طرح المشاركون فى جلسة "تفعيل دور الثقافة الجماهيرية" فى مؤتمر ثقافة مصر فى المواجهة، والتى أدارها الناشر محمد هاشم عددا من الأفكار لتنشيط قصور الثقافة فى الأقاليم ودعمها لتقوم بالدور الذى أنشأت من أجله ولتكن بمثابة وزارات ثقافة فى الأقاليم.
فى البداية أكد المترجم والقاص إيهاب عبد الحميد على أنه لا يمكن إنجاز أى اقتراح لتطوير الثقافة دون توفر الإرادة السياسية والحماس لتطوير الواقع الثقافى المصرى وان تتعاون الوزارة بشكل جدى لتوفير مناخ حر حقيقى يجذب مزيد من الناس للأنشطة وان يكون هناك مفهوم جديد للحرية وتحسين جودة الخدمة الثقافية وخلق مواقع جديدة للعمل الثقافى لجذب اكبر عدد من الناس فى المحافظات وإحياء الثقافة فى القرى وتحويل المدارس إلى مراكز ثقافية من خلال التعاون بين وزارتى الثقافة والتعليم وان تشارك وزارة الثقافة فى وضع بعض المناهج كاللغة العربية والتاريخ . ودعا الى تعاون الثقافة مع الجامعات ايضا وعمل لقاءات شهرية للمثقفين لرعاية الطلبة وإبداعاتهم ولإيجاد صلات بين طلاب الجامعة والحياة الثقافية . وأيضا التعاون بين قصور الثقافة ووزارة الشباب واستخدام هذه المراكز لتنشيط الوعى لدى الشباب .والتعاون بين الثقافة والأحزاب والنقابات وان تكون هناك قوافل ثقافية تصل للناس فى كل مكان .وأضاف عبد الحميد ان ذلك يتطلب إعداد قاعدة بيانات سليمة عن قصور الثقافة والعمالة بها وإمكانية تأهيلها من خلال المثقفين المتطوعين .
ومن جانبه اقترح القاص حمدى أبو جليل أن تتوقف الوزارة عن الإنتاج الثقافى أو على الأقل ترشده بالتركيز على الترجمة والتراث وسلسلة واحدة للشباب وتتجه إلى التوزيع, وأن تصبح الثقافة الجماهيرية هى قاعة العرض الممتدة من الإسكندرية إلى أسوان, وأن تنهض الوزارة لتتولى نشر وتوزيع وعرض كل الفنون التى تنتجها مصر.
وتناول د . سيد خطاب، تاريخ الثقافة الجماهيرية وفلسفة إنشائها وطالب بتفعيل دور الثقافة الجماهيرية فى التعامل مع مفهوم مدنية الدولة وضرورة التحرك من المركز إلى الأطراف وأن تساهم الثقافة الجماهيرية فى نقل مفاهيم الحداثة والدولة المدنية للناس فى الأطراف البعيدة وأن تحول أقاليمها الستة إلى ستة بؤر ثقافية تنطلق منها وأن تستخدم دور العرض التى تمتلكها وعددها 80 دار عرض فى تقديم الخدمة الفنية والثقافية للناس فى كل مكان وأن تستفيد من المشروعات التى نجحت فى تحقيق التواصل مع الجماهير وتدعم هذه المشروعات كمشروع الجرن ومشروع المخرج عصام السيد للتواصل الحى والمباشر مع جماهير القرى والنجوع وإحياء مشروع نوادى المسرح الذى يتحدى فكرة أن الدولة فقيرة ويقدم مسرحا بتكاليف قليلة جدا وأن تتحول الثقافة إلى شفرة المحراث, حتى لا تترك القرى لثقافة المقهى والمسجد.
ومن جانبها قالت فاطمة المعدول، إن جهاز الثقافة الجماهيرية هو روح مصر ورغم ذلك تم تهميشها وحاربتها الحكومة وأهملتها رغم أنها الجهاز الذى من الممكن أن يعيد بناء الإنسان المصرى وتأثيرها أكبر من تأثير المجلس الأعلى للثقافة المغلق على المثقفين. وأدانت المعدول ما أسمته بالهجمة الشرسة من قبل المجتمع المدنى المتمول على وزارة الثقافة طمعا فى بنيتها الأساسية وطالبت بضرورة التفكير فى باترونات جديدة لتطوير الثقافة من رؤية وفكر واضحين. وأضافت أن الثقافة الجماهيرية رغم إمكانياتها الضعيفة التفت إلى ثقافة الطفل الذى لم يكن أحد يلتفت إليها وطالبت بالعدالة الثقافية من خلال تفعيل دور الثقافة الجماهيرية لتعود محور العمل فى وزارة الثقافة وليعود الاهتمام الحقيقى بثقافة الشعب وحددت الملامح التى يجب أن تكون عليها ثقافة الطفل بأنها يجب أن تكون رائدة وتجريبية وتحتاج إلى نظرة أعمق وأكثر إيجابية وإمكانات مادية مناسبة وتقدير أكثر للعاملين فى ثقافة الطفل المصرى حتى نستطيع أن نتطلع إلى المستقبل فى رضا وأمان.