منطقة القناة أكثر المناطق المصرية تضررا من الحروب، ارتوت رمالها بدماء الشهداء والمغلوبين على أمرهم عبر العصور الطويلة منذ عهد الفراعنة حتى العصر الحديث، كانت مسرح عمليات للحربين العالميتين الأولى والثانية، وشاهدا على الحروب مع إسرائيل ومشاركا فى انتصار أكتوبر المجيد الذى نحتفل بذكراه الأيام الحالية.
أيضاً عاشت معاناة التجاهل والإهمال والتهميش، خاصة مدينة القنطرة شرق التى عانت أشد المعاناة من الإهمال وتجاهل التعمير وتهميش أبنائها، لا حق فى التملك إلا بشهادة الجنسية التى تعد من المستحيلات ولا وظائف ولا أرض تم تخصيصها لهم حتى الوحدات السكنية الجديدة توقفت رغم وجود كشوف بـ4 آلاف اسم فى قوائم المنتظرين.
المدينة التى دمرت بالكامل والتى شهدت كل معانى المعركة فى طى النسيان، وعندما خصص الشيخ زايد - عاشق مصر رحمه الله - أمير دولة الإمارات العربية منحة لتعمير القنطرة شرق تم نقلها لإنشاء مدينة أخرى هى مدينة الشيخ زايد بالإسماعيلية، إنه لظلم كبير لأبنائها الذين تهجروا وخسروا كل ما يمتلكون.
والقنطرة شرق أكبر مدن سيناء وتتبع إداريا الإسماعيلية، بها من الإمكانيات الكبيرة التى تستوعب بناء واحدة من أهم القلاع التجارية والصناعية والسياحية فى العالم، وسبق أن تقدمت شركة بمشروع سياحى كبير بالقرب من منطقة كوبرى السلام، إلا أنه لم ينفذ ولذا لابد أن تكون هى قلب مشروع تنمية قناة السويس.
فقناة السويس شريان حياة لمصر وقت أزماتها لم لا وهى تضخ سنويا ما بين 4,8 إلى 5,5 مليار دولار فى اقتصادنا الوطنى فى ظل تراجع إيرادات السياحة والجمارك والصادرات، وارتفاع الدين المحلى؟ ويمكن ارتفاع هذا المبلغ الذى يصل إلى 30 مليار جنيه، وأكثر إلى 100 أو 120 مليار جنيه سنويا من خلال تنوع المشروعات على المجرى الملاحى لتقديم جميع الخدمات للسفن.
والقناة شريان يمتد من السويس إلى بورسعيد تتوسطه الإسماعيلية تخترق صحراء مترامية الأطراف، خاصة على ضفتها الشرقية وهى صحراء تقع غرب سيناء ممتدة وممهدة لإقامة أفضل المشروعات العالمية والمنتجعات والموانئ ومحطات الترانزيت وتزويد السفن بالوقود، بالإضافة إلى صلاحيتها لإقامة مشروعات زراعية وصناعية وتجارية أخرى متنوعة مدعومة بوجود كيان خامل حاليا هو مشروع وادى التكنولوجيا، تم تخصيص أرضه عام 1994 بمساحة نحو 16500 فدان لإقامة المشروع ليكون نواة لواد للصناعات عالية التقنية، إلا أنه فشل رغم إنفاق نحو 100 مليون جنيه حتى الآن على بنيته.
والمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق على مساحة 910 أفدنة ومدينة علمية تتبع جامعة سيناء وأرض مخصصة لجامعة هليوبوليس وغيرها.
وفى القنطرة غرب فى أبوخليفة منطقة صناعية بمساحة 160 فدانا يصل عدد المشروعات فى قائمة الانتظار إلى 173 مشروعا باستثمارات متوقعة 8 مليارات جنيه، وتوفر نحو 33 ألفا و227 فرصة عمل، حيث تم تقديم دعم من صندوق دعم وتنمية المناطق الصناعية بقيمة 81 مليون جنيه لاستكمال وترفيق هذه المنطقة والرياح بمساحة 22 فدانا.
وفى بورسعيد المنطقة الصناعية الجديدة «جنوب الرسوة» بمحافظة بورسعيد تقام على مساحة 320 فدانا، حيث يصل عدد المشروعات فى قائمة الانتظار لنحو 150 مشروعا باستثمارات متوقعة 1.5 مليار جنيه.
ومن خلال قراءة طبوغرافية المكان فإن أنسب مساحة يمكن تنفيذ مشروعات فيها تقع فى المنطقة الأولى بنطاق قرية الأبطال شرق القناة، والثانية تمتد من الفردان إلى مدينة القنطرة شرق قبالة منطقة الحرش بالقنطرة غرب بموازاة القناة، وبعمق يتراوح من نصف كيلو إلى 5 كيلو مترات مع استثناء الكتلة السكنية ما بين شارعى العريش والجيش، بالإضافة إلى الأراضى شرق بورسعيد.
بالفعل يمكن القول إن تنمية قناة السويس ستمثل أمنا قوميا لسيناء ولمصر عامة وستقضى على البطالة وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل والأهم ألا تكون القناة التى حفرت بدماء المصريين مجرد مجرى ملاحى فقط للسفن بدون موانئ ومحطات ترانزيت ومحطات حاويات ووقود سفن وخدمات أخرى تحول غرب سيناء إلى منطقة عالمية، أيضاً لابد أن يتم مراعاة مشروعات مستقبلية مثل تعميق القناة حتى غاطس 71 قدما، وبحث جدوى ازدواج القناة مع حفر 3 أنفاق أسفلها فى الإسماعيلية بمنطقة نمرة 6 وفى القنطرة شرق بمنطقة شارع العريش وفى جنوب بورسعيد لربط سيناء بالوادى، ودعم الاستثمار فى منطقة بها زراعات لا تقل عن مليونى فدان.
محور قناة السويس أمل أمة وأمن قومى لسيناء.. 5مناطق صناعية ومساحة مترامية الأطراف بالقنطرة شرق جاهزة لاستقبال المشروعات..وارتفاع إيرادات الملاحة من 30 إلى 120 مليار جنيه ينقذ الاقتصاد ويقضى على البطالة
الأربعاء، 02 أكتوبر 2013 02:22 م
قناة السويس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة