عبد العزيز الريس..أنماط شعرية مختلفة فى "وفى المساء يصمت الغروب"

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013 03:11 م
عبد العزيز الريس..أنماط شعرية مختلفة فى "وفى المساء يصمت الغروب" أرشيفية
بيروت (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مجموعة حملت عنوانا يفيض بالرومانسية يقوم الشاعر السعودى عبد العزيز الريس بالتنقل بين أنماط وأساليب شعرية مختلفة وفى أجواء رومانسية مسيطرة.

نجد الريس فى مجموعته هذه التى حملت عنوان "وفى المساء يصمت الغروب" متنقلا دون استقرار نهائى تقريبا على نمط واحد من أنماط الكتابة الشعرية.

أنه يتنقل بين القصيدة التقليدية العمودية ذات الوزن الواحد والقافية الواحدة وهى تشكل غالبية شعره وبين متفرع منها هو تلك التقطيعات التى تركز على عدد من الأبيات هى أربعة أو ثلاثة، ويتبع فيها وزنا واحدا وقافية واحدة، لينتقل بعدها إلى أبيات أخرى بقافية مختلفة على غرار الموشحات الأندلسية لكن دون "قفلة" نهائية.

إلا أنه فى مجالات أخرى ينتقل بين أنماط شعرية أكثر حداثة، منها قصيدة التفعيلة أى تعدد الأوزان والقوافى ومنها ما يبدو مزيجا من هذه ومن قصيدة النثر التى تتحرر من الوزن والقافية.

ولا بد من الإشارة إلى انطباع واضح قد يتكون لدى قارئ شعر عبد العزيز الريس وهو أن القصائد الحديثة اى تلك المتعددة الأوزان والقوافى تبدو غالبا متسمة بشعرية موحية أكثر من القصائد التقليدية. ولا بد من الإشارة إلى أن القصائد الحديثة نظمت فى فترة متأخرة زمنيا عن معظم القصائد التقليدية التى تعود إلى فترات سابقة لتلك الحديثة.

وردت المجموعة فى 85 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فى بيروت وعمان.

تستهل المجموعة بإهداء مختصر حافل بالحزن الرومانسى اذ يقول الشاعر "الى حب قديم الكآبة غض الدموع" وقصائد المجموعة لا تحمل عناوين.

فى القصيدة الأولى يقول عبد العزيز الريس "تعول فى مشهده الأقلام تصفعه الأيام ويغرف العذاب من شقائه يعزف من ضوضائه لحنا بلا صوت وأشواقا بلا هيام يسمعه سرابه اللئيم يستمطر السحب به ويستميل حبه القديم."

وينتقل إلى القسم التالى من القصيدة متابعا القول "يرقص فى الدجى السكون وتختفى فى خفة النجوم أشواق هذا الليل هذا انفجار الصمت هذى نزوة اللا شيء تسكن فيها دولة البؤس وأرواح المسافر ويصمت القلب على رقصتها وتخرس المنابر.

"تعول فى مشهده الأقلام تلعنه الأيام ويغرف العذاب من شقائه يسكن فى ضوضائه وتحت عزف موته ينام."

وفى قصيدة أخرى يتخلى عن تعدد القوافى ويكتب شعرا موحيا متعدد الوزن موسيقاه داخلية اكثر منها واضحة مدوية. يقول "ويكوى اللظى نبتة القلب حر الدموع يذيب العيون وفى الساعدين يباس الخريفووهن الشتاء.

"ويبكى الغبار ابتسام الصباح وترتعد الشمس يسبق ميعاده المغرب."

وفى قصيدة أخرى يبدأ بأبيات ذات وزن متعدد ودون قافية لكن الأبيات الختامية تعود إلى الوزن والقافية متعددين.

يقول الشاعر فى صور موحية "يستحيل الليل اشواق غروب وفم الشاطئ آيات بكاء ومنى ولهيب الموت يخطو يرسم الأيام يجتاز تضاريس الوجوه المتعبة وأنا -العشق- سبيل تائه أكل العمر وأحلام الربيعالبس الأحرف همزات الرجوع البس الأسطر أحبار السفر والصدى التائه فى الأمس يضيع والندى الباكى دعاء لا يعود."

وفى مجال آخر يبدأ القصيدة على نمط قصيدة النثر لكنه لا يلبث أن يجعلها "مطعمة" بقواف وأوزان. يقول "لنكمل الأقداح كلها قبل الشروقفسيكون حبنا حلما مع المساء وسيصير عشقنا رسما على الهواء وسننسى كل ما كان من الكلام وزخرفات العشق والهيام وسيمضى الدرب عناوتجافينا المراكب وسيمضى الكل فى سكّته والشوق ذاهب."

وفى قصيدة أخرى يكتب شعرا عموديا ذا أبيات ثلاثة ثم ينتقل بعدها إلى ثلاثية أخرى بقافية مختلفة. يقول "يا ليل لو كنت تدرى بمحنة العشاق وقصة العمر أضحت حكاية الأوراق وطعنة من حبيب تسيل فى الأعماق."

وينتقل إلى قافية مختلفة فيقول "يا ليل ليتك تعلم فى النفس ما لست افهم بينى وبين فؤادى حواجز ليس تهدم أن فات فى العمر حب قد فات ما هو أعظم."

وفى أحيان تجد أن هناك خللا معينا فى الوزن بين بيت وآخر حيث يقول "يا شعاع الأمل المشرق ما الذى ضاع وماذا بقى كالذى فى ضحكتيه اختزلت انفجارات الهوى المحرق أرضه عطشى ليس لديم بل لذكرى قطرة فى الأفق."





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة