تعيش النجمة الكبيرة نادية لطفى هذه الأيام بمنزلها فى المنصورية بالقرب من كرداسة، تسجل انطباعاتها اليومية عن الحياة، وما تحمله الأيام من خير وشر، وأمل ويأس، واستقامة واعوجاج، تفكر وتتأمل وتشاهد أعمالها السينمائية القديمة، حيث ذكريات الصبا وسنوات الطموح والحلم والمجد، ورغم ما يجرى فى كرداسة وتطهيرها على يد رجال الشرطة، إلا أنها أصرت على الجلوس بمنزلها فى المنصورية، حيث تقول فى حديثها مع "اليوم السابع: "كثيرون نصحونى بترك منزلى والعودة لبيتى فى جاردن سيتى، لكنى رفضت وأصررت على الجلوس هنا، لست خائفة، فأنا صديقة نفسى أتحدث معها وأشاهد معها التلفزيون وأسجل انطباعاتى اليومية، وأنا بطبيعتى دائمة القراءة والكتابة ولا أستطيع أن أستقبل يومى الجديد بدون أن أقرأ، أو أكتب، وهكذا كنت مطلع حياتى، حيث مارست مهنة الكتابة فى إحدى المجلات وأنا طفلة صغيرة".
وكما كانت النجمة نادية لطفى فى صغرها، فهى كذلك إلى اليوم عقلية نشيطة تسعى إلى المعرفة وآرائها ذات ثقل، فهى لم تكن مجرد فنانة قدمت عدد من الأفلام، بل أثرت الشاشة بإنتاج متنوع وتجارب مهمة فى تاريخ الفن العربى، ليس ذلك فقط بل هى واحدة من الفنانات اللائى لعبن دورا سياسيا وإنسانيا فيما شهده المجتمع المصرى من تغييرات، وصار اسمها مرادفا للتمرد، ولأنها اختارت الصمت منذ فترة جلست لتراقب وتتابع وتحلل ما تشهده مصر من تطورات فى المشهد السياسى، لذلك اعتبرت النجمة الكبيرة نادية لطفى، كثرة الدعوات التى تطالب الفريق أول والقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسى، بالترشح لرئاسة الجمهورية، أمرا غير طبيعى، ويدلل على أن هناك قوى تريد إزاحة القائد العام من منصبه فى القوات المسلحة لمحاصرته فيما بعد إذا فاز بكرسى السلطة.
وتؤكد النجمة الكبيرة فى تصريحاتها لـ"اليوم السابع"، أن موقع الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى الجيش، أقوى من منصب رئاسة الجمهورية، لكونه قابضا على قلب الوطن، حيث يمثل جميع أفراد الجيش المصرى العظيم، الذى استأمنه على أرائه واختاروه ليعبر عنهم بصدق وشرف وأمانة.
وتخوفت نجمة السينما المصرية من استجابة الفريق السيسى للدعوات التى تطالب بترشحه للرئاسة فى هذا التوقيت الصعب، خاصة ونحن لا نعلم من سيخلفه لقيادة الجيش، قائلة "تكمن الخطورة الحقيقية فى الأيادى الخفية التى تريد إزاحة السيسى من موقعه بالجيش ليتولى السلطة ثم يحاصرونه ويحاولون إفساد ما فعل"، مؤكدة أن هناك أجهزة مخابرات عالمية تسعى لتدمير البلاد عن طريق المشاكل النفسية والاجتماعية، وتلك القوى تعرف خريطة البلد وحالتها الاجتماعية والاقتصادية وتسعى لتدميرها بكل السُبل، وهناك عقول تفكر وتخطط لهذا، ودللت نادية على كلامها بمحاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم مؤخرا، موضحة أن الهدف من تلك المحاولة الفاشلة إرهاب الشعب وتحجيمه وجعله يرتعد ويقف ثابتا فى مكانه، إضافة إلى ما يفعلونه فى الجامعات ومحاولات ضرب المواقع العسكرية والهجوم على رجال الجيش والشرطة، وتضيف "مش مخليين على قلبهم حاجة معملوهاش".
وتصف نادية لطفى الفريق السيسى بأنه يمتلك صفات المحارب، والتى تتمثل فى الثبات وعدم الانفعال، إضافة إلى أنه ينتقى كلماته ويتمتع بمستوى عال من الثقافة، وتضيف "السيسى أيضا ابن بلد جدع ومش عايزة ابن البلد يغويه كرسى السلطة"، وتستكمل "الشعب المصرى لبى نداء الفريق السيسى لأنه خاطب فيهم العزة والكبرياء لذلك امتلأت الميادين فى أقل من 24 ساعة عن آخرها بالبشر من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وكذلك جميع القرى والمدن بمحافظات الجمهورية فى صورة تؤرخ عن توحد الشعب المصرى الذى يمتلك الكثير من الثقافة والحب لبلده، وللعلم المرأة المصرية عندما تنجب أطفالا بترضّعهم تراب مصر، وحب الوطن شىء مقدس أكثر من حب الأبناء والمال".
ووجهت أسطورة السينما، رسالة لكل من يدعى أن ثورة 30 يونيه انقلاب عسكرى وليست ثورة، قائلة "أنتم مالكم، وأكبر ما فى خيلكم أركبوه، ولو أردتم أن تحاكموا أحدا حاكموا الشعب المصرى بأكمله على هذا الانقلاب"، واصفة بعض النخب الذين يخرجون ويتحدثون على الشاشات بما لا يعبر عن إرادة الشعب المصرى بأنهم "ذاتيون" و"بيفتوا وخلاص وملناش دعوة بيهم"، وأضافت النجمة "لو استمعنا لكلام دول الغرب يبقى معندناش عزة نفس والرجال الأحرار لا يقبلون إملاءات من أحد".
وانتقدت نادية لطفى أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوى، واصفة إياها بـ"بيت العجزة"، حيث تقول "لست موافقة على هذه الحكومة الضعيفة التى تشبه بيت العجزة، وليس بها روح، ويبدو أن لديها تصلبا فى الشرايين لذلك ليست قادرة على العبور بنا من تلك المرحلة الانتقالية الصعبة"، متسائلة "لماذا لا تعمل الحكومة بقانون الطوارئ وتمنع المظاهرات التى تجوب الشوارع، خاصة كل جمعة، ويقوم منظموها بإرهاب الناس والاشتباكات معهم وقتلهم"، مطالبة الحكومة ورئيسها بالرحيل العاجل.
وتوقعت النجمة أن يخرج الشعب المصرى ثائرا على حكومة الببلاوى لاستمراره فى هذا الوهن والضعف، وعدم التحرك لتلبية مطالبهم، قائلة "أرى أن أفراد هذه الحكومة متلصمين بالعافية وتجاوزت أعمارهم الثمانين عاما، وبصراحة يدوب يغسلوا وجههم بالعافية"، واستطردت قائلة "لو مش عايزين يعملوا حاجة لصالح البلد يسيبونا ويطلعوا على أمريكا زى ما عمل البرادعى".
وأثنت النجمة القديرة على الدور الوطنى الذى يقوم به رجال الجيش والشرطة، وقيامهما بتطهير البؤر الإرهابية مثلما حدث فى كرداسة ودلجا، مؤكدة أن قوة الجيش تكمن فى الرسالة التى يوصلها للشعب.
ولفتت نادية لطفى إلى أن أكثر شىء يتجلى فى ثورة 30 يونيه يتمثل فى توحيد صفوف الشعب، ووحدت الـ90 مليون لشخص واحد، بعد فترة ظل فيها خانعا ومحبطا، وكان مثل جمل الصحراء يستحمل الكثير من الصعوبات الحياتية إلى أن حرر نفسه يوم 30 يونيه، واصفة خروج الملايين من الشعب المصرى لميدان التحرير، بـ"المشهد السعيد"، ورحيل الإخوان بـ"المعجزة"، وأضافت النجمة "المصريون قامة عالية تصل إلى عنان السماء ودائما يتحدون عند الشدائد والمحن وأحترم كل رجل وسيدة وشاب وفتاة ذهبوا لميدان التحرير، وصمدوا بلا طعام وشراب لتحقيق مصالح الوطن".
وتنتقل نجمة الزمن الجميل للحديث عن مصر فى عصر الإخوان قائلة "كنت أرى وجوه البشر فى الشوارع وعلى الشاشات مكتئبة وحزينة، ومصلوبة بداخلهم السنين ويتخلل ملامحهم اليأس بصورة صامتة لا تتحرك وكأن هناك غمامة على البشر"، وتضيف "لكن بعد أن فاض الكيل بالشعب، خرجت الملايين للشوارع سيرا على الأقدام فى عز أزمات البنزين والسولار التى لحقت فترة المعزول لدرجة أن اللصوص كانوا لا يسرقون السيارات لعدم وجود بنزين".
وتضيف "المعزول محمد مرسى عندما كان فى السلطة نسى أن هناك شعبا، وكان هيبيع البلد بمن عليها، بعدما وضع قوانين إلهية خارجة عن القوانين ليظل بعيدا عن المساءلة والمحاسبة، إضافة إلى التخطيط لبيع قناة السويس وحلايب وشلاتين وسيناء".
وتتذكر النجمة نادية لطفى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، قائلة "أصبت بانهيار عصبى وهبوط فور سماعى خبر عبور قواتنا المسلحة خط برليف وتحقيق النصر، لأنى لم أصدق وقتها أننا انتصرنا".
وتضيف الفنانة قائلة "كنت مسئولة اللجنة الفنية أيام حرب الاستنزاف وكنت أنظم زيارات على الجبهة لرفح الروح المعنوية لدى الجنود، وكان يرافقنى المخرج السينمائى الراحل فطين عبد الوهاب والفنان فؤاد المهندس والفنان جورج سيدهم، وزرنا الفرقة 17 وغيرها، وكنا نطبع الكتب والأفلام، ونقوم بتوزيعها على الجنود، وذهبت أيضا إلى الضفة الثانية ومعى نجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وقضيت أياما فى صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الإسرائيلى لبيروت".
وتستكمل "ذهبت إلى مستشفى القصر العينى أثناء حرب أكتوبر وكنت أقوم بتمريض الجرحى ورعايتهم، ولفيت القرى والنجوع وطبعنا كروت وأهديناها لأهل الجنود"، وتضيف "بكيت عندما ذهبت إلى السويس وسمعت أبناءها يتغنون على أنغام السمسمية، كما كنا نكتب رسائل للجنود فى مجلة المصور وصباح الخير أنا والشاعر الكاتب الكبير الراحل كامل الشناوى، والناقد الراحل جليل البندارى"، واستكملت نادية "قررنا طرح فيلم "أبى فوق الشجرة" فى السينمات وتخصيص دخله للجنود، وقمت أنا والعندليب الراحل عبد الحليم حافظ بجمع الفلوس ومع أول حفلتين فقط جمعنا مبلغا كبيرا والعندليب أبلغ السادات، فأعطانا مثل ما جمعناه وأودعناه فى الشئون العامة"، وتتذكر صديقها العندليب قائلة "عبد الحليم كان يمثل نصف نجاح ثورة يوليو والسر فى وراء تربعه على القمة حتى الآن يعود إلى كونه لم يصدق يوما أنه من أهم المطربين فى عصره"، وأشارت نادية لطفى إلى أن أغنيات العندليب، أجادت التعبير العاطفى عن جميع الأجيال المختلفة، برغم اختلاف عوامل العصر، ويكمن هذا السر فى إحساس عبد الحليم وصدق أغانيه وكلماته وألحانه التى غيرت مجرى الموسيقى.
وحول الأغنيات المفضلة لديها للعندليب تقول "يصعب علّى تحديد أغنية واحدة أستمع إليها لعبد الحليم، فجميع الأغنيات التى تغنى بها تحمل عمقا وحسا موسيقيا يحلق بالإنسان فى أفق الخيال، وأشبهها بنسمات الهواء الرطبة، التى تأتى برومانسيتها لتجعلنا نسمو بها، ونغوص فى أبجديات كلماتها ومفرداتها لكونها تلامس القلب بسهولة".
على هامش الحوار:
تبدو النجمة نادية لطفى فى حديثها أكثر رقة وجمالا وعذوبة بصوتها الناعم كنغمة الجيتار، تضحك وتتكلم وتتذكر الشخصيات السينمائية التى قدمتها على مدار مشوارها الفنى، تقف كثيرا أمام شخصية الراقصة "فردوس" التى جسدتها بالفيلم السينمائى الشهير "أبى فوق الشجرة" مع العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، وتحكى كيف كانت متخوفة من كره الناس لها فى حالة خروج الشخصية بشكل فاتر، وأرجعت نجاح الشخصية إلى معايشتها مع "فردوس" التى جعلتها تنفعل فى الأداء بالحس والصمت والنظرات، وتقول عن نجاح الفيلم "تم عرض أبى فوق الشجرة لمدة عام كامل فى السينمات ولم نعهد أن يستمر فيلم لعدة أسابيع، ومازال يعرض حتى الآن فى بعض السينمات، ويحقق إيرادات كثيرة، وكان يتم عرضه أحيانا على القنوات الفضائية لمنع نزول الناس فى الشوارع".
وتسترجع نادية ذكرياتها مع الكاتب والشاعر الرقيق الراحل كامل الشناوى، والمواقف الطريفة التى كانت دائما تجمع بينهما، حيث كان العبقرى الراحل يشرح لها كيفية نطق الكلمات باللغة العربية الفصحى وطريقة الإلقاء الشعرى، وتصفه النجمة بـ"أنه كاتب وشاعر ومثقف لم يظهر أحد مثله حتى الآن على الساحة الأدبية، وكان يخلق النبض فى الكلمات المكتوبة والقصائد المغناة بإحساسه الجارف، لدرجة جعلت الكثير يتمنى أن ينتقده كامل الشناوى بأسلوبه المتفرد وكلماته الساحرة الرنانة"، وتستكمل ذكرياتها مع الشاعر العاشق قائلة "رغم كل الفنانين والمثقفين كانوا يسعون دائما لمجلسه إلا أنه كان يأتى لمنزلى ويمكث فيه لكونه يقطن بجوارى فى جاردن سيتى، وكنت أصنع له "شربة الكوارع" ويشربها هو وبليغ حمدى، وفى إحدى المرات وهو جالس فى بهو المنزل كان يردد قصيدته الشهيرة "لست أشكو ففى الشكوى انحناء وأنا نبض عروقى كبرياء"، وعندما وصل لبيت الشعر الذى يقول فيه "كنت ألقاك على البُعد فألقى أحلامى وروحى.. الآن صرت فى قربى ولا ألقاك إلا فى جروحى"، فقلت له إيه كل "القافات دى"، حد يقول "قاقا" فى كل شطرة، وكنت حينها أنطق القاف على هيئة كاف، وكان يحاول أن يجعلنى أنطقها النطق الصحيح دائما"، وأثنت نادية على موسيقار الأجيال والأسطورة، كما وصفته، محمد عبد الوهاب، مؤكدة على أن هذا الجيل لا ينسى بكل ما قدموه من فن وثقافة وعلم وإبداع يشع فى دنيانا حتى الآن، قائلة "عندما كنا نجلس مع عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم، نعتبرهم أشخاصا عاديين جدا، لدرجة كنت أنده على عبد الحليم بمقولة "يا واد".
وتحدثت النجمة عن ذكرياتها مع دنجوان الشاشة أحمد رمزى قائلة "رمزى شهم ومقدام ويقدس قيم العدل ويكره الديكتاتورية والانفراد بالرأى، وكان فنانا مثاليا جدا فى علاقاته الإنسانية مع أصدقاته، كما أنه يعد من الفنانين المهمين فى تاريخ السينما المصرية"، مشيرة إلى أن الفنان الراحل كان يعشق الطبيعة وتأثر بها طوال حياته.
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو المجد
كلامك مهم جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد سالم .com
السيسي وسوار الذهب - مع الفارق !!
عدد الردود 0
بواسطة:
المواطن عربي
كلام سليم
اتفق معك يا فنانه و مع كلام ابو المجد
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام ابو السعود
بين نارين
عدد الردود 0
بواسطة:
Samin
حبيبتي
عدد الردود 0
بواسطة:
ام عمرو
ناديه لطفى الجميله كمان زكيه فى تحليلها السياسى