عبد الرحمن أبو زهرة: لو تمكن الإخوان من طرد الشعب المصرى لفعلوا

الإثنين، 21 أكتوبر 2013 11:42 ص
عبد الرحمن أبو زهرة: لو تمكن الإخوان من طرد الشعب المصرى لفعلوا عبد الرحمن ابو زهره
حوار - محمد سعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى :

برغم تألقه دائما فى أعماله وعبقريته فى أداء أدواره فإنه نادرا ما تجد له تصريحا أو حوارا فى أى وسيلة إعلامية بناء على نصيحة من صديقه الفنان الراحل محمود مرسى الذى كان ينتمى لنفس مدرسته فى الأداء وفى الابتعاد عن الإعلام.. إنه الفنان الكبير والقدير عبدالرحمن أبوزهرة الذى قرر فجأة أن يخص «اليوم السابع» بحوار مطول يكشف فيه آراءه وموقفه من جماعة الإخوان، بالإضافة لأسباب ابتعاده عن الإعلام..

فى البداية وقبل الحديث عن الفن كيف ترى المشهد السياسى المصرى وما حدث فى مصر فى الفترة السابقة؟

- لا يخفى على أحد أن الهجمة الشرسة من قبل جماعة الإخوان المسلمين التى تولت حكم مصر خلال العام الفائت أثرت على كل مناحى الحياة وبما فيها الفن واهتمامهم فقط بكيفية التمكن من مفاصل الدولة أدى بدوره إلى توقف عجلة الإنتاج فجماعة الإخوان المسلمين لو استطاعت أن تطرد الشعب المصرى من بلاده، وتأتى بشعب آخر إخوانى فقط لفعلت فهى جماعة عادت الشعب والقضاء والإعلام والجيش والشرطة والمثقفين، فمن يتبقى لها؟ ووصل إنكار الواقع لديهم إلى حد إنكار 30 مليون مصرى خرجوا إلى الشوارع والميادين مطالبين برحيل الجماعة عن الحكم، ويصرون على أن المخرج خالد يوسف صنع ثورة الفوتوشوب، ولكنى أقول لهم إن الشعب المصرى خرج عن صمته، ولن يستطيع أحد أو جماعة إرهابه أو تخويفه، وأرى أن الفترة المقبلة ستحمل معها نسائم الحرية للمصريين، وسيكون فيها اهتمام بالفن والثقافة، فالفن لا يمكن أن ينهض إلا بوجود حرية رأى وتعبير تدعمه وتنميه كما يجب أن تعود البعثات والتبادل التقافى بين مصر والعالم الخارجى، وإن كان المشروع القومى الذى يجب أن يتبناه المصريون حاليا هو مشروع النهوض بالاقتصاد، والاستغناء عن المعونات والقروض والمنح من الدول الأخرى، لأنه بنمو الاقتصاد ستتغير اهتمامات المواطنين، وتتحول من الاهتمام بلقمة العيش فقط، إلى الاهتمام بالنهضة الثقافية والفنية، فمصر بلد ثرى بشعبه وثرواته.

لماذا أنت قليل الظهور من المشهد الإعلامى؟

- السبب شخصى جدا، فقد بدأت رحلتى الفنية من خمسينيات القرن الماضى، وبالتحديد عام 1955 فى الإذاعة المصرية، إلى يومنا هذا، وأجريت لقاءات كثيرة جدا، وتحدثت فى كل شىء، إلى درجة شعورى بأنى أكرر على شكل إسطوانة مسجلة، وقد نصحنى المرحوم محمود مرسى الذى كان يرفض إجراء أى حوار سواء مع الإذاعة أو التليفزيون أو الصحافة، وقد سألته عن سبب هذا الرفض، فنصحنى بضرورة أن يكون هناك مساحة بين الفنان والمشاهد، وقال لى ليس من الضرورى أن يعرف المشاهد عنك كل شىء، كما أنك خلال الحوارات الكثيرة والمتتالية قد تخطئ، وتتعرض لموقف لا تُحمَد عليه، فمن الأفضل أن تكون علاقتك بالجمهور، وليس الصحافة والإعلام، وقد أعجبتنى تلك الفكرة، ولكننى أعانى منذ أن أخذت بها من إلحاح ومطاردات بعض الإعلاميين والصحفيين، إلى أن وصلتهم الفكرة فى النهاية، وعلموا جميعا أننى لا أجرى حوارات مع الإعلام، سواء صحافة أو تليفزيون أو إذاعة ولكن بين الحين والآخر يأتى بعض الشباب يطلبون منى إجراء حوارات فأوافق.

لماذا ابتعدت لفترة عن المسرح وركزت فى التليفزيون؟

- دائما أقول أن المسرح ثقافة، والسينما إعلام، فالموضوعات التى يطرحها المسرح تكون غاية فى الخطورة، فقد كان المسرح السياسى فى فترة الستينيات يحظى بإقبال كبير جدا، لا يقارن بغيره من الأعمال الفنية.. أما السينما، فعلى الرغم من قيامى بالتمثيل فيها، وحصلت على عدد من الجوائز عن أدوارى السينمائية، إلا أنها لم تكن دوما فى بالى، ولم تشغل حيزا كبيرا من تفكيرى، خاصة أنها تبنى على العلاقات، وأنا محدود فى علاقاتى، إلا إذا رأى مخرج أن لديه دورا لا يقوم به إلا عبدالرحمن أبوزهرة، فيعرضه على، كدورى فى فيلم «أرض الخوف» مع الفنان الراحل أحمد زكى، على الرغم من قصره إلا أنه علق فى أذهان المشاهدين، وحصلت على جائزة عن ذلك الدور.

فأذكر أننى أديت مونولوجا فى هذا الفيلم، وأنا أعشق أداء المونولوجات، فقد علق فى أذهان الناس مدة طويلة، وبمناسبة الحديث عن المونولوجات أذكر أننى كنت أؤدى دورا مع أحد الفنانين فى مسلسل «عمر بن عبدالعزيز»، فقمت بأداء مونولوج، كان عبارة عن 15 صفحة، وقد صور من أول مرة، ومن دون توقف، ولم يفهم الجميع وقتها كيف أديت ذلك المشهد الطويل من دون توقف على الرغم من أن الأمر بسيط، فقد قمت بتسجيل الحوار كاملا على شريط تسجيل قبل التصوير بحوالى 10 أيام، وكنت أستمع إلى التسجيل طيلة الوقت حتى حفظته، أما معظم الزملاء فيحاولون حفظ النص يوم التصوير أو قبلها بيوم واحد على الأكثر.. فالاجتهاد والهواية هما سبب التميز.. فحتى الآن أتعامل مع النص الذى يعرض على بشكل مختلف، حيث أقوم بتلوين الاسكريبت قبل قراءته بألوان مختلفة، تميز الحوار عن الملحوظات، حتى أستطيع الحفظ، فأنا أحفظ بنظرى أكثر من أذنى، لذلك تجد كتبى أيام الدراسة مخططة. كما أقوم بتشجيع نفسى أثناء الدراسة، مثلا «أقول لنفسى إذا حفظت الحوار بشكل جيد سأكافئك بتفاحة».

ما سبب انتشار الدراما التركية المدبلجة خلال الفترة الحالية؟

- الاسترخاص وتدنى المستوى الإخراجى هو ما أدى إلى انتشار الدراما التركية، خاصة وأنها دراما ذات مستوى فنى متواضع، وإن كانت تتميز بجمال الصورة والمناظر الطبيعية الخلابة فمصر وبلدان كثيرة فيها مناظر خلابة.

هل تمثل الدراما التركية خطورة على اللغة العربية واللهجات المحلية؟

- هذا مؤكد، وخاصة مع اختفاء الإنتاج الدرامى الدينى والتاريخى الناطق باللغة العربية الفصحى.. كما أن دبلجة الأعمال التركية إلى اللهجة السورية أثر على اللهجات المحلية فى الدول التى تعرض فيها المسلسلات التركية، لذلك أتساءل لماذا لا نقوم نحن بعمل الدوبلاج مثلا لتلك المسلسلات، ولكن المنتجين يلجأون إلى الدبلجة السورية لانخفاض تكلفتها.

لماذا اختفت الدراما التاريخية من المسلسلات المصرية؟

- فى الحقيقة أنا حزين جدا على اختفاء الدراما التاريخية والدينية، فقد كان ذلك يعد إحدى السمات التى تتميز بها الدراما فى شهر رمضان المبارك، وهى تقديم مسلسل درامى تاريخى وآخر إسلامى والمخرج الكبير أحمد توفيق قدم لنا سلسلة من الأعمال التاريخية الدينية أستمتع حاليا بمشاهدتها ويراها الجمهور ولا يمل منها.

هل سبب اختفاء الدراما التاريخية ارتفاع تكلفتها الإنتاجية، وانخفاض أرباحها
التسويقية؟


- هذا صحيح، وذلك لعدم وجود نصوص جيدة يمكن تسويقها ككتابات عبدالسلام أمين - رحمة الله عليه - كما أن الدولة هى من كانت تقوم بإنتاج الأعمال الدرامية التاريخية، كما أن العناصر الثلاثة اللازمة لإنجاح الدراما التاريخية والإسلامية، وهى المؤلف والممثلون القادرون على تحدث اللغة العربية الفصحى بشكل سليم والإخراج الرائع، أصبحوا نادرى الوجود، خاصة الممثلين القادرين على تحدث اللغة العربية الفصحى بشكل سليم.. فاللغة العربية ليست فقط كلمات، وإنما إحساس وإيقاع.. فمع الأسف أن معظم الممثلين حاليا لا أفهمهم باللهجة العامية، فما بالك باللغة العربية؟ وهذا تلاحظه فى المشاهد التى تحتوى على لحظات همس بين الممثلين، وأتحدى أى أحد أن يفهم ما يقال وقتها، وكذلك أن آلة النطق لديهم لا تعمل بشكل سليم، أو كما نقول فى مصر «بعافية شوية».. لذلك فأنا أداوم على قراءة وترتيل القرآن الكريم، الذى هو خير معين على تحسين مستوى نطق اللغة العربية، لذلك فأنا أتقن اللغة العربية، حتى أن حماتى - رحمها الله - كانت تهوى سماعى وأنا أرتل القرآن الكريم.

هل شاركت من قبل فى أعمال كوميدية؟

- أذكر أننى فى الستينيات شاركت فى مسرحية «زهرة الصبار»، وهو نص لعمل فرنسى شاهده ثروت عكاشة وزير الثقافة وقتها فى مصر، فطلب من كمال يس المخرج المسرحى ترجمة العمل وعرضه فى مصر وعرض النص على ممثلين كثيرين منهم فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى - رحمة الله عليهما - وهما رواد كوميديا الموقف والإفّيه أو اللفظية، والجميع رفض، لأن «زهرة الصبار» مسرحية لا تعتمد على كوميديا الموقف الذى كان منتشرا، فاختارنى كمال يس للقيام ببطولة المسرحية، ونجحت نجاحا باهرا، وكانت من بطولتى أنا والممثلة الراحلة سناء جميل، وكنا نقوم بأداء الشخصيات كما هى من دون تكلف لإضحاك الجمهور.. وهذا أكد لى صدق نظريتى، وهى أن إتقان الممثل لتجسيد الشخصية أهم من تكلفه لإضحاك الجمهور.

وقد نجحت المسرحية إلى درجة أن بعض الجمل منها علقت بأذهان الجمهور وهذا دليل على أن الجمهور يسعى إلى الكوميديا الهادفة أكثر من غيرها، ولكن مع الأسف الإصرار على تقديم الكوميديا الساذجة يساعد على انحطاط الذوق العام للجمهور، وبالتالى يصبح المتلقى الجيد لهذا النوع يصفه عبثا بأنه كوميديا.

لماذا ابتعدت عن السينما فى الفترة الأخيرة؟

- معروف عنى أنى من أكثر الفنانين رفضا للأدوار السينمائية التى تعرض علىّ، لأنى أبحث عن الدور الذى أقدمه فيعلق فى ذهن المشاهد مهما كان قصيرا، والدليل على ذلك بعض العبارات التى يتذكرها الجمهور من أعمالى السينمائية التى أقدمها «الإفيهات»، مثل دورى فى فيلم «النوم فى العسل» مع الفنان عادل إمام والعبارة المشهورة «دى حالة عامة»، وكذلك فيلم «حب البنات» مع الفنانة ليلى علوى وحنان ترك، حينما دارت بيننا مشاجرة وقلت لحنان «محنا رباطية بقى»، وغيرها من الأدوار الصغيرة والتى علقت فى أذهان المشاهدين، كدورى فى فيلم «الجزيرة» وفيلم «أرض الخوف» الذى أعتبره دورا يجب أن أمثله، حتى وإن دفعت مقابل أن أؤدّيه.

ومن الأدوار التى لا أنساها أبدا دورى فى مسرحية اسمها «الفرافير» وهو دور شخص ميت يجرى حوارا مع آخرين، وكانت المسرحية من تأليف يوسف إدريس - رحمة الله عليه - وقد فكرت فى هذا الدور كثيرا، كيف أقنع الجمهور بأننى ميت، وأتحدث؟ وكيف سيكون صوت الميت؟. ففكرت أن الميت شخص لا يتحكم فى جسده، وهذا سهل، ولكن كيف سيكون صوته؟ إلى أن سمعت صوت بائع لبن كان يأتى كل مساء ينادى على اللبن بصوت فكاهى، بحيث يطيل فى نطقها، فقررت أن أختار طريقة كلامه الغريبة كصوت لشخصية الميت، خاصة أن أحدا من المشاهدين لم يسمع قبل صوت الميت، فإذا اعترض أحد وقال هذا ليس صوت الميت، فسأسأله: إذا لم يكن هذا صوت الميت، فقل لى أنت كيف يكون صوته؟.. وأذكر أن الفنانين توفيق الدقن وسهير البابلى وعبدالسلام محمد وكرم مطاوع انهاروا من الضحك حينما سمعوا صوت الميت لأول مرة فى البروفات.

هل بالفعل تعشق التمثيل الإذاعى؟

- نعم أنا أعشق الإذاعة التى عملت فيها فترات طويلة، وقدمت فيها عددا كبيرا من الأعمال الإذاعية، ثم انتقلت بعدها إلى العمل فى المسرح، وأذكر أننى كنت خجولا جدا، لذلك لم أخفِ عن أهلى أننى أعمل فى التمثيل، وكان أخى الأكبر - رحمة الله عليه - قاضيا عندما عرضت عليه أننى أريد الالتحاق بمعهد التمثيل، فقال لى: يا عبدالرحمن أنت ترتبك وأنت تتحدث معنا والتمثيل يحتاج إلى جرأة.

ومن ضمن المواقف التى لا تمحى من ذاكرتى بمناسبة حوارنا عن الخجل، وأنا فى المرحلة الثانوية كنت عضوا فى فريق التمثيل فى المدرسة، فحاولت أن أستفيد من خبراتى الفنية فى الاختبارات الدراسية الشفوية، فحاولت إضحاك لجنة الامتحان، لعلى أحصل على درجات متميزة، فدخلت على اللجنة قائلا بشكل مضحك مع حركات فكاهية «السلااااااااااااام عليييييييييكم»، فرد أحد المدرسين بسرعة «وعليك بإعرابها»، وكان ذلك سؤال الامتحان الذى أراده منى المدرس، إعراب كلمة «السلام عليكم»!.



















مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

انا مصرى

تسلم يا حاج

تسلم يا حاج عبد الرحمن وتسلم زهرة

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف

مسترد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة