقنا على شىء، إحنا لم نتفق على شىء!"، قال: "وكانت مفاجأة... فقد كان اتفاقنا أن تكون الحركة إسلامية ولإقامة شرع الله، واستمرت المقابلة فى مناقشات أنهاها المرشد بقوله لجمال عبد الناصر: "اسمع يا جمال... ما حصلش اتفاق، وسنعتبركم حركة إصلاحية... إن أحسنتم فأنتم تحسنون للبلد، وإن أخطأتم فسنوجه لكم النصيحة بما يرضى الله".
كما ذكر عصام حسنين قصصا أخرى مفادها أن تذكير جماعة الإخوان المسلمين أن يتعامل الإخوان بإنصاف مع جميع القوى الأخرى، مختتما رسالته بسؤال "فهل مِن معتبر؟!