قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن حادث إطلاق النار على كنيسة فى "الوراق" عمق حالة الذعر بين الأقباط، الذين كانوا هدفا طيلة قرون للتمييز من قبل الأغلبية المسلمة.
وأضافت الوكالة الأمريكية أن الحادث يثير المخاوف حيال تحول تمرد الإسلاميين المتطرفين فى سيناء، وغيرها من الأماكن الريفية، حيث تتزايد الهجمات على الأقباط، إلى داخل العاصمة التى تضم 18 مليون نسمة، يعانى الكثيرون منهم من الفقر، وحيث يرتفع مستوى الجريمة فى بعض المناطق.
وتتابع أن الحادث، الذى أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلتان، وإصابة 18 آخرين، يعيد إلى الذاكرة فترة تمرد الميليشيات الإسلامية فى الثمانينيات والتسعينيات، عندما شن المتطرفين حملة ضد قوات الشرطة والمسيحيين والسياح الأجانب، فى محاولة للتخلص من حكومة الرئيس الأسبق حسنى مبارك. ويخشى الكثيرون حاليا إحياء هذه الموجة من العنف.
وتقول إن عنف الجماعات الإسلامية الراديكالية قد تصاعد منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى فى يوليو الماضى، فى أعقاب خروج الملايين المطالبين برحيله عن السلطة. وقد استهدفت الهجمات بشكل رئيسى الأقباط وقوات الأمن، الذين يلقى الإسلاميون عليهم باللوم بسبب دعمهم القوى لعزل مرسى.
وتشير إلى أن آلاف من المسيحيين الذين حضروا لتشييع جثمان الضحايا كانت تبدو عليهم علامات الحزن الشديد المختلط بالغضب مع عدم التصديق. فعندما وصلت التوابيت، هرع المشيعون نحوها، وسقط بعض الرجال لتوديع الضحايا فى بكاء صاخب، وهو ما اضطر الكهنة لإبعادهم ومطالبة الحضور بالصمت، احتراما لقدسية الصلاة والموتى.
وتصف الوكالة أن المشهد داخل الكنيسة، صباح الاثنين، كان مأساويا، فمن جاءوا للاحتفال بزواج شابين قتل بعضهم، وجاء الآخرون للبكاء، وتنقل قول فهمى عازر (75 سنة) "إنها إرادة الله. لقد اعتادوا على مهاجمتنا". وتحدث الجد فى ألم شديد عن حفيداته اللائى قتلن فى الحادث: "لقد كانتا ملائكة أطهار. اعتادا مساعدتى يوميا ومشاركتى فى كل شىء".
وكانت الطفلتان الضحيتان 8 و12 عاما يرتدون الفستان الأبيض، ويقفن أمام الكنيسة فى انتظار الدخول لحضور صلاة الإكليل عندما قام المسلحون بإطلاق النيران بشكل عشوائى على الحضور الواقفين أمام بوابة الكنيسة.
وتشير الوكالة إلى أن بعض شهود العيان تحدثوا عما وصفوه بالإهمال الجنائى, ونقلت عن أمير شفيق، الذى ساعد فى نقل الجرحى إلى السيارات، قوله إن الإسعاف لم يصل سوى بعد الحادث بساعة. وكان التعامل مع الجرحى فى المستشفى بطىء، والبعض احتاج لنقله إلى مستشفيات أخرى. وأضاف: "لقد حملت مريم إلى سيارة الإسعاف، وكان لا يزال قلبها ينبض، وكانت يمكن أن تعيش لولا هذا الإهمال".
وناشد موريس حلمى، قريب أحد الضحايا، وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى، لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال: "أريد أن أقول للفريق السيسى إننى أحبه، لكنه يجب أن يتوقف عن نسيان الأقباط. أعرف أنك تعلم من فعل هذا. وقد وصلنا لآخر ما لدينا، لكن اتقوا شر الحليم إذا غضب".