قد ينتشى الإنسان عندما تجتاحه موجة عاتية أو دش بارد أو منظر خلاب أو مثير أو جمال أخّاذ، لكن النشوة الحقيقية التى تجتاح الإنسان وتستمر لفترة قد تطول أو تقصر هى نشون الحب الصادق أو الإحساس العميق بلذة الرغبة التى قد ترتفع بالإنسان لتحلق به فى سماء العاطفة أو تهبط به إلى قاع الغريزة، وكلاهما لا يعرف الملل أو اليأس حتى وإن حرمه الواقع مما يحب، فيظل ذاك الحب كامناً فى الوجدان أو نابضاً فى القلب أو محركاً للغريزة.
وهذه المشاعر السابقة تأخذ العديد من المظاهر التى قد تتوافق أو تختلف بين الجنسين، فالمرأة أكثر حباً وأكثر رغبةً وأكثر نشوة ً وأعمق إثارة، بينما الرجل أقل إلا أن إحساسه قد يكون جارفاً فى البداية ثم يتضاءل مع الوقت على عكس المرأة وذلك فى حالة الإشباع، أما فى حالة الامتناع فإن الوضع يتغير فينما تتخلى المرأة عن رغبتها تدريجياً وترضى بالأمر الواقع نجد الرجل يزداد رغبة وطلباً لما حُرم منه، فإما أن يناله أو يسقط فى بئر الكراهية التى قد تنصب على نفسه أو مجتمعه أو على الطرف الآخر الذى رفض حبه، وإن زاد الوضع سوءً دخل الرجل فى دائرة الأوهام التى قد تصل به إلى حافة المرض النفسى.
فالرجل لا يعرف الحب قدر معرفته بالرغبة، بينما المرأة أكثر حباً وأقل رغبة فى الهجر أو الانتقام، وهى أكثر عطاءً من الرجل حتى وإن كثُرت مطالبها التى تحركها فى النهاية مشاعر الحب التى تبحث عن مردود لها فإن لم يكن بالقول والفعل فبالاستجابة إلى مطالبها وإن كثُرت.
صورة ارشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
