دقت الساعة السابعة مساء يوم الثلاثاء أول أيام العيد، كما يقولون حينها رن الهاتف فطار قلبى المتلهف بالشوق والعتاب معًا، والابتسامة التى لم تظهر منذ الصباح ترتسم رويدًا على وجنتى، ولكنها لم تدم طويلا حين رأيت أنها صديقتى تستعجلنى بالنزول أغلقت الهاتف ثم مسحت تلك الدمعة التى ترقرقت شوقًا ثم مضيت لملاقاة صديقاتى.
كان الجميع سعداء يضحكون يثرثرون يطلبون منى الكلام، ولكنى كنت تائهة حائرة يمتلأ قلبى بالآلام، فمن أين يأتى السلام وقد حتم الخصام! فتركت أصدقائى كى لا أعكر صفو يومهم، فاليوم هو العيد والكل يغدو سعيد، ولكنهم لا يدرون أن عيدى الوحيد حين أرى هذا الوجه الذى يعذب قلبى وهو له شهيد.
حينها ذهبت حيث المكان الذى يتجمع به همومى نعم ذهبت إلى البحر وإلى تلك الأمواج التى طالما بكيت أمامها وشكيت فحين اقتربت منها رأيتها تلوح لى، وتقل هل مازلت تبكين! فأجابتها دموعى بلى فسحقًا لهذا الحنين، فقالت لى إننى لا أسمع إلا صوت هذا الأنين فتعجبت وقلت: أى أنين! أجابت: أنين قلبك المجروح الحزين
فصمت، فقالت لى أمازلت تحبين قلبًا لا يرى إلا نفسه ويحطم قلبك دائمًا بقسوته على مر السنين!
فدام صمتى ولكن ماذا أفعل! فإنه لقلبى السكين، ولكنه ليس له بأمين، فنظرت إلى مستنكرة وقالت: لم لا تنظرين فى المرأة ولم لا تنسين! حينها أخبرتها أن تدعو ربها فى تسبيحها ومضيت مع الماضين.
وفى طريقى إلى العودة كدت أن أمنع نفسى من الإرسال إليه وتهنئته بحلول العيد، ولكنى لم أستطع فأرسلت إليه، ولكنه كالمعتاد أهمل تلك الرسالة مثلما أهملنى فى الماضى ولم ينظر إلا لنفسه وأهمل كل الكلام، ولكن فى هذه اللحظة لطمتنى كرامتى وأفاقتنى من تلك الأوهام البالية، فلقد استطعت أن بعد تلك الغشاوة عن عيناى، واستطاع هذا القلب أن يحول كل ما بداخله من حب إلى كره، فهو لا يستحق هذا العناء استطاع أن يتمرد وأن يطلب السلام حينها ودعت تلك الآلام، وقلت لها السلام عليكى فإنها مسك الختام.
صورةأرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
tronic
جميل
مقال جميل جدا و كلماته منتقاه بعنايه
عدد الردود 0
بواسطة:
المايسترو
جميل جدا
مقال رائع من زممان غايية من هنا