أول تحقيق تلفزيونى من داخل كرداسة قدمته الإعلامية دينا عبد الرحمن مساء اليوم الثلاثاء، من خلال استوديو "بث مباشر" على فضائية سى بى سى، والذى كشفت من خلاله كيف تم الهجوم على قسم كرداسة؟ ومن أحرق كنيسة الملاك ميخائيل؟ وكيف هو الوضع الآن داخل كرداسة.
العميد خالد أبو زينة قائد قطاع الشهيد عمرو عبد المنعم بإدارة العمليات الخاصة قال إن العمل داخل كرداسة مستمر حتى يتم التنسيق بين مديرية أمن الجيزة وإدارة العمليات الخاصة، وأضاف أن عملهم يزداد صعوبة بعد عملية اقتحام كرداسة، بسبب وجود بعض المطلوبين، وهم عناصر خطرة يتم التركيز عليهم، ولم يتم القبض عليهم، وعددهم ثمانية أشخاص، كما توجد عناصر هاربة فى ناهيا، وأضاف أيضا أن هناك مجموعة تم ضبطها وإحضارها، وهم المتهمون الفعليون، وتم إثبات التهم عليهم بالصوت والصورة، ونقوم بالقبض عليهم تحت مسمى قانونى أمر ضبط وإحضار من النيابة، ويتم عرضهم على النيابة لانتظار الحكم القضائى عليهم، وخلال الأيام الماضية ومنذ اقتحام كرداسة لم يتم التعدى على مواطن واحد والشهيد الذى سقط كان من الشرطة الشهيد نبيل فراج.
وصرح طلعت توفيق خادم كنيسة الملاك ميخائيل أنه بدأت اعتداءات العنف وحرق الكنائس فى كرداسة بعد اقتحام قسم شرطة كرداسة، وتحديدا فى يوم 14 أغسطس، وقامت مجموعة بدخول الكنيسة، وسؤال خادميها، ومن بالكنيسة عن مكان الأسلحة الموجودة بالكنيسة، وكان الرد أنه لا وجود لأسلحة بالكنيسة، وأكد على أن المجموعة التى قامت بالاعتداء على الكنيسة منهم أشخاص معروفون، وهم من أهل القرية، وهم لا ينتمون لأى تيار سياسى أو دينى، ولكن تم شحنهم وتحريضهم من بعض الأشخاص، وأضاف أن عمر المبنى الذى تم حرقه 97 عاما، وعملية الاعتداء على المبنى وتدميره وسرقته ظلت قرابة الأربعة أيام، وأضاف أيضا أنهم لم يقوموا بالإبلاغ عن المعتدين حتى الآن، وهم فى انتظار عقاب الله عليهم.
وأكد مجدى ملاك خادم كنيسة الملاك ميخائيل، وهو مصاب، جراء عملية اقتحام كرداسة، أن المعتدين على الكنيسة كانوا يرددون "إسلامية إسلامية"، وقاموا بالتعدى على المبنى وعلى الموجودين به بالأسلحة البيضاء، والعناية الإلهية أنقذتنا من أيديهم، والمسلمون هم من أسعفونا، وقاموا بحمايتنا.
وأثناء تجول الإعلامية دينا عبد الرحمن، بدت المدينة خالية من السائحين أو الزوار، واقتصر المتجولون على أهالى البلد، مما زاد من صعوبة المعيشة بها، وكانت شكوى أهالى المدينة، أو بمعنى أدق مناشدة للزوار والمشترين بأن الوضع الآن بكرداسة أصبح أكثر أمانا، وبدأ الوضع فى الاستقرار، بالإضافة إلى مناشدة المسئولين للاهتمام بكرداسة، وإنشاء قصور ثقافة ومركز ثقافة، فلا وجود للتنمية بالقرية، بالإضافة إلى الاهتمام بالأراضى الزراعية، وتطبيق القانون بمنع البناء على الأراضى الزراعية، كما ناشدوا المسئولين بالاهتمام بالمرافق والتنمية الخدمية.
ومن داخل دوار المكاوى، وهى العائلة الوحيدة التى نالت منصب العمودية، عزت المكاوى آخر حفيد لعائلة المكاوى أكد أن أول عمدة كان عباس بيك أبو الدهب المكاوى عام 1834 وآخر عمدة كان على أيوب المكاوى فى عام 1969، وعن الصدام الذى حدث عام 65 مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأكد معتز المكاوى أن ما يتردد حول هذا الصدام غير صحيح، فالأمر يتعلق بقبول البعض فى القرية لثورة 23 يوليو، والبعض الآخر لم يتقبلها، وأن الصدام الذى حدث بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإخوان أثر على قرية كرداسة، كما أثر على باقى المدن وأول عملية أمنية حدثت فى كراداسة فى عهد عبد الناصر، وعندما حضر البوليس السرى للقبض على أحد الشباب المنتمين لجماعة الإخوان، وهو سيد نذيرى، لم يكن موجودا بالقرية، وحاول البوليس السرى القبض على أحد أفراد العائلة، فتصدى أهالى قرية كرداسة لهم.
وأضاف عزت المكاوى: من هنا تمت أول عملية أمنية داخل كرداسة، وكان التعامل معها بشىء من الشدة، وكان هناك شبه عقاب جماعى من خلال حملة اعتقالات لأهالى كرداسة، ولا وجه مقارنة بين ما يحدث الآن وما حدث فى السابق.
ومن الأحداث المهمة التى حدثت فى كرداسة أيضا اختباء السادات فى بيت عائلة المكاوى بكرداسة بعد قتل أمين عثمان، وكان للسادات صداقات لبعض أهالى القرية وعائلة المكاوى، وهذا يرجع إلى علاقة النسب بين عائلة المكاوى والرئيس الراحل أنور السادات، وكان يحضر المناسبات الخاصة بالعائلة، ومن أبرز أفراد عائلة المكاوى محمود باشا فهمى المكاوى، وكان عضوا فى مجلس النواب ورئيس البرلمانيين فى الجيزة، وقام بتأسيس الجمعية التعاونية لصناعة النسيج بكرداسة عام 1944 وهى مستمرة حتى الآن، وهى من أسباب تأسيس صناعة النسيج والنول بكرداسة، والقرية كانت تعتمد على صناعة السجاد اليدوى، ثم صناعة النسيج والعباءات، مما جعل كرداسة مزدهرة صناعيا فى ذلك الوقت.