قال مركز البحرين للدراسات والإعلام فى تقرير له اليوم الأربعاء, أن السياسة الأمريكية،لم تختلف فى غطرستها عن سياسات المحتل الأجنبى فى كل العصور والأزمنة, فما قامت به الولايات المتحدة من احتلال مباشر للأراضى الأفغانية والعراقية، وكذلك تدخل غير مباشر فى شئون دول المنطقة بل دول العالم أجمع، فضلا عن ممارستها المستمرة لفرض هيمنتها وسيطرتها على مقاليد الحكم والإدارة فى مختلف البلدان، وكان آخرها قضية التجسس على العالم كما كشفها الأمريكى "سنودان"، تؤكد على أن نهج الغطرسة هو السمة الغالبة على سياسات الدول الكبرى، ما لم يكن هناك ضوابط حاكمة لتوجهاتها وأطماعها".
وأضاف تقرير المركز: " ما يميز الحضارة الإسلامية وتراثها القيمى عن الحضارات الغربية والشرقية التى اتسمت بالمادية وغلبة الأطماع والاستغلال على نهجها فى التعامل مع مختلف القوى الدولية والإقليمية, ودون الدخول فى فلسفات نظرية حول طبيعة الحضارات وتوسعها والضوابط الحاكمة لها، يمكن القول أن السياسة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط سياسة قائمة – على عكس ما تحاول أن تدعيها- على الغطرسة والاستغلال، ولعل ما قامت به مؤخرا من إرسال فريق عمليات إلى ليبيا للقبض على المواطن الليبى المللقب بـ "أبو أنس الليبى" بشكل منفرد دون التنسيق أو التشاور مع دولته، التى من المفترض أنها دولة مستقلة ذات سيادة، يؤكد على تلك السياسة التى لا تراعى استقلالية الدول وسيادتها بل تتعامل بسياسة البلطجة الدولية، والتى وصل بها الأمر إلى إدعاء وزير خارجيتها "جون كيرى" أن العملية شرعية وقانونية".
وتابع: "الرئيس الأمريكى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, يضع البحرين فى مستوى دولة فاشلة كالعراق ودولة إرهابية كسوريا، فهو قد خلط الزيت بالماء متعمدا، ليكشف عن سوء نيات تلك الإدارة فى موقفها من المملكة، وهو ما يمكن رصده فى بعدين, الأول أن الكل يعلم أن الوضع فى العراق وسوريا يمثل وضعا متميزا للدولة الفارسية التى تحلم بعودة إمبراطوريتها الوهمية من خلال بسط نفوذها على شئون المنطقة برمتها، فإذا ما نظرنا إلى السياسة الأمريكية فى تعاملها مع الدولتين, لا يتسرب لنا أدنى شك فى أنها تسعى إلى تقديمهما إلى الدولة الفارسية لتحقيق حلمها، وكأن ثمة توافق بين سياسات الدولتين، وحينما تضع البحرين فى هذه الفئة، فإنها تمثل رسالة غير مباشرة إلى القائمين على الأمر بأن الموقف الأمريكى لم يختلف عن الموقف الإيرانى فى النظر إلى الوضع فى المملكة، وكأن الولايات المتحدة تبعث برسالة اطمئنان إلى طهران، بأنها كما نجحت فى جعل العراق تابع لطهران وسوريا المزرعة الخلفية لأصحاب العمائم، فإن البحرين ستأتى فى المستقبل لتصبح هى الأخرى جزءا من الإمبراطورية الفارسية".
وأشار التقرير إلى أن البعد الثانى، الذى يتأكد فيه موقف واشنطن من المملكة وقيادتها ما يأتى من تصريحات عن لسان المسئولين الأمريكين فى مطالبة الحكومة البحرينية بإجراءات ما، من أجل الوصول إلى توافق داخلى على حد وصف الإدارة الأمريكية كما جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكى فى 17 أكتوبر الجارى بأن: "الولايات المتحدة الأميركية مستمرة فى حث الحكومة البحرينية على الوفاء بالتزاماتها"، متجاهلة أن نهج الطرف الآخر فى المعادلة البحرينية نهج لايستقيم مع لغة الحوار والتفاوض والمصالحة والاستقرار، بل يصلح للتعامل معه القوة العسكرية والأجهزة الأمنية، فمن غير الصحيح أن تظل الدولة البحرينية تدعو إلى الحوار وتضع كل الضمانات المطلوبة لنجاحه، فى حين تمارس هذه القوى التى تصف نفسها بالمعارضة جميع أشكال العنف والإرهاب والبلطجة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فما هو موقف الإدارة الأمريكية من تلك الممارسات؟ ".
وتسائل التقرير: "لماذا لم تصدر الإدارة إدانات مباشرة لها وتطالبها بأن تلتزم بما يفرضه الحوار من متطلبات لنجاحه؟, وأين الموقف الأمريكى من السياسات الإيرانية وتدخلها المباشر وغير المباشر فى شئون المنطقة بصفة عامة، والشأن البحرينى على وجه الخصوص، فما هو موقف الإدارة الأمريكية مما يذاع يوميا فى القنوات الفارسية وينشر فى الصحف عن الأطماع الإيرانية فى مملكة البحرين؟ ألا يمثل ذلك انتهاكا صريحا لسيادة الدولة واستقلالها، وتدخل فى شئون الداخلية يتنافى ومبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة؟".
واختتم التقرير قائلا: "خلاصة القول أن الصمت الأمريكى على السياسة الإيرانية، وغطرستها وتدخلها غير القانونى فى شئون دول المنطقة، وعلى رأسها الشأن البحرينى، يُفسر فى ضوء تطابق سياستهما وتوافق مصالحهما وسعيهما إلى التنسيق المشترك من أجل بسط السيطرة والنفوذ على شئون المنطقة ودولها".
"البحرين للدراسات والإعلام": أمريكا تمارس البلطجة الدولية أمام العالم كله
الأربعاء، 23 أكتوبر 2013 09:12 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة