دراسة: الإخوان ربطتهم علاقات قديمة بالخمينى..وعزل مرسى صدم طهران

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013 12:48 ص
دراسة: الإخوان ربطتهم علاقات قديمة بالخمينى..وعزل مرسى صدم طهران غلاف الكتاب
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبت الكاتب الصحفى والباحث المتخصص فى الشئون الإيرانية بجامعة الأزهر الشريف محمد محسن أبو النور، أن جماعة الإخوان المسلمين جمعتهم علاقات قديمة وتاريخية بنظام الولى الفقيه الحاكم فى إيران، قبل نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م.

وأكد أبو النور فى دراسته الصادرة حديثا عن مركز "المسبار" للدراسات والبحوث السياسية بالإمارات المتحدة العربية، أن الإخوان كانوا أول من هنأ الإمام الخمينى بنجاح الثورة، لافتا إلى أن القيادى الإخوانى البارز فى التنظيم الدولى، يوسف ندا، استأجر طائرة خاصة حمل فيها قيادات من التنظيم الدولى للجماعة من تونس والسودان ومصر وماليزيا لتهنئة الخمينى بالثورة.

وأضاف أبو النور فى دراسته التى صدرت تحت عنوان "العلاقات المصرية- الإيرانية بين الإقبال والمراوغة 2011- 2013" أن: "العلاقات المصرية- الإيرانية توافرت فيها إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، بوجه عام والعلاقات بين النظام الحاكم فى طهران وجماعة الإخوان المسلمين كل عوامل التشويق والإثارة من جانبها السياسى والشعبوى؛ إذ لم يمر شهر واحد دون تغيير فى معادلة العلاقات، بين إقبال ومراوغة، بدءا من إزاحة الرئيس مبارك من السلطة بالفعل الثورى الحاشد، ثم صعود الإخوان ورئاستهم للبرلمان ثم حله ثم انتخاب غرفة ثانية للبرلمان (مجلس الشورى) وترأس واحد من الإخوان له ثم انتخاب رئيس منهم للبلاد ثم عزله ما وفر لتلك الحالة الخاصة بعدا خاصا، أعطى لتلك المرحلة التاريخية المهمة زخما فوق الزخم الذى اعتادت العلوم السياسية والتاريخ أن يتوقفا عنده فى العلاقات بين البلدين".

وذهب أبو النور إلى قوله: "العلاقات الإخوانية - الإيرانية ليست علاقات ثنائية بحتة كما هو الحال فى معظم نماذج العلاقات الدولية بين المؤسسات أو الأنظمة أو حتى الجماعات الأخرى، ذلك أن حركتى الخمينى والإخوان مرتبطتان فى الأساس بعدة عوامل حاكمة فى سير علاقاتهما الثنائية وداخلة فى صلب تكوين وجهتى نظريهما حيال المسائل الملحة والمحددة للإستراتيجيات العامة لدى كل منهما".

واعتقد أبو النور أن أبرز تلك العوامل ما يتعلق بحركة حماس ودعم إيران لها، بالإضافة إلى الثورة السورية وما سببته من مشاكل دولية وإقليمية لا حصر لها، فضلا عن الصراع العربى- الإسرائيلى وتداخل أمن الخليج فى توجهاتهما وتعاطى كل منهما مع الأوضاع الداخلية لدى الآخر.

وقال أبو النور، إن المتتبع لسير العلاقات المصرية- الإيرانية إجمالا يوقن أن العامل الإسرائيلى هو المحدد الحاكم والمسيطر على سير العلاقات الثنائية بينهما على مر عقود التاريخ المعاصر؛ ذلك أن الحكومة المصرية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر قطعت علاقاتها مع الشاه عام 1960م، إثر اعتراف بلاده بإسرائيل، وفى المقابل بادرت الحكومة الخمينية الجديدة فى إيران بعد نجاح الثورة عام 1979م، إلى قطع العلاقات مع مصر بعد أن وقع الرئيس المصرى محمد أنور السادات معاهدة السلام فى كامب ديفيد مع إسرائيل.

وعند الحديث عن موقف إيران من أحداث 30 يونيو وما بعدها شدد أبو النور على أن أحداث 30 يونيو 2013م، وما استتبعته، كان لها وقع الصدمة فى قلب العاصمة الإيرانية طهران؛ ذلك أن قادة الدولة والسياسة فى طهران لم يحظوا بفرصة تقارب جاد مع مصر إلا فى عهد مرسى، ليس هذا فحسب بل يخشى الإيرانيون كذلك من ردود فعل عنيفة ومفاجئة من جانب الإدارة المصرية الجديدة، بالرغم من أن أول قرار اتخذه الفريق أول عبد الفتاح السيسى كان إعادة القنصلية السورية إلى العمل فى القاهرة التى أوقفها مرسى، وهو ما يتماشى مع المزاج السياسى الإيرانى العام.

ورأى أبو النور أن ما يعكس تخوف إيران من الأحداث الجارية أن فكرة التقارب مع القاهرة ستظل حلماً بعيد المنال لطهران على الأرجح، حيث اتخذت كل القوى المناوئة للإخوان المسلمين موقفاً أكثر تشدداً تجاه الجمهورية الإسلامية، وذلك على عكس سياسة مرسى. وفى الوقت نفسه، فإن النفوذ الإيرانى على الفلسطينيين سيصبح أكثر ضآلة، ليس فقط لأن علاقة حماس مع طهران تزداد سوءاً، بل أيضاً لأن الحكم العسكرى فى مصر سيجعل من الصعب جداً على إيران إرسال مساعدات إلى غزة عبر الحدود المصرية، وبصورةٍ أكثر عمومية، فإن الكثيرين سيفسرون عزل الإخوان المسلمين على أنه فشل للإسلام السياسى الذى لطالما شجعته طهران.
وبالنسبة لموقف طهران من الأحداث نوه أبو النور إلى أن مواقف طهران شهدت تذبذبا، حتى أن القادة الإيرانيين لم يصفوا ما حدث بأنه ثورة أو حتى انقلابا، فقط يعلق المسئولون على الأحداث وهو ما لوحظ فى لهجة ردة فعلهم. وركزت التصريحات الرسمية على ضرورة تجنب المؤامرات الخارجية وغيرها من النغمات السياسية التى اشتهرت بها طهران الخمينية.
وقال أبو النور: "يمكن القول أن إيران سرّت فى بداية الأمر لوصول إسلاميين إلى السلطة فى مصر وقد توقّع الإيرانيون أن تعود العلاقات مع مصر إلى سابق عهدها، وأن يتخذ مرسى خطوة أكثر حسماً تجاه إسرائيل، من خلال إلغاء معاهدة السلام التى أُبرمت معها خلال عهد السادات. إلا أنّ أملهم قد خاب، ذلك أن مرسى لم يستطع أن يتحرّك بسرعة لإعادة العلاقات مع إيران إلى سابق عهدها. وبدا عاجزاً عن التخلى عن معاهدة السلام مع إسرائيل، فيما أخطأت إيران، حين اعتقدت أنّ حليفاً لها وصل إلى السلطة فى مصر".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة