أشرف الزهوى يكتب: البلطجى. . مجرم أم مريض؟

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013 10:17 ص
أشرف الزهوى يكتب: البلطجى. . مجرم أم مريض؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانت كل الثورات العربية من البلطجية بمسمياتهم المختلفة، مما دفع علماء الطب النفسى للتعمق فى دراسة الظاهرة، باعتبار أن البلطجة هى انحراف سلوكى نتيجة الاضطراب فى تكوين الشخصية، بما يؤكد على ضرورة الاهتمام بالنشء لمعالجة المرض وليس العرض.

إذن البلطجى هو شخص مريض يحتاج إلى العلاج النفسى والاجتماعى، وغالبًا تحريره من الإدمان أيضًا. وبتزايد أعداد الأطفال الذين يهيمون على وجوههم فى الشوارع نتيجة فقد العائل أو التفكك الأسرى تزيد أعداد البلطجية. وقد زاد مناخ الحرية الذى نعيشه الآن من تفاقم أعداد البلطجية، حيث يتسع المجال ليشمل كل الأفعال التى من شأنها التعدى على حرية الآخرين مثل هؤلاء الذين افترشوا الشوارع فى أماكن مرور السيارات بكافة أنواع السلع المغشوشة وسائقى الميكروباصات الذين يقفون بسياراتهم فى أى مكان وفى أى لحظة وغيرهم من الأمثلة الكثيرة التى نقابلها كل يوم. ومما شجع على تفاقم الظاهرة عدم توقيع العقاب الرادع والعدالة البطيئة، والتأخر فى مواجهة الحوادث الفردية. وقد لجأت الدول المتقدمة إلى إنشاء مؤسسات علاجية ومصحات نفسية تضم كل المنحرفين سلوكيًا، وتعيد تأهيلهم بعد انخراطهم فى أعمال جماعية تفرغ طاقة العنف لديهم وتعيد إليهم الثقة فى المجتمع، وتغير المفاهيم الخاطئة التى تسيطر عليهم.

ولا يمكن اعتبار ذلك أسلوب من أساليب تقييد الحرية أو الاعتقال بل هو دور مهم وإنسانى تمارسه الدولة لصالح مواطنيها. إن كل صور الخلل السلوكى فى المجتمع مثل البلطجة وتفشى الرشوة والتكاسل فى أداء العمل وضعف روح المشاركة الاجتماعية وغيرها ترجع إلى الإهمال فى التربية منذ الضغر، وكلنا نتذكر ونحن فى المرحلة الابتدائية نماذج من الأطفال الذين يخرجون عن النظام، ويعكرون صفو الجماعة ويثيرون الفوضى داخل الفصول، وكنا جميعًا بل وإدارة المدرسة نعانى من شطط هؤلاء.

ولا يزال المجتمع بأسره يعانى من الخلل السلوكى والأسلوب الفوضوى الذى يمارسه البلطجية فى معناها الواسع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة