ريهام مهدى تكتب: ولكن هل يكفى الاعتذار؟!

الأربعاء، 02 أكتوبر 2013 06:03 م
ريهام مهدى تكتب: ولكن هل يكفى الاعتذار؟! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا المشهد أحزننى بل آلمنى بشدة، عندما شاهدت طفلا سوريا مع أمه وأخته، جالسين على الرصيف تأملتهم، حيث كانت الأم أو الخالة لا أعرف من هى التى تصطحبهم فكل ما أعرفه أنها سورية، تعنفهم بشدة ربما لشقاوة الأطفال فقط لا غير، ولكنى كنت أنظر إليهم فالأطفال السوريون وهبهم الله جمالا ملحوظا، يخطف الأنظار، فبعد قليل من الوقت أربكنى هذا الطفل السورى، عندما توجه إلى مباشرة وأنا جالسة فى السيارة، وقال لى يا خالة ممكن أن تساعدى أمى يا لها من كلمات قليلة لكنها نزلت على أذنى كالصاعقة حقا تلك الكلمات آلمتنى بشدة، ورغم حزنى عليه، ورغبتى فى مساعدته ولكن كنت أريد أن يأخذ هو المساعدة لا أمه، التى غضبت من مشهد تعنيفها له بتلك الشدة سابقا، لا أعرف لماذا انتابنى هذا الشعور فندمت بعدها على عدم إعطائه شيئا، رغم تأثرى بقيامه بطلب المساعدة، ولازمنى مشهده، وكلماته ترن فى أذنى آهه..لماذا؟

لماذا هذا الطفل العربى يسير فى شوارع دولة أخرى غير دولته طالبا المساعدة؟ لماذا يحرم من دولته وطنه أصلا، وإن كان أى دولة عربية وطنه الثانى، ولكنه فى وضع يرثى له؟ لماذا غيره من أطفال العرب يتعرضون لمثل هذا المصير، وتلك المواقف القاسية وربما أكثر قسوة؟
هل هذا ما فعلناه بهم نحن البالغين شعوبا وحكاما؟ هل نحن من قاد الدفة لمثل هذا المصير، لأطفال ما زالوا زهورا تتفتح للحياة لترى من الصعوبات والقسوة الكثير؟ هل بلادنا العربية فقيرة أو لا تمتلك ثروات مثلا؟ أشك فى هذا فكلها خير، سواء بمواردها كانت بشرية أو مادية؟

إذن فهناك خلل خطأ شىء ليس بالصواب جاء بتلك النتيجة المحزنة فهذا الطفل ربما حظه أفضل من أطفال عرب فقدوا أسرهم أمام أعينهم أمه، أباه، أخاه، أخته أو أى فرد من العائلة ماذا سوف يحدث فى نفسيته الشفافة الرقيقة؟ ربما هناك أطفال فقدوا حياتهم رميا بالرصاص، أو حرقا، أو غيرها، من مشاهد تنخلع القلوب الرحيمة لها.

نحن جميعا تقع على عاتقنا مسئولية هؤلاء الأطفال وما وصلوا إليه، أليس من حق هذا الطفل حياة كريمة؟ أليس من حق الطفل المصرى أيضا حياة كريمة تعليم ذو جودة عالية لم لا؟

أم هى السياسة بكل وجهها القبيح، تطل على الأمة العربية والإسلامية فلا يجمعها سوى المصالح وسحقا للشعوب التى تتكبد المعاناة!
ألم يئن الوقت أن نستفيق جميعنا أن ننظر إلى أطفالنا إلى مستقبلهم؟ هل مشاهد أطفالنا فى سوريا أو العراق أو ليبيا أو غيرها من دولنا العربية تفرحنا؟ أم تحزنا وتبكينا؟ هل هذا ما أرادنا حصاده ؟

الحصاد الجيد لابد له من مراعاة جيدة، أن نراعى ضميرنا فى أعمالنا فى حياتنا أن نشعر بمراقبة الله لنا أن نحكم بالعدل ولا نبغى سواه، ولا يغلبنا طمع الدنيا والجشع فينتشر الفساد الذى هو حتما الذى قادنا إلى تلك هى النتيجة المؤسفة المؤلمة، ولا يسعنا الآن إلا أن نقول: يا أطفال العرب نأسف لكم، ولكن هل يكفى الاعتذار؟!





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ms4h4

مقال اكثر من رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

enas

مالم يفهمه صاحب التعليق رقم واحد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة