وشهدت الاحتفالات حضورا جماهيريا كبيرا من قبل أهالى أسوان بجانب ما يقترب من 300 سائح، وتقدم فرقتا أسوان للفنون الشعبية وأطفال أبو سمبل للفنون الشعبية، فقراتهما الفنية بساحة المعبد، وسط فرحة الأهالى والسائحين، احتفالاً بالظاهرة التى تتكرر مرتين خلال العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر فى بدء موسم الزراعة لدى الفراعنة، والأخرى يوم 22 فبراير فى بدء موسم الحصاد.
يذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بدأت فى تمام الساعة الخامسة وثلاثة وخمسين دقيقة مع شروق شمس الثلاثاء، وهى المعجزة الفلكية الفريدة التى تستمر لمدة عشرين دقيقة فقط.
ومن جانبه أكد هشام زعزوع وزير السياحة، فى تصريحات صحفية على أن هناك وسائل كثيرة يستخدمونها من أجل عودة الحركة السياحية وتنشيطها مرة أخرى، وأثمر ذلك عن رفع 17 دولة الحظر عن زيارة المقاصد السياحية بمصر، مشيراً إلى أنه فى نفس الوقت هناك مساعٍ لرفع الحظر بدولة إيطاليا، مشيرا إلى أن شهر نوفمبر المقبل سيشهد حجز العديد من الشركات للأقصر وأسوان، وهو ما يمثل انطلاقة جديدة نحو الترويج السياحى الجيد وعودة السياحة لمصر فى القريب العاجل.
وقال عدد من السائحين الروس قادمين من العاصمة الروسية "موسكو" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنهم حضروا إلى مصر 28 مرة ولا يوجد اختلاف فى أمن هذا البلد قبل أو بعد الأحداث التى شهدتها مصر فى الفترة الأخيرة، قائلين "مصر بلدنا الثانى".
كما وجه المشاركون فى احتفالية تعامد الشمس، رسالة إلى العالم بأن مصر آمنة، وفى مقدمتها المقاصد السياحية والأثرية.
جدير بالذكر أن الحفل شارك فيه نحو 2000 سائح ومصريين يتقدمهم هشام زعزوع وزير السياحة، ومحافظ أسوان مصطفى يسرى، وبعض سفراء وقناصل الدول العربية والأفريقية، بجانب فولكهارد فوندفورد رئيس جمعية المراسلين الأجانب، وبعض الفنانين والشخصيات البارزة، منهم أحمد بدير ومى كساب وجميلة إسماعيل وأحمد حرارة وأحمد حجاجوفيتش الرحالة المصرى، بالإضافة إلى 45 صحفيا ومراسلا ألمانيا، والعديد من القنوات الفضائية والخاصة والأجنبية.
أكد مصطفى يسرى محافظ أسوان على هامش الاحتفالات على أن نجاح تنظيم الاحتفال بهذا الحدث الفريد يرجع إلى التعاون بين محافظة أسوان ووزارات السياحة والإعلام والثقافة والطيران والآثار، بالإضافة إلى الجهود التى بذلت من قبل شباب المدينة والقوى الثورية لإخراج فعاليات الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس والتى امتدت على مدار ثلاثة أيام بصورة حضارية تتناسب مع المكانة المتميزة لأسوان على خريطة السياحة الدولية، لافتاً إلى أن ذلك يعكس المخزون الحضارى للشعب المصرى وقدرته على تخطى الصعاب وتجاوز المحن والاستمرار فى طريقه نحو الاستقرار وإقامة دولة مدنية حديثة.
ووجه المحافظ الدعوة إلى السائحين فى مختلف دول العالم لزيارة أسوان وأبو سمبل لمشاهدة الأثار المصرية الزاخرة بالتراث الإنسانى والحضارى للتعرف عن قرب على هذه المعجزات الفلكية والعلمية ومنها ظاهرة تعامد الشمس وذلك وسط مناخ الاستقرار الأمنى والسياسى.
ومن ناحية أخرى نشبت مشادات كلامية بين شباب مدينة أبو سمبل وأعضاء حملة "تمرد" أثناء الاحتفالية حيث بدأت المشادات بسبب رفع أعضاء تمرد لافتات مكتوبا عليها "تمرد تنظم حفل تعامد الشمس" مما أثار غضب شباب أبو سمبل والرافضين لاستغلال ظاهرة التعامد سياسياً وطالبوا أعضاء "تمرد" بعدم رفع أى لافتات أو ترديد أى شعارات، وبالرغم من ذلك إلا أنه تمت السيطرة على الموقف.
وكان من المتوقع حضور أعداد كبيرة من السائحين تتراوح ما بين 500 إلى 1000 سائح، حسب التصريحات التى أدلى بها الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أبو سمبل، إلا أن الحضور اقتصر على ما يقرب من 200 سائح من جنسيات مختلفة، وألفى مواطن مصرى، بالإضافة إلى وزير السياحة هشام زعزوع، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والفنانين والمشاهير إلا أن وقوع الحادث الإرهابى لكنيسة السيدة العذراء بالوراق بمحافظة الجيزة اثر بشكل واضح على هذه الاحتفالية.
ومن ناحيته، أكد الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أبو سمبل لـ"اليوم السابع"، أن تلك الظاهرة تعد من المعجزات الفلكية التى يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى بلغه القدماء المصريون، خاصة فى علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير، وأن الدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها، والتى كانت شاهدة على الحضارة العريقة التى خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة الخالدة من العالم.
ولفت صالح إلى أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لفكر واعتقاد بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى و"رع" إله الشمس عند القدماء المصريين، موضحا أن تغيير توقيتات التعامد من 21 إلى 22 فى أكتوبر وفبراير يرجع إلى تغيير مكان المعبد بعد مشروع إنقاذ آثار النوبة فى 1963، حيث انتقل المعبد من مكانه حوالى 180 مترًا بعيدًا عن النيل وبارتفاع قدره 63 مترًا.






