يثبت أنصار الإخوان كل يوم أنهم أشخاص خارج إطار الوطن لا يهمهم مصلحة مصر ولا مصلحة شعبها، فالهم الأول والأخير لهم هو مصلحتهم الشخصية ومصلحة تنظيمهم المحظور.
يحملون كماً هائلا من الكراهية لكل ما هو مصرى أو لكل ما يحقق الخير لهذا البلد، يتعمدون إيذاء الناس وتعطيل مصالحهم وكأنهم يعاقبون كل من ثاروا ضد الرئيس المعزول محمد مرسى فى 30 يونيو الماضى ولسان حالهم يقول"تحملوا نتيجة أفعالكم".
أتفهم تمامًا قيام الإخوان بالتمسك برئيسهم المعزول كرئيس للجمهورية أو قيامهم بمسيرات تطوف الشوارع للمطالبة بعودته لأن هذا ببساطة حقهم فى التعبير عن رأيهم بصرف النظر عما يشوب هذه المظاهرات والمسيرات من أعمال عنف، وأتفهم رفضهم للمسار السياسى ولخريطة الطريق الجارية فى مصر الآن، ولكن ما لايمكن تفهمه هو تعمد الإخوان معاقبة المجتمع المصرى والإتيان بأفعال وسلوكيات شاذة ضد الأهالى عقاباً لهم على عدم وقوفهم معهم.. كتحطيم السيارات، وإحراق المحلات، وسكب الزيت على مطالع ومنازل الكبارى، وشل حركة المترو والأتوبيسات العامة، وإفساد فرحة المصريين وتعكير الصفو فى كل مناسبة تمر على مصر، وآخرها كانت مظاهرتهم فى عيد الأضحى المبارك الذى جعله الله أياما مفترجة على المسلمين وفرصة للتآخى والمحبة والسلام، وليس للعراك وسفك الدماء والعنف، وقبل ذلك مظاهرتهم ومسيرتهم اللاسلمية أثناء الاحتفال بالذكرى الأربعين لانتصار أكتوبر المجيد.
والطامة الكبرى جاءت أثناء مباراة كرة القدم بين منتخبى مصر وغانا فى تصفيات كأس العالم والذى مُنى فيها المنتخب المصرى بهزيمة ثقيلة، وكانت فرحة الإخوان لا توصف بهزيمة مصر، حتى أن بعض أتباعهم قاموا بتوزيع شعارات رابعة على الجمهور الغانى لرفعها أثناء المباراة.. فحتى الرياضة لن تسلم من شماتة الإخوان، فالرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة وُجدت لتوحد أفراد الشعب الواحد – لالتفرقه- على اختلاف انتمائاته الدينية والعرقية والفكرية والسياسية. .إلخ، ولأول مرة نجد أن قطاعاَ عريضاَ من الشعب يتمنى هزيمة منتخب بلاده بل ويشمت فى هزيمته وكأن الهزيمة الكروية ستؤدى إلى هزيمة سياسية.
والأخطر من ذلك هو قيام تنظيم الإخوان ومن ينتمون إليه بتشويه علم مصر وإزالة النسر الذى يتوسط العلم ووضع صورة إشارة رابعة بدلا منه، فهذا يثبت أنهم لا يحترمون رموز وقيم هذا الوطن وأنهم تنظيم منزوع الوطنية تماماَ لا يعترف بالوطن والهدف الأسمى والأهم لهم هو تحقيق مصالحهم حتى ولو كان الثمن هو خراب الوطن.
يتصور الإخوان أن بهذا السلوك الشاذ وهذه الأفعال الخاطئة أنهم يعاقبون المجتمع والدولة وملايين المصريين الذين خرجوا فى 30 يونيو و26 يوليو، ولكن فى الحقيقة أنهم يعاقبون أنفسهم لأنهم أولاَ واخيراَ أناس يعيشون على أرض هذه البلد حتى ولو لم يشعروا بأى انتماء له، والإتيان بأى فعل خاطئ لن يضر فقط من هم ضد الإخوان فمن الجائز جداَ أن يمتد الضرر إلى من قام بالفعل نفسه، فبقعة الزيت الملقية على أطراف الكبارى لن تختار سيارات هؤلاء غير المنتمين إلى الإخوان لتعوقها، واللص أو البلطجى لن يفرق بين الإخوانى وغير الإخوانى للتعدى عليه أو لسرقته..الخ، وإذا غرقت سفينة الوطن – لاقدرالله - فلن ينجو منها أحد أبداَ.
على تنظيم الإخوان أن يتفهم ويعى جيداَ أنه لا عودة للوراء، ولا يمكن الحديث أبداَ عن عودة شرعية مزعومة تتمثل فى عودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم أو عودة لدستور 2012 المشوه أو عودة لمجلس شورى باطل، كشرط للمصالحة أو للتفاوض.
فقد أضاع الإخوان فرصة تاريخية جاءتهم على طبق من ذهب بعد ثورة 25 يناير عندما حصلوا على أغلبية البرلمان، ووصل رئيس منتمى قلباَ وقلباَ اليهم لسدة الحكم فى مصر ، إلا أن ممارستهم النكراء ومحاولة الحصول على أعلى قدر من المكاسب لأهلهم وعشيرتهم وسياسة الاستحواذ والاستبعاد التى مارسوها خلال سنة تقريباَ أجبرت المصريين – بدعم من الجيش - على الثورة ضد حكمهم الفاشى المستبد الذى فرق الشعب على أساس دينهم وجنسهم، وأضاع هيبة مصر بين الأمم.
وليعلموا أخيراَ أنهم بأفعالهم الغريبة ضد مصر والمصريين والتى تزداد كل يوم سوءاَ يفقدون أى ذرة تعاطف فى قلب هذا الشعب ويسحبون من رصيدهم الذى أوشك على النفاذ، وأنهم يلقون بهذا البلد إلى مصير مجهول ومستقبل غامض لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة