أمس الأول تلقيت اتصالا هاتفيا من السفير أمجد عبد الغفار، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أبدى فيه توافقا مع ما كتبته عن المشاكل التى تعانى منها الهيئة، معترفا بوجود مشاكل يسعى بقوة لحلها منذ أن تولى منصبه قبل شهر وأسبوع تقريبا.
عبد الغفار أكد أن تعامله فى الهيئة خلال هذه الفترة يتسم بمنتهى الهدوء، خاصة أن هناك ألغاما ستقف فى طريقه، وأرى من وجهة نظرى أن القيادة السياسية عليها دور فى أن تدعمه فى هذه المهمة التى ربما ستواجه رفضا من جانب بعض العاملين فى الهيئة، خاصة حينما يفتح ملف الدور فى الترشيح لرئاسة المكاتب الإعلامية بالخارج الذى يعد أكبر مشاكل الهيئة.
رئيس الهيئة تحدث معى عما أثرته بشأن تلاعب صحفية إسرائيلية بمسئولى الدولة والادعاء بأنها صحفية أمريكية، وقال إنه فور قراءة المقال طلب إجراء تحقيق فورى فى الواقعة لاستيضاح الحقيقة، كما شرح لى رؤيته بشأن كل ما كتبته عن مشاكل تؤرق عمل الهيئة وتجعلها بعيدة عن هدفها الحقيقى.. تحدث عن سياسة الدور فى اختيار رؤساء المكاتب بالخارج، وكيف أنه يحاول القضاء على هذه السياسة.. وكيف يقيم رؤساء المكاتب الحاليين، كما تناقش معى عن الصعوبات التى قد تواجهه من تنفيذ مقترح قدمته له بالاستعانة بشخصيات إعلامية من خارج الهيئة لرئاسة المكاتب الخارجية، مثلما حدث فى الماضى، خاصة بعدما أثبتت التجربة نجاحها.
السفير أمجد عبد الغفار شرح أيضا خطط التطوير التى يتبناها، وسأتولى من جانبى نشر المتيسر منها، وهى:
أنشأ نادى للمراسلين الأجانب بمبنى تابع للهيئة فى شارع طلعت حرب، ليكون محفلا للتواصل اليومى معهم، وقال "بدأت بالفعل فى تنظيم سلسلة مؤتمرات تعريفية للمراسلين عن الدستور والعدالة الانتقالية، بحضور عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين ومحمد سلماوى المتحدث باسم اللجنة، ووزير العدالة الانتقالية المستشار محمد أمين المهدى، والدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى.
البدء فى إعداد رسالة يومية للمراسلين الأجانب تشمل كل الأحداث والأخبار والبيانات الصادرة عن كل جهة بالدولة، وأرسل هذه المادة للمكاتب الإعلامية بالخارج، لكى تكون على اطلاع بكل ما يحدث فى الدولة ويكون بمقدورهم الرد على ما يثار من استفسارات فى الإعلام الأجنبى.
عبد الغفار، اعترف بوجود قصور شديد فى جانب الإعلام الخارجى خاصة فى جزئية التواصل مع المراسلين الأجانب المعتمدين بالقاهرة الذين وقعوا فى "حجر الإخوان المسلمين" على حد وصفه، لذلك فإنه كشف أيضا عن اتجاهه لإنشاء إدارة أزمة بالاستعانة بشباب لديهم لغات، خاصة أن الهيكل العمرى للعاملين بالهيئة 70% منهم تخطى الـ45 عاما.
رئيس الهيئة تناول فى حديثه أمرا لم أكتبه فى المقالين وهو إغلاق عدد من المكاتب الإعلامية بالخارج، لكننى طلبت توضيحا منه خاصة بعدما شكى لى أحد العاملين بالهيئة من هذا الإغلاق، فقال لى "حينما توليت المسئولية فى الهيئة وجدت أن الرئيس السابق للهيئة أصدر قرارات غلق لعدة مكاتب بالخارج ومنها لوس أنجلوس وطوكيو وجنيف والمنامة ومسقط، وهناك قرارات بفتح مكاتب جديدة فى أوغندا والسنغال وجنوب السودان وكينيا، لكنى وجدت أنه من الأهمية استمرار عمل مكتب طوكيو لكن بعد تخفيض النفقات، وفيما يتعلق بمكتب لوس أنجلوس فقررت إعادة النظر فى قرار غلقه بعدما تلقيت عدة مناشدات من الجالية المصرية فى الغرب الأمريكى تطالب بعدم غلق المكتب خاصة أن هذه المنطقة فى الولايات المتحدة تشهد مؤتمرات ثقافية معارض للآثار المصرية فضلا عن فعاليات أخرى مهمة.
عبد الغفار أنهى مكالمته المطولة بقوله "وصلت لمرحلة تيقنت فيها أن الإصلاح يحتاج لحلول جذرية وسريعة".. ومن جانبى شعرت بصدق حديثه وأتمنى أن تساعده الدولة فى حربها لتطوير الهيئة.