أرسل (م) إلى افتح قلبك يقول:
فى البداية أنا خاطب للمرة الثانية، خطوبتى الأولى لم تستمر لأكثر من شهرين، لأننا كنا مختلفين عن بعض فى كل شىء تقريبا، وكانت دائما ما تشكو منى لأنها ترانى غير عاطفى وقليل الكلام، على الرغم من أنه من أحب هواياتى قراءة وكتابة الشعر والرومانسى خاصة، والتعمق فى الأدب والفن عموما.
خطيبتى الثانية مختلفة عن الأولى تماما، أشعر معها باتفاق وتوافق فى جوانب كثيرة جدا، ما المشكلة إذا؟... المشكلة التى لم أكن أتوقعها أن تعترف لى خطيبتى فى بداية تعارفنا بأنها كانت مرتبطة بزميل لها فى الكلية، وأنهما كانا متفقان على الارتباط بعد التخرج، ولكن أهلها رفضوه وأنهوا الأمر بلا رجعة، ولكنها وبكل أسف لا زالت تحبه.
جاء تقدمى لها بعد شهر واحد فقط من رفض أهلها لذلك الشخص، طبعا هى ليست فى حالتها الطبيعية حتى الآن، فهى لا زالت تعانى من قلق وإحباط واكتئاب واضحين، لكنى وبالرغم من كل هذا قبلت أن أكمل خطبتنا وارتباطنا، أولا لأنى أقدر صراحتها، وثانيا لأنى أفهم جيدا الفرق بينها وبين خطيبتى الأولى، وأعرف أنه ليس من السهل إيجاد شخص تشعر معه بالألفة، وثالثا لأنها وافقت على الخطوبة، مما أوضح لى أنها ليس لديها مانع تجاه شخصى، ولكنها من المؤكد تعانى من آثار التجربة السابقة، لهذا لم أركز كثيرا على هذا الأمر ومضيت فى طريقى وتمت الخطوبة.
اتفق الأهل على أن تكون مدة الخطوبة 4 أشهر، وبعدها الزواج بإذن الله، مر منها شهر حتى الآن، ولكنى وبكل أسف لم أشعر بأى سعادة فى تلك الفترة الماضية، فهى دائما حزينة وقلقة، وندمانة على كل ما حدث، وخائفة من المستقبل، وبالتالى فهى غير قادرة على التجاوب معى نهائيا كأى خطيبين، وهذا بالطبع يؤثر على تواصلنا معا سواء أثناء زياراتى لها أو حتى فى التليفون، فلا يوجد شىء نقوله غير الأمور العادية جدا، أو كلامها عن إحساسها اللامنتهى بعدم الأمان وعدم التفاؤل بأى شىء.
صارحتنى أنها تشعر أنها تظلمنى، وأنها لا تدرى كيف تسعدنى لأنه ليس لى ذنب فيما حدث، وخيرتنى فى أن أتركها، ليس من أجلها فهى متأكدة أنه لا أمل فى العودة إلى زميلها القديم، ولكن من أجلى أنا فهى ترى أنى شخص طيب ومحترم وأستحق من هى قادرة على التجاوب معى، قالت لى إنها ستكون راضية بقرارى والذى يجب أن يكون من جهتى لأنها لن تستطيع مواجهة أهلها بطلب إنهاء الخطوبة، ولأنهم سيكررون التجربة ويقومون بخطبتها لأى شخص آخر سيأتى بعدى بدون انتظار موافقتها كما فعلوا معها هذه المرة أيضا.
لن أقول لك إننى أحبها، ولكنى ميال لشخصيتها، وأشعر بتوافق كبير بيننا كما قلت فى البداية، كما إننى أتعاطف معها ولا أستطيع أن انكر ذلك، وفوق كل هذا لا أريد أن أفشل فى خطبتى للمرة الثانية، فسوف يؤثر ذلك على سمعتى بكل تأكيد، وربما يخيف الفتيات منى فيما بعد لو قررت أن أخطب من جديد... كل هذا يجعلنى أجد نفسى عاجزا عن اتخاذ القرار بكل أسف، فبالرغم من ارتياحى لها إلا أن كلانا غير سعيد، وأخاف أن يمتد آثر هذا الشخص إلى ما لانهاية حتى بعد زواجنا، وحينها لن أستطيع أن ألومها على أى تقصير من جهتها لأنى كنت اعرف كل شىء من البداية.
والآن السؤال لك يا دكتورة، بماذا تنصحينا؟، هل نكمل أم نفترق؟... وماذا لو أكملنا وتزوجنا هل يمكن لها أن تنسى هذا الشخص؟ وتتخلص من آثار هذه التجربة؟، أم ترين أنه يفضل أن أنسحب أنا فى هدوء؟؟؟...
و إليك (م) أقول:
أولا دعنى أخبرك بأنى سعيدة بك، فها نحن أخيرا بدأنا نفكر فى الفتيات صاحبات التجربة السابقة على أنهن طبيعيات وغير معيبات، وأنهن من حقهن عيش الحياة من جديد، وخوض تجربة جديدة، سواء كن سبق لهن الزواج أو الخطوبة أو حتى الارتباط العاطفى، فكما يفشل الرجل فى تجاربه أحيانا دون أن نحمله كل الذنب، فعلينا أن نفعل المثل مع البنات أيضا، فالأقدار والظروف لا تفرق بين رجل وامرأة فى هذا الشأن.
و جميل منك أيضا انك قدرت لها صراحتها وشجاعتها فى إخبارها لك بالحقيقة، فى حين أنه كان يمكن لها أن تخفيها وتجبرك على تقبل ظروفها كما هى، ودون حتى أن تفهمها، ورائع منك أنك لمست الجمال الذى فى شخصيتها، وأدركت التقارب والتوافق الذى بينكما دون أن تسمح للظروف بأن تشوش على كل ذلك، ودون أن تسمح للحمية (العمياء) أن تمنعك من أن ترى وتشعر بكل هذا... حقا أنت شخص مميز، وتستحق الاحترام والتقدير.
أما عن سؤالك هل ستنسى خطيبتك تجربتها الأولى أم لا، فالإجابة وبكل صراحة لا، فلا أحد ينسى سنوات اقتطعت من عمره، وبهذه السرعة، لكن ليس معنى هذا أنها ستظل بنفس الحال التى هى عليه الآن، فلا شك أن الوقت والحياة لهما دورهما فى تقليل أثر هذه التجربة عليها، هذا حتما سيحدث كما حدث مع ملايين البشر، وإلا ما كان باستطاعة أحد التخلص من الماضى والمضى قدما فى حياته من جديد، لكن المشكلة أن خطيبتك لم يمر على صدمتها تلك سوى شهرين فقط، لهذا فهى فى (عز) الألم والأسى والمشاعر السلبية، الناس تختلف فى الوقت اللازم لمداواة جروحها، لكننا جميعا نحتاج إلى الوقت، وهذا ما لم يتوفر لخطيبتك، فشهر أو شهرين ليسا بوقت كاف كى تتمالك نفسها وتعود لاتزانها أبدا، وبالتأكيد هذا واضح عليها، مما سبب لكما صعوبة التواصل وفقد التجاوب بينكما.
أما عن سؤالك ماذا عليكما أن تفعلا؟... تنفصلا أم تكملا؟، فهذا الأمر أولا وأخيرا فى يدها هى، بمعنى أنه وبما أنها تقول أن تجربتها الأولى انتهت بلا أمل للعودة، إذا فهى سترتبط بشخص آخر غير من كانت تتمناه، سواء كان هذا الشخص هو أنت أو غيرك، إذا فهى التى يجب عليها أن تحسم أمرها وتقرر أنها تريد أن تبدأ من جديد، وأنها على استعداد لفتح قلبها- ولو جزئيا- لشخص آخر، فهى حتما ستفعل لأنها لن تعيش بقية عمرها تندم وتتألم، لكن متى ستفعل؟ ومع من؟... هذا هو قرارها وحدها، وهى الوحيدة التى تستطيع إجابتك عن هذه الأسئلة.
ألمس تعلقك بها، ورغبتك فى إتمام ارتباطكما، وبما أنها شخصية جيدة ومتوافقة معك أرى أن تمنحها بعض الوقت كفرصة أكبر للاعتياد عليك، حتى تحدث ألفة وعشرة، فتستطيع أن تحتل من قلبها وعقلها مكان، فشهر ليس بالزمن الكافى لأن تؤثر فيها بعد تجربتها السابقة الطازجة جدا، أخبرها أنك ستمنح ارتباطكما فرصة أخرى، واتفقا على موعد محدد تختاراه معا، اخبرها انك تريد أن تكمل معها إذا هى أرادت ذلك، وقررت أن تبدأ فى مداواة نفسها والسماح لك بدخول حياتها، وليس لأن أهلها أرغموها على قبول خطبتك، أو لأنها ستكون لك أو لغيرك و(أهى جوازة والسلام)...لا... افهمها أنه كى تستمرا معا لا بد وأن يكون هناك أخذ وعطاء، فليس من المقبول أن ترضى بكونها الطرف السلبى فى العلاقة دائما لمجرد أنها مرت بظروف صعبة...قل لها أنك ستمنحها المزيد من الوقت لتعرفك وتقترب منك، وإذا رأت انك أنت الشخص الذى ستريد أن تكمل معه فلتفعلا، ولكن على أساس أنها سيكون لها دور فى العلاقة، وعلى أساس أنها ستبذل جهدا فى تحسين حالها ونفسيتها وتجاوبها معك، أما إذا مرت المدة التى ستتفقون عليها دون تطور أو تحسن فلا مفر من الفراق، فهذا يعنى أنها لا تريد أو لا تستطيع انتزاع نفسها مما هى فيه هذا سريعا أو قريبا، ولا ذنب أو حيلة لك أنت فى ذلك.
أما إذا قبلت وبدأت فى التغيير من نفسها، حينها سيكون عليك أنت دور كبير، أظهر لها منك ما يعلقها بك، كن عطوفا ومحتويا قدر استطاعتك، وشجعها وتقبل منها أى تجاوب من جانبها، فكما قلت أنت سابقا ليس من السهل إيجاد أشخاص نتوافق معهم ونشعر معهم بالراحة، وبما أنها هى كذلك بالنسبة لك فأقبل أن تقوم أنت ببعض الجهد لتساعدها على الخروج من تجربتها تلك بأسرع وقت ممكن.
شىء أخير...أحب أن أطمئنك وأبشرك أنه إذا كان التوافق بينكما حقيقى وقوى فعلا، وأنه إذا أرادت هى أن تبدأ من جديد معك بصدق وبإخلاص، فإن حياتكما ستكون ناجحة بإذن الله إلى أبعد الحدود، فالعلاقات تنجح أولا وأخيرا إذا أراد الطرفان إنجاحها، والبذل من أجلها...صدقنى هكذا تقول الخبرات والتجارب والأيام.
للتواصل مع د.هبه وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبة يس).... يا ترى ها تنساه؟؟؟
الأربعاء، 23 أكتوبر 2013 01:01 م
د. هبة يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد سعيد
اسمع كلام الدكتورة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
وأنا كمان شايفه كده
اديها شوية وقت
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسن عبدالكريم
اسمع كلامي
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد يونس
متسمعشى كلام الدكتوره
عدد الردود 0
بواسطة:
aayad
اسمع كلام الدكتوره
عدد الردود 0
بواسطة:
gogo
الى رقم 3
دي نتيجة تجربه ولا مجرد سوء ظن؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
تحية للتعليقين 3 و4
عدد الردود 0
بواسطة:
سوزان
ليا رأى برضه ...............
عدد الردود 0
بواسطة:
الاء
حضرتك انسان محترم جدااا
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
يا راجل حرام عليك